استمرار الحالة اللبنانية يؤثر سلبا على القرارات السياحية للخليجيين

في ظل التأخير في تشكيل الحكومة وتكاثر الحوادث الأمنية

الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، لدى اجتماعه بوفد الهيئات الاقتصادية اللبنانية في القصر الجمهوري في بعبدا أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

بدأ التأخير في تأليف الحكومة الجديدة وما يرافقه من حوادث أمنية متنقلة يرخي بظلال سلبية على الاوضاع الاقتصادية والمالية التي شهدت انتعاشاً قوياً بعد توقيع اتفاق الدوحة وتنفيذ بنده الاول القاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. ولوحظ ان موجة التفاؤل التي عمت الاوساط الاقتصادية خلال الاسبوعين الماضيين بدأت تنحسر تدريجاً، لتتشكل، في المقابل، موجة قلق بدت اثارها مباشرة في سوق المال والبورصة حيث يتراجع يومياً حجم العمليات، بموازاة تراجع الطلب على الاسهم والاوراق المالية اللبنانية، مع اشارات جزئية الى انخفاض الاسعار.

ويتخوف اقتصاديون من نشوء مرحلة تجميد (ستاتيكو) جديدة يكون عنوانها تعثر في السياسة يؤخر ولادة الحكومة الجديدة وعجز او تردد في حسم الحوادث الامنية المتنقلة من العاصمة الى المناطق بما يؤدي الى استهلاك الايجابيات التي افرزتها التسوية السياسية، وبالتالي التأثير المباشر في المسار الاقتصادي وترقبات النمو القوي في القطاعات الاساسية.

ويلفت مسؤولون اقتصاديون ومصرفيون التقوا الرئيس سليمان حديثاً، الى اهمية تحضير المناخات المناسبة لنهوض اقتصادي شامل يعكسه موسم سياحي واصطيافي واعد يعوض جزءاً من الخسائر الفادحة التي تعرض لها هذا القطاع الحيوي منذ صيف العام 2006، ويعزز موقع لبنان على خارطة الاستثمار والاعمال بعدما انحدر الى مستويات متدنية من شأنها الضغط سلباً على كل مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

واشار المسؤولون الى ان الاسابيع القليلة المقبلة تشهد عادة حسم خيارات الخليجيين في اختيار مقاصدهم السياحية والاصطيافية وتحديد مواعيد العطلات السنوية واجراء الحجوزات المطلوبة. ويسري الامر ذاته على اللبنانيين المغتربين والعاملين في الخارج. ويعول على هاتين الشريحتين في الجزء الاهم من الموسم الصيفي بعد اقبالهم الكثيف على الحجز باتجاه لبنان. كما يعول عليهما في انشطة موازية لا تقل شأنا، ابرزها الاستثمار وضخ الودائع المصرفية وشراء المساكن والعقارات، فضلاً عن تنشيط قطاع الخدمات كالمطاعم والملاهي وشركات تأجير السيارات واستخدام عمالة مؤقتة وغيرها.

ومن الاشارات الواعدة في هذا المجال اعلان الخطوط الجوية الكويتية عن حجوزات كاملة (100%) لكل رحلاتها القادمة الى بيروت خلال الاسابيع المقبلة، ما سيؤدي حكماً الى تسيير رحلات اضافية. وتكاد الحجوزات تكتمل على الرحلات القادمة من السعودية والامارات وقطر وبعض العواصم الاوروبية خصوصاً باريس ولندن. فيما يتحدث اصحاب وكالات سفر عن تسجيل رقم دخول يراوح بين 6 و7 آلاف زائر في ايام نهاية الاسبوع. وهو رقم قياسي مرشح للنمو خلال الشهرين المقبلين في حال تسريع تأليف الحكومة ومواصلة تنفيذ الاتفاق السياسي ومعالجة الحوادث الامنية بشكل حاسم ونهائي.

وقد سمع رئيس الجمهورية بعضاً من هذه الهواجس خلال لقائه جمعية المصارف منذ ايام، واستقباله امس وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار الذي عرض معه الاوضاع الاقتصادية في البلاد في ضوء التطورات الراهنة.

وقال القصار عقب اللقاء: «اكدنا ضرورة تأليف الحكومة. وقلنا ان على الأفرقاء السياسيين الكف عن المطالبة بالوزارات السيادية والخدماتية، فالمهم التطلع الى مصلحة البلد. ومن دون الحكومة لا يمكن البلد ان ينطلق. واكدنا على وجوب توفير الامن لان الامن اساسي. ومن الضروري وضع حد للحوادث التي تحصل في المناطق».

وعن استجابة الرئيس، افاد القصار: «تجاوب الرئيس كان تاماً. وأكد لنا الرغبة في تأليف الحكومة في اسرع وقت، كما اكد على الموضوع الامني. وهو يعلم جيداً ان هذا الامر اساسي لانطلاقة البلد ولاعادة الثقة الى المواطن والمستثمر والمستقبل».

وسئل عن اسباب تأخير تشكيل الحكومة، فأجاب: «لم ندخل في هذا الموضوع» لكننا اكدنا انه عندما تكون مصلحة كل الافرقاء في لبنان فقط ويفكرون لبنانيا، حينها لا توجد خلافات. ما هي الوزارة الخدماتية او السيادية؟ كلها وزارات ستعمل مع بعضها البعض ضمن مجلس الوزراء، الا اذا كانت هناك منافع خاصة، حينها فليسمحوا لنا بها.