حرب «فلسطين» و«الأقصى» تتوقف .. والمناوشات الإلكترونية تتواصل

أجهزة «دايتون» استُبدلت بالأمنية والميليشيات بالشرطة و«الانقلاب» بـ«الانقسام»

TT

وضعت الحرب الاعلامية بين حركتي فتح وحماس اوزارها اخيرا، وان كانت المناوشات لم تتوقف تماما. فبعد يوم من دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للحوار والمصالحة. تغير الخطاب الاعلامي في الضفة وغزة. واختفت مظاهر التحريض والتخوين والتكفير من على شاشتي «الشقيقين اللدودين» تلفزيون فلسطين التابع للسلطة، وفضائية «الاقصى» التابعة لحماس. فاستبدل الاقصى مصطلحات «اجهزة دايتون (المنسق الامني الاميركي كيث دايتون) وعباس وفياض» بـ«الاجهزة الامنية» واستبدل فلسطين مصطلحات «عصابات وميليشيات حماس الانقلابية» الى «شرطة الحكومة المقالة». وبدا السياسيون في رام الله وغزة اكثر حرصا على تلطيف الاجواء باستخدام وصف الانقسام بدل الانقلاب ومسمى الرئيس الفلسطيني بدل رئيس سلطة رام الله. وكان تلفزيون الاقصى قد قال انه استجاب فورا لمبادرة رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية فأوقف كل اشكال التحريض ضد سلطة رام الله. وكان هنية قد قال «من أجل تهيئة الأجواء للحوار وترجمة التصريحات الايجابية إلى خطوات عملية، فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية والإفراج عن المعتقلين السياسيين». واوضح محمد سعيد مدير دائرة الانتاج في فضائية الاقصى لـ«الشرق الاوسط» «استبدلنا خطاب التحريض لاننا اردنا تهيئة الاجواء». وبحسب سعيد «فلا يمكن ان يبدأ الحوار وسط التراشق الاعلامي الحاد». اما فضائية فلسطين، فقالت انها اوقفت التحريض استجابة لقرار رئاسي. وكان نمر حماد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية والمشرف العام على الإعلام الرسمي، قد اصدر تعميما قال فيه «يتم إيقاف كافة أشكال الحملات الإعلامية، انطلاقا من مبادرة السيد الرئيس محمود عباس، وحرصا على توفير الأجواء الإيجابية التي تمكّن اللجنة المشكلّة من قبل اللجنة التنفيذية وممثلي الفصائل الفلسطينية من القيام بدورها لإنجاح المبادرة». ولم يخف سعيد بان فضائيته «الاقصى» استخدمت مصطلحات تحريضية مثل اجهزة دايتون، لكنه يبرر ذلك بقوله «اننا نحق الحق في مواجهة خط المفاوضات الفاشل». وبحسبه فانهم يحتاجون اليوم ايضا للرد احيانا على ما يدور في الضفة الغربية لكنهم يردون بطريقة مختلفة، دون ان يستخدموا مصطلحات تحريضية. واضاف «مثلا نقول ان الاجهزة الامنية تعتقل عناصر حماس في الضفة، لكننا لم نعد نقول اجهزة عباس او فياض او دايتون». وتدرس السلطة السماح بعودة طواقم الاقصى للعمل في الضفة الغريية، بعد ان اعتقلت العديد منهم، الا انها لم تؤخذ قرارا بعد. وبحسب سعيد فان مراسليهم لا زالوا ممنوعين من العمل في الضفة. قائلا ان السلطة منعت مدير الفضائية محمد شتيوي من عقد مؤتمر صحافي حول المبادرة الاعلامية للتهدئة. وحذرت اخرين من استئناف العمل. الا انه لم يخف ان هناك وعودا بالسماح للطواقم للعمل. وفي الوقت الذي يتهم فيه تلفزيون فلسطين حركة حماس بمنع وملاحقة طواقمه وسرقة معداته والسيطرة على مبانيه فان سعيد قال انهم يعملون الان في غزة وهم معروفون. ورفعت فضائية الاقصى، الحجر الذي كانت وضعته على قيادات فتح، وبدأت اخير تستضيف قيادات فتحاوية مثل جبريل الرجوب واحمد حلس. وقال سعيد «اننا نستضيف فتحاويين معتدلين». وبالتزامن مع التهدئة الاعلامية المتبادلة، شهد التلفزيون الفلسطيني تغييرات كذلك في ادارته وادارة برامجه والاخبار. واوقف كل الاغاني والصور والكليبات المحرضة ضد حماس. لكن وبرغم الالتزام الاعلامي الرسمي، الا ان مواقع الكترونية تابعة للطرفين لم تستطع التخلص من الروح العدائية بعد، فابقت بعض هذه المواقع على استخدام مصطلحات تحريضية. فلم تسقط تهم وشبهات الفساد والخيانة عن قياديين في فتح. كما لم تتوقف تهم الانقلاب والدموية ومهادنة الاحتلال عن حماس.