الحوادث الأمنية في مخيم عين الحلوة تثير تساؤلات حول الحضور الأصولي

بعد بث تسجيل صوتي لزعيم «فتح الإسلام»

TT

يستمر مسلسل الحوادث الأمنية في منطقة مخيم وتعمير عين الحلوة، شرق صيدا، فلا تمضي ليلة إلا ويسجل فيها حادث أمني، ولا سيما في زحمة الاحداث الاخيرة، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الوضع الأمني في المنطقة في وقت تسعى فيه الفاعليات اللبنانية والفلسطينية في صيدا ومخيم عين الحلوة الى تحصين الساحة الداخلية وضبط الوضع ومنع العناصر المتطرفة الاصولية من القيام بأعمال تضر بالاستقرار والهدوء في منطقة صيدا، وخصوصاً بعد الحديث عن وجود أشخاص يحملون جنسيات عربية مختلفة في مخيم عين الحلوة، وبعد بث تسجيل صوتي لزعيم تنظيم «فتح الاسلام» شاكر العبسي يتوعد فيه الجيش اللبناني بالانتقام لعناصر التنظيم، الذين قتلوا في معارك مخيم نهر البارد (شمال لبنان) العام الماضي. وقد عزز الجيش اجراءاته الأمنية في صيدا، وعند مداخل عين الحلوة تحسباً لأي عمل تخريبي.

وكان آخر ما سجل من احداث في تعمير عين الحلوة، اغتيال الفلسطيني جلال حسنين برصاص اطلقه عليه مجهول ليل الاحد ـ الاثنين، اثناء عودته الى منزله في مخيم الطوارئ معقل «عصبة الانصار» ما ادى الى اصابته بجروح خطرة، نقل على اثرها الى المستشفى، لكنه ما لبث ان فارق الحياة صباح امس. وتردد ان حسنين كان يعمل لحساب الأجهزة الأمنية اللبنانية، وانه كان ينتمي الى «عصبة الانصار» في السابق، إلا ان العصبة نفت ذلك، في بيان اصدرته امس.

يشار الى ان مخيم عين الحلوة ومنطقة التعمير المتاخمة له، هما الاكثر حساسية على الصعيدين الأمني والعسكري، في ظل غياب اي قرار سياسي للدولة اللبنانية، بدخول الجيش الى المنطقة في هذه المرحلة. ولا يستبعد المراقبون ان تكون المرحلة المقبلة مشرعة على كل الاحتمالات، وان تشهد سباقاً بين المساعي الجارية من قبل الفاعليات اللبنانية والفلسطينية لضبط الوضع، من جهة، ومحاولات المتطرفين الأصوليين تفجير الوضع الأمني لاعتبارات واهداف قد تتجاوز الساحة اللبنانية ولا تخدم مصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني، بل تخدم مصالح اعداء مسيرة الامن والاستقرار في لبنان.