قادة الحزب ينتقدون «مثالية» أوباما ورفضه قبول أموال اللوبيات

الحزب الديمقراطي منقسم حول جمع الأموال الانتخابية

TT

يكرر المرشح الديمقراطي باراك اوباما منذ بداية حملته الانتخابية أنه لن يقبل اموالا انتخابية من مؤسسات وجمعيات الضغط (اللوبي)، ولجان العمل السياسي. لكنه في المرة الاخيرة التي تحدث فيها عن الامر، قبل يومين، أثار غضب بعض قادة الحزب الديمقراطي الذين قالوا ان هذا الوعد سيحرم الحزب من عشرات الملايين من الدولارات يحتاج لها في الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية.

ونقلت أمس صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات على لسان مسؤولين في الحزب الديمقراطي، قال واحد منهم: «مع كل احترامنا لنيات ومبادئ اوباما، هناك فرق بين ان يترشح داخل الحزب للرئاسة، وان يترشح في كل البلاد لرئاسة الجمهورية. نحن نثني كثيرا على جهوده في جمع ملايين الدولارات بدون جمعيات وجماعات الضغط، لكننا نحتاج الى هؤلاء في حملة رئاسة الجمهورية». واضاف: «هؤلاء جمعوا اموالهم انتظارا لحملة رئاسة الجمهورية. ولو لم يعطوها لنا، سيعطوها الى الحزب الجمهوري». وأشار تقرير من مركز «ريسبونسبل بوليتكس» الى ان اوباما واحد من قلائل في الكونغرس الذي رفضوا أموال جماعات اللوبي والضغط، وان الغالبية اعتمدت على هذه الجماعات وستظل تعتمد عليها. وقال التقرير ان نواب الحزب الديمقراطي يتساوون في ذلك مع نواب الحزب الجمهوري.

وأشار الى ان جملة ما جمعه الديمقراطيون خلال هذه السنة الانتخابية يزيد عن مائة مليون دولار. وقالت مديرة المركز شيلا كرومهولتز، ان النائب ستيني هويار، زعيم الاغلبية في مجلس النواب، وهو ديمقراطي، حصل على رقم قياسي. وقالت: «صار واضحا ان هناك صراعا داخل الحزب الديمقراطي حول هذه الاموال. فمن جانب، هناك اوباما وعدد قليل من النواب معه. وفي الجانب الآخر، هناك هويار وعدد كبير من النواب معه».

وأضافت: «تقول هذه الغالبية ان اوباما مثالي جدا وانه لم يفكر في الموضوع بما يفيد الحزب الديمقراطي، وهو ينافس الحزب الجمهوري المشهور بالاعتماد على مثل هذه الاموال. انهم يعرفون ان اوباما يريد ان يغير ممارسات سياسية معينة في واشنطن، لكنهم يريدون ان يفوزوا في الانتخابات». أما بالنسبة الى الجمهوريين، فقد صدرت تصريحات عن مسؤولين في الحزب عن ما سموه «نفاق الديمقراطيين». وقال كينيث سبين، متحدث باسم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري: «يشحذون من جماعات اللوبي، ثم يملكون الجرأة ليقولوا انهم يريدون التغيير»، وفي هذا إشارتان الى كتاب اوباما «جرأة الامل»، والى شعار اوباما «التغيير».واضاف سبين: «يصفقون عندما يقول اوباما انه سينظف واشنطن من تجار السياسة، وهم اول زبائن هؤلاء التجار».

وفي الوقت الذي تمول فيه مقاطعات وولايات قليلة الحملات الانتخابية من ميزانياتها، تعتمد الغالبية، وخاصة على مستوى الولايات المتحدة، على التمويل الخاص، اما تبرعات افراد، او تبرعات جماعات سياسية.