كوريا الجنوبية: الرئيس يقدم عرضا غير رسمي إلى منافسته لتولي رئاسة الوزراء

في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي على خلفية السماح باستيراد اللحوم الأميركية

TT

أعلن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك استعداده لـ«بداية جديدة»، بعد أسابيع من احتجاجات واسعة على الاتفاق الحكومي لرفع الحظر المفروض على استيراد اللحوم الاميركية، مما دفع بالحكومة الى عرض تقديم استقالتها أول أمس.

وفي إشارة إلى تظاهر حوالي 80 الف شخص وسط العاصمة سيول قبل يومين احتجاجا على القرار، قال لي امس: «انتابتني مشاعر متضاربة عندما رأيت المسيرات التي خرجت إلى الشوارع... أنا نفسي شاركت في أنشطة مؤيدة للديمقراطية عندما كنت طالبا في الماضي».

ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن لي قوله: «عقدت العزم على بداية جديدة. دعونا نواجه التحديات الصعبة التي تعترضنا في هذه الاوقات العصيبة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى اعتزامه إجراء تعديل واسع في حكومته، وذلك بعد 108 أيام فقط من توليها مهام عملها.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر قوله امس، ان الرئيس الكوري الجنوبي عرض بشكل غير رسمي على منافسته الرئيسية في الحزب الحاكم أن تتولى منصب رئيس الوزراء لوقف موجة الاستياء الشعبي. وقدم لي العرض غير الرسمي الى بارك جيون هاي للانضمام الى حكومته كرئيسة للوزراء، بحسب ما قال مساعد لبارك. واضاف المساعد، الذي طلب عدم نشر اسمه: «هناك فرصة أنها قد تقبل اذا قدم عرض رسمي، لان الوضع صعب جدا». وينظر الى بارك التي سبق لها ان رأست حزب الوطن الكبير الحاكم، على أنها يمكنها توحيد الحزب والمساعدة في تثبيت حكومة لي، التي تتعرض لانتقادات شديدة لتسرعها في عقد اتفاق لاستيراد لحوم الابقار الاميركية والانفصال عن الرأي العام. وكانت الحكومة قد عرضت أمس الاول تقديم استقالتها كسبيل للاقرار بمسؤوليتها عن الاتفاق الحكومي لرفع الحظر المفروض على واردات اللحوم الاميركية، ما أدى إلى احتجاجات واسعة بسبب مخاوف من مرض جنون البقر. ولم يكن لهذا العرض سوى القليل من الأثر لتهدئة المحتجين.

وقال رئيس الوزراء هان سيونج سو في بيانه الذي عرض فيه استقالة حكومته: «نحن مسؤولون بالكامل عن الأزمة الناتجة عن مسألة رفع الحظر على استيراد لحوم الابقار الأميركية. ولذلك قررنا الاستقالة لمساعدة الرئيس على احتواء الموقف في أقرب وقت ممكن».

وكان الرئيس قد وافق على استئناف كامل لاستيراد لحوم الابقار الاميركية خلال اجتماعه الذي عقد في 17 إبريل (نيسان) الماضي مع الرئيس الاميركي جورج بوش، من أجل التوقيع على اتفاق التجارة الحرة المتعثر مع الولايات المتحدة.