معارض صومالي بارز: اتفاق جيبوتي فخ.. وسنواصل القتال

الاتفاق شمل وقف النار وسحب القوات الإثيوبية.. والشيخ أويس قال إن الموقعين كانوا تحت التهديد والإغراء

TT

رفض الشيخ حسن طاهر أويس، القيادي الإسلامي بالمعارضة الصومالية رئيس مجلس شورى المحاكم الإسلامية، الاتفاق الذي تم توقيعه أول من أمس بين الحكومة الصومالية الانتقالية وتحالف المعارضة، وتعهد بمواصلة القتال.

وقال الشيخ أويس الموجود حاليا في المنفى بإرتريا بأن أعضاء المعارضة الموقعين على الاتفاق لا يمثلون تحالف المعارضة وأن هذا الاتفاق فضفاض لا يلبي مطالب الشعب الصومالي ويحتوي على بنود غامضة.

وقال الشيخ أويس ان أعضاء التحالف الموقعين على اتفاق جيبوتي لا يمثلون الا أنفسهم وأن بعضهم وقع تحت التهديد وبعضهم تحت الإغراء، وعليه فإنه لا يُلزم غير الذين وقعوا عليه. واضاف «لا نرى أن هذا اتفاق سلام بل نراه فخا».

وبعد 8 أيام من المداوالات الصعبة في جيبوتي بين ممثلي الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة (التحالف من أجل تحرر الصومال) وقع الطرفان على اتفاقية سلام حول عدد من القضايا العالقة، برئاسة الامم المتحدة، وأبرزها وقف إطلاق النار وسحب القوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية، إضافة الى نشر قوات دولية تحل محل القوات الإثيوبية.

ونظم في جيبوتي احتفال لتوقيع هذه الاتفاقية في وقت متأخر من مساء أمس شارك فيه من الطرف الحكومي رئيس الوزراء الصومالي «نور عدي» ووزير الاعلام رئيس الوفد الحكومي أحمد عبد السلام، ومن جانب المعارضة الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم تحالف المعارضة، وشريف حسن شيخ آدم، رئيس البرلمان السابق رئيس اللجنة المركزية في تحالف المعارضة الي جانب عبد الرحمن عبد الشكور رئيس وفد المعارضة.

كما حضرت وفود دولية وإقليمية بصفة مراقب مناسبة توقيع الاتفاق بين الحكومة الصومالية والمعارضة فإلى جانب الأمم المتحدة التي رعت الاتفاق حضر ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي كما حضر ممثلون عن كل من الولايات المتحدة وبريطانا وفرنسا والمملكة العربية السعودية وجيبوتي التي استضافت المفاوضات. وقال رئيس الوزراء الصومالي نور عدي في مراسم التوقيع أمس «ظل الناس ينتظرون لفترة طويلة لذلك فاننا نتحمل عبئا يثقل كاهلنا». وصافح عدي، شيخ شريف أحمد رئيس التحالف المعارض. وقال المتحدث باسم التحالف «انه اتفاق تاريخي.. انه يعيد الأمل». ولا يرى كثيرون أن اتفاق جيبوتي سيجلب السلام للصومال بعد 18 عاما من الصراع الداخلي. والقضية الشائكة الرئيسية هي وجود قوات اثيوبية في الصومال تحارب مع القوات الحكومية في مواجهة المتمردين الذين يتزعمهم الاسلاميون. ويدعو اتفاق جيبوتي الى أن تحل قوات من الامم المتحدة محل القوات الإثيوبية.

وقال مارك شرودر محلل شؤون الصومال «ولد ميتا.. وكم من هذه الاتفاقات رأينا من قبل.. اتفاق السلام الصومالي هو حوار من اجل استهلاك المجتمع الدولي لكن مادام تأثير التمرد المسلح موجودا على الارض فانه يمكن اهماله».

وجاء رفض الشيخ طاهر أويس الذي يشكل حزبه دعامة تحالف المعارضة الصومالية، على خلفية الانقسام الذي يسود التحالف المعارض الذي يتخذ من أسمرة مقرا له. ويعتبر الشيخ أويس الرجل الثاني في اتحاد المحاكم الإسلامية على رغم أنه لا يتقلد منصبا رسميا في تحالف العارضة الذي يتزعمه الشيخ شريف شيخ أحمد. من جانبة دعا المتحدث باسم مجلس عشائر قبيلة الهويا ذات الأغلبية السكانية في العاصمة مقديشو «أحمد ديريه» الى التريث قبل الحكم على هذه الاتفاقية لكنه رحب بأي خطوة من شأنها أن تخفف من معاناة الصوماليين.

وبعيدا عن هذه التجاذبات والمواقف السياسية المتباينة تجاه الاتفاق فإن آراء الشارع الصومالي تتشابه في ترحيبها بهذا الاتفاق، وإن ظلت الشكوك سائدة حول مدى جدية وقدرة الطرفين في تنفيذ بنوده. يقول محمود لوجي وهو سائق عاطل عن العمل، «صحيح أن الوضع لا يبعث على الطمأنينة ولكننا لا نقنط من رحمة الله وندعو الأخوة الأعداء الى التزام ما وقعوه هناك». أما فاطمة طاهر وهي أم لثلاثة أطفال هربت من منزلها بسبب الحرب في العاصمة «أفرحني الاتفاق.. سمعت أن وقفا لإطلاق النار سيتم بموجب هذا الاتفاق وأرجو أن يمكنني ذلك من العودة الى منزلي في العاصمة الذي هجرته منذ أكثر من عام، فأنا منذ ذلك الحين أعيش نازحة تحت شجرة لا تقي من المطر مع اطفالي».

وتقول زهرة ،23 عاما،: «كانوا يقولون لنا كل مرة يعقد فيها مؤتمر في الخارج أن هذه فرصة ذهبية.. أرجو أن يكون صحيحا هذه المرة.. فالوضع لا يتحمل أكثر من ذلك.. أولادنا ظلوا بلا مدارس وحياتنا أصبحت مضطربة جدا. أرجو أن ينتهي ذلك قريبا».