اعتقلت الشرطة والاستخبارات الصربية أمس أحد أكبر المتهمين بارتكاب جرائم حرب، الجنرال ستويان جوبلانين، 51 عاما، وهو القائد السابق لشرطة صرب البوسنة وظل متخفيا طوال 13 عاماً في صربيا.
وقال الناطق باسم المدعي العام الخاص بجرائم الحرب، برونو فيكاريتش، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الاوسط»: «تم اعتقال جوبلانين اليوم (أمس) في الساعة 12:30 (بالتوقيت المحلي)، بأمر من المدعي العام فلاديمير فوكشوفيتش، من دون سقوط أي ضحايا حيث استسلم المتهم بدون مقاومة». وأشار الى أن معلومات سابقة كانت قد أفادت بأنه يتنقل مسلحاً. وعن مكان وجوده وما إذا كان سيسلم لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، قال: «تم نقله إلى مقر المحكمة الخاصة، وسينقل إلى لاهاي خلال يومين كحد أقصى». من جهته، قال فوكشوفيتش إن جوبلانين دخل صربيا في 28 مارس (آذار) 2008، وأن «تحركاته كانت مرصودة من قبل الاستخبارات الصربية». واعتبر ذلك «إنجازاً له ولصربيا»، وقال إن «هناك رغبة سياسية في إقفال ملف جرائم الحرب وسنواصل العمل في هذا السبيل لتعزيز التعاون مع محكمة لاهاي». وكان جوبلانين قائدا لشرطة صرب البوسنة طيلة فترة الحرب من عام 1992 إلى عام 1995. وتتهمه محكمة جرائم الحرب في لاهاي بارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في البوسنة وتعتبره ضالعا في مجزرة سريبرينتسا التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف نسمة. وكانت المحكمة الدولية قد تلقت ملف الادعاء في 17 ديسمبر (كانون الاول) 1999 وأصدرت مذكرة اعتقال بحق جوبلانين في 13 يوليو (تموز) 2001. لكن أنباء طلبه تواردت منذ نهاية الحرب سنة 1995. ويعد جوبلانين أحد أكبر المتهمين الأربعة بارتكاب جرائم حرب في البوسنة بعد رادوفان كراجيتش والجنرل راتكو ملاديتش وغوران هوجيتش والثلاثة ما زالوا فارين. وكان لاعتقال جوبلانين ردود فعل كثيرة داخل صربيا وخارجها. وقالت الناطقة باسم الادعاء لدى محكمة لاهاي ولوغا غفران: «هناك أمل تجدد بأن بقية المتهمين سيتم اعتقالهم وتسليمهم لمحكمة لاهاي». وحيَّت عملية اعتقال جوبلانين، وقالت: «الادعاء يحيي عملية اعتقال جوبلانين ولكن لا يزال ثلاثة في حالة فرار»، في إشارة إلى كل من هاجيتش وكراجيتش وميلاديتش. وقالت إن الادعاء لا يعلم متى سيتم تسليم جوبلانين وأعربت عن أملها في أن يكون ذلك خلال 72 ساعة. وقال المنسق الاعلى للشؤون الامنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي، خافيير سولانا، ان «اعتقال جوبلانين خطوة ايجابية وخبر مهم». وأضاف: «عملية الاعتقال مهمة للجميع، وهذا دليل على أن صربيا بدأت تتعاون مع محكمة لاهاي. هذا خبر جيد». وقالت رئيسة دائرة شرق أوروبا في البرلمان الاوروبي دوريس باك: «لقد أدركت صربيا ما كنا نقوله إن الطريق إلى الاتحاد الاوروبي يمر عبر التعاون الكامل مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي».