مقتل 13 جندياً باكستانياً و4 مدنيين في قصف صاروخي أميركي على الحدود مع أفغانستان

إسلام أباد تدين الضربة الجوية لقوات التحالف

TT

قتل 17 شخصا بينهم 13 من الجيش الباكستاني على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية نتيجة هجوم جوي شنته إحدى طائرات حلف الناتو، استهدف عناصر حركة طالبان، زعم أنهم كانوا مختبئين في المنطقة. وقتل الجنود الباكستانيون في منطقة مهماند القبلية التي تقع مقابل مقاطعة كونار بأفغانستان.

ووقع الحادث مساء امس بالقرب من منطقة مهماند القبلية عندما شنت القوات الأميركية غارة جوية داخل الحدود الباكستانية حيث كانت تتعقب عناصر حركة طالبان الذين زعمت أنهم كانوا مختبئين في المنطقة. وشنت القوات الأميركية هجومها بعد عبور عناصر طالبان للحدود بغرض مهاجمة قافلة عسكرية داخل الحدود الأفغانية.

وأكد المسؤولون الباكستانيون الحادثة رغم عدم تأكيد العدد الإجمالي لقتلى الغارة الجوية. وتفيد التقارير الواردة من المنطقة بأن من بين القتلى، رائداً في الجيش الباكستاني، قتل في الغارة الجوية. كما قتل أربعة مدنيين كذلك في هذه الغارة الجوية.

وقال مسؤولون كبار في القوى الأمنية الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية، ان القوات شبه العسكرية الباكستانية المكلفة مراقبة الحدود، أوقفت مساء اول من امس، جنودا من الجيش الافغاني، يحاولون اقامة مركز مراقبة داخل الاراضي الباكستانية في اقليم مهمند القبلي، احد معاقل حركة طالبان الباكستانية ومقاتلي تنظيم «القاعدة».

وحصل تبادل عنيف لإطلاق النار بين الجنود الباكستانيين والجنود الافغان، الذين اكدوا على ما يبدو انهم داخل الاراضي الافغانية، على ما اوضحت المصادر. وقال مسؤول باكستاني «بعيد منتصف الليل، اطلق صاروخ من افغانستان وسقط على مواقعنا، مما ادى الى مقتل احد عشر جندي على الأقل بينهم ضابط وجرح تسعة عسكريين». واحتج الجنرال اتار عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني على «هذا العمل الجبان، والذي لا اساس له اطلاقا»، الذي «دمر أسس التعاون في الحرب على الارهاب».

اما رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، فقد «ندد بشدة» بـ«اعتداء» التحالف، ووعد باتخاذ «الموقف الذي يحفظ سيادة (باكستان) وكرامتها». واقر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في افغانستان، انه نفذ ضربات جوية في شمال غرب باكستان، مشيرا الى انها استهدفت عناصر طالبان، وليس جنودا باكستانيين. وقال التحالف انه خلال عملية جرت في ولاية كونار الشرقية، ابلغ الجيش الباكستاني انه يتعرض لاطلاق النار من قوات «معادية لافغانستان» في منطقة حرجية قرب نقطة تفتيش في المناطق الباكستانية. وحددت طائرات بدون طيار موقع المسلحين، واطلقت نيران المدفعية «في دفاع عن النفس»، واستخدمت بعد ذلك الدعم الجوي «حتى تم القضاء على التهديد»، حسب التحالف. وجاء في بيان للتحالف انه يجري التحقيق فيما جرى، الا انه لم يشر بشكل خاص الى مزاعم الجيش الباكستاني بشأن مقتل عدد من جنوده في الغارة الجوية في اقليم مهمند. وبحسب مسؤولين باكستانيين، فإن عناصر طالبان باكستان هاجموا ايضا القوات الافغانية، التي دخلت الاراضي الباكستانية وقتل 15 منهم بمروحيات التحالف.

واقر المتحدث باسم طالبان باكستان المولوي عمر بمقتل ثمانية من عناصره، مؤكدا ان مجموعته اسقطت مروحية للتحالف، واعتقلت سبعة جنود افغان. وتعذر التأكد من هذه المعلومات من مصادر اخرى. وتتهم واشنطن وكابول باستمرار القوات الباكستانية بعدم بذل الجهد الكافي لمنع تسلل عناصر طالبان ومقاتلي «القاعدة» الذين اعادوا تنظيم صفوفهم في المناطق القبلية الباكستانية، الى افغانستان. وغالبا ما تقع مواجهات حدودية بين باكستان وافغانستان منذ نهاية 2001، تاريخ إطاحة حركة طالبان من السلطة خلال عملية لقوات التحالف نتيجة رفض طالبان تسليم زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن وانصاره، الذين وجدوا ملاذا في افغانستان.