دراسة أميركية: الاستخبارات الباكستانية تدعم طالبان

وثيقة سرية بريطانية تربط بين تهريب المخدرات والتمرد في أفغانستان

أفغان يصلون في مسجد في العراء بكابل (رويترز)
TT

قالت مجموعة أبحاث أميركية، ان عناصر في أجهزة الاستخبارات الباكستانية، وفي مجموعات شبه عسكرية، يدعمون متمردي طالبان الذين يدخلون افغانستان لمهاجمة القوات الاميركية، وجنود حلف شمال الاطلسي.

وأظهرت الدراسة التي اعدتها «راند كوربوريشن» ومولتها وزارة الدفاع الاميركية، انه في حال عدم ازالة قواعد طالبان في باكستان، فإن القوات التي تدعم حكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي «ستتعرض لانعكاسات سلبية طويلة الأمد في جهودها الهادفة الى احلال الاستقرار وإعادة اعمار افغانستان».

وقالت الدراسة التي تحمل عنوان «مكافحة التمرد في افغانستان»، ان مديرية أجهزة الاستخبارات في باكستان وحرس الحدود «فشلت في القضاء على مجموعات افغانية متمردة، تتخذ في باكستان مقرا لها، وفي بعض الحالات قام افراد من هذه الأجهزة الباكستانية بتوفير مساعدة مباشرة الى مجموعات مثل طالبان وشبكة حقاني».

وقال معدّ الدراسة سيث جونز، ان طالبان وجماعات أخرى «تحصل على مساعدة من افراد في الحكومة الباكستانية، وطالما لم يتوقف ذلك فإن الأمن في المنطقة على المدى الطويل مهدد».

وأضاف أن مجموعات أخرى مثل «القاعدة» والحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، تحصل على دعم ايضا في باكستان.

وأوضحت الدراسة التي نشرت أول أمس، ان المتمردين يجدون ملاذا في المناطق القبلية في باكستان والولاية الحدودية الشمالية الغربية وولاية بلوشستان. واضافت أنهم «يقومون بانتظام بنقل اسلحة وذخائر ومؤن من باكستان الى افغانستان، وأتى عدد من الانتحاريين من مخيمات لاجئين افغان في باكستان».

ووقعت اسلام اباد اتفاقية مع ناشطين مؤيدين لطالبان في وادي سوات على بعد 99 كيلومترا من افغانستان، مما أدى الى انسحاب الجنود الباكستانيين من المنطقة، وقد بدأ المتمردون يطبقون الشريعة الاسلامية فيها. وتجري الحكومة الباكستانية مفاوضات مع قائد مرتبط بتنظيم «القاعدة» هو بيت الله محسود الذي تعهد الاستمرار في «الجهاد» في افغانستان، مع مواصلة مفاوضات السلام. وفي كابل، اكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، ان حكومته لا تجري مفاوضات مع «ارهابيين» بل مع عناصر «تريد السلام» في اطار استراتيجية لمكافحة التطرف على عدة جبهات.

الى ذلك، كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» نقلا عن وثيقة سرية صادرة عن الحكومة البريطانية، ان تهريب المخدرات والفشل في مكافحة الفساد في افغانستان، يشجعان التمرد الذي تخوضه حركة طالبان الأصولية في هذا البلد. وقالت الوثيقة الموجهة الى رئيس الحكومة غوردن براون، ان «تهريب المخدرات والتمرد في الجنوب سيؤمنان بعض الاستمرارية لطالبان». واضافت الوثيقة التي نقلتها الصحيفة ان «تهريب المخدرات في الجنوب يغذي التمرد».