إسرائيل تقدر بإيجابية وصول رسالة من شليط وتعطي فرصة أخرى للتهدئة

رغم أن التصعيد العسكري أسفر عن مقتل 3 من كتائب القسام في غزة

TT

في ما قتلت قواتها امس 3 من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري بحركة حماس، أعربت اسرائيل عن تقديرها لوصول رسالة أخرى من الجندي الأسير، جلعاد شليط، لعائلته، واعتبرتها خطوة مهمة ولكن غير كافية. وقررت اعطاء مصر فرصة أخرى للتوصل الى اتفاق تهدئة يتضمن بندا حول التقدم في المساعي لاطلاق سراحه في اطار صفقة تبادل أسرى جديدة.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد التأمت، أمس، وبحثت في موضوع التهدئة، وتبين خلال البحث ان غالبية الوزراء على الاطلاق يؤيدون جهاز المخابرات العامة «الشاباك» في موقفه المعارض والمطالب بتنفيذ عملية اجتياح واسعة لتحطيم قدرات حماس العسكرية. والوزير الوحيد الذي عارض هذا الموقف هو الوزير العربي في الحكومة، غالب مجادلة، من حزب العمل، الذي استغرب الحديث عن عملية اجتياح وطالب بإعطاء مصر فرصة لاستمرار المحادثات وصولا للتهدئة وتبادل الأسرى.

وبدا ان الوزراء يؤيدون مواصلة الضغط على حماس حتى لو لم تنفذ عملية اجتياح واسعة، حتى توقف الصواريخ وتطلق شليط، خصوصا ان الجيش أكد استعداده لتنفيذ العملية لكنه طلب ان يعرف الوزراء ان عملية كهذه قد تكلف الفلسطينيين آلاف القتلى وتكلف اسرائيل عشرات وربما مئات القتلى. وتحدث مندوب «الشاباك» فقال ان حماس ليست مستقلة في قرارها حول التهدئة أو غيرها، وأنها موالية اليوم تماما للقيادة الايرانية التي لم تغير برنامجها العدائي لاسرائيل بل تستخدم حماس أكثر من حزب الله اللبناني لضربها. والتهدئة التي تطلبها ذات هدف محدد هو التقاط الأنفاس حتى تعزز قدراتها المسلحة من جهة وحتى تخفف من الغضب السكاني عليها في قطاع غزة بسبب فشلها في توفير الخدمات الأولية للسكان. ولذلك، من مصلحة اسرائيل أن تستغل هذا الوضع وتحطم قوة حماس العسكرية على الأقل، ومن المفضل السعي لاسقاط نظامها.

وفي نهاية البحث تقرر تكليف رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ونائبيه وزيري الخارجية، تسيبي لفني، والدفاع، ايهود باراك، بالتباحث في الموضوع بشكل معمق واتخاذ القرار المناسب. واجتمع الثلاثة بعد جلسة الحكومة ولم يفصحوا عن قرارهم الدقيق. غير ان أوساطا من طرف رئيس الحكومة سربت الى الاعلام ان النية تتجه لمنح مصر فرصة أخرى للتوصل الى اتفاق تهدئة مع حماس، شرط أن يتضمن بندا حول التقدم في مسألة الجندي الأسير شليط.

وكان مندوب عن مركز الأبحاث التابع للرئيس الأميركي السابق، جيمي كارتر، حضر من رام الله الى بيت شليط، الليلة قبل الماضية، حاملا رسالة شخصية بخط يده الى والديه. وقال نوعم شليط انه غير معني بنشر تفاصيل الرسالة، ووافق على القول فقط ان ابنه الأسير في وضع صحي غير جيد وانه يرجو والديه وكل المعنيين ان يعملوا على اطلاق سراحه. وأعرب شليط الأب عن مخاوفه من عملية اجتياح، كونها تهدد حياة ابنه. الى ذلك قتل 3 من كتائب القسام، وأصيب خمسة مدنيين جراء قصف اسرائيلي لمجموعتين من القسام كانتا تتحركان شرق مدينة غزة. وحسب شهود عيان فأن دبابة اسرائيلية اطلقت قذيفة على احدى المجموعتين كانت تتحرك قرب مستشفى الوفاء، شرق حي الشجاعية، الذي يبعد 300 متر عن الخط الفاصل بين اسرائيل والقطاع، فقتلت عنصرين وجرحت ثلاثة اشخاص كانوا في المكان. واطلق الجيش لاحقا قذيفة مدفعية على مجموعة ثانية كانت تتحرك للشرق من سوق السيارات، شرق المدينة، فقتلت عنصرا ثالثا، وجرحت شخصين آخرين.

وفي تصريح صحافي أوضح طاهر النونو الناطق بلسان الحكومة المقالة، أن التصعيد والتهديدات الاسرائيلية تأتي في إطار محاولات اسرائيل فرض املاءاتها على الشعب الفلسطيني، مستدركاً أن «هذه التهديدات وعمليات القتل المتواصلة لن تخيفنا ولن تثني الشعب وحكومته على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية ونشدد على حق شعبنا في الدفاع عن نفسه». واكد النونو تمسك حكومته بموقفها من الجهود المصرية الهادفة لتحقيق التهدئة «المتبادلة والمتزامنة مقابل وقف العدوان وانهاء الحصار».