وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس حجر الاساس لـ22 مشروعاً استثمارياً في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بقيمة بلغت نحو 130 مليار ريال (35 مليار دولار).
ووضع الملك عبد الله بن عبد العزيز حجر الاساس لتلك المشاريع خلال حفل اقيم يوم امس في المدينة الاقتصادية في رابغ غرب السعودية، خلال زيارته التفقدية للمدينة الاقتصادية، حيث كان في استقباله الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي وعدد من الامراء والمسؤولين.
وتم اطلاق عدد من المبادرات الجديدة في مناطق مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الست، التي ستساهم في تعزيز نمو الاقتصاد السعودي عبر اجتذاب الاستثمارات وتطوير بيئة الأعمال المحلية، إضافة إلى توفير فرص العمل المتميزة للمواطنين.
واشتملت المشاريع الـ22 التي دشنها خادم الحرمين الشريفين يوم أمس على 10 مشاريع في تطوير البنية التحتية من مرافق وخدمات، و4 مشاريع ستقام في المدينة الصناعية واللوجستية، بالاضافة الى 5 مشاريع فيما يتعلق بالخدمات المعرفية، واخيراً 3 مشاريع في قطاع التنمية البشرية والتعليم، التي اطلق عليها «بناء الانسان» في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية. كما اطلع خادم الحرمين الشريفين، خلال زيارته التفقدية على سير العمل في مختلف مناطق «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية»، وعلى الاستثمارات الكبيرة التي اجتذبها المشروع مع إطلاق مرحلته الأولى، واطمأن خلال الزيارة على سير العمل في «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية»، وقدم توجيهاته إلى مسؤولي شركة «إعمار المدينة الاقتصادية»، حول الاتجاهات المستقبلية للمشروع، مشيداً بالدور المهم الذي تلعبه المدن الاقتصادية في زيادة مستويات التنافسية في الاقتصاد السعودي، وأهميتها في دعم العملية التنموية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في السعودية.
وتم الاعلان عن مشاريع البنية التحتية والمرافق والخدمات، التي شملت ميناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومشاريع المرافق العامة ومشاريع البنية التحتية للمواصلات ومبنى الهيئة العامة للاستثمار ومركز الخدمة الذكية ومول السعودية وفندق ومنتجع ريتز كارلتون والمركز العالمي للمؤتمرات وفندق ومول البيلسان وفندق هوليد اي إن إكسبريس، التي تبلغ تكلفتها الاجماليه 79 مليار ريال (21 مليار دولار). ومن ثم تم عرض المشاريع الصناعية والخدمات اللوجستية، التي شملت مدينة الصناعات المتكاملة ومصهر ألمنيوم إيمال ومشاريع الصناعات البلاستيكية، ووادي البلاستيك، ومصنع توتال لزيوت التشحيم، التي تبلغ تكلفتها الاجمالية نحو 32 مليار ريال (8.5 مليار دولار). وتم الاعلان عن مشاريع البنية التحتية للمدينة الذكية ومدينة الرعاية الطبية ومدينة الإنتاج الإعلامي ومجمع أبحاث علوم الحياة ومركز حماية البيئة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار)، ومبادرة كادر لتطوير وتأهيل الموارد البشرية، وعدد من المؤسسات التعليمية، ومن ضمنها جامعة ثندر بيرد وجامعة كولومبيا.
وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن مشروع المدينة وعن الاستثمارات المعلنة، بالاضافة الى عرض عن الانجازات التي تحققت في المدينة من مبان وإنشاءات مختلفة، ومن ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية من عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار بمناسبة الزيارة، كما تسلم الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة هدية مماثلة، بالاضافة الى تسلم الأمير سلطان بن عبدالعزيز هدية من الهيئة العامة للاستثمار. وكان خادم الحرمين الشريفين قد دون كلمة في سجل الزيارات، قال فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين.. سعادتنا في هذا اليوم غامرة، ونحن نشهد تأسيس عدد من المشاريع في مدينة عبد الله الاقتصادية. إننا في واقع الأمر نعول الكثير على هذه المدينة لتكون مشاريعها الحالية والمستقبلية إضافة نوعية لاقتصادنا الوطني من خلال تهيئتها للبيئة المناسبة لجذب الاستثمارات وتوطيد التقنية عبر الشراكة مع المؤسسات الاقتصادية الرائدة في الوطن والعالم وتوفير فرص العمل للمواطنين. أسأل الله العلي القدير أن يكون التوفيق حليف الجميع، وأن يبارك في جهود المخلصين من أبناء الوطن، وأن يعود نفع هذه المشاريع على الوطن والمواطنين، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء، وأن يبارك في هذه المشاريع الخيرة لما فيه رخاء ونماء المسلمين. وأطلب من القائمين على هذه المدينة أن يتم إنشاء مسجد في كل حي من أحيائها ليكون اسم الله يتردد في أحياء المدينة. شكراً له جل وعلا على ما أنعم على هذه البلاد من أمن وأمان وعيش كريم، وحتى يعم الخير ويبارك لها والقاطنين فيها والعاملين بها لما فيه مصلحة البلاد والعباد».
من جهته بين محمد العبار رئيس مجلس ادارة شركة اعمار المدينة الاقتصادية، أن السعودية اصبحت بفضل «الرؤية القيادية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحبة أكبر الاقتصادات على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما عززت مستويات التنافسية التي تتمتع بها أسواقها على مستوى العالم، حيث اطلقت مجموعة من المبادرات التطويرية التي تمهد لحقبة جديدة من النمو والرخاء الاجتماعي والاقتصادي بما يعود بالفوائد المباشرة على المواطنين السعوديين، من خلال ما تلعبه المدن الاقتصادية عبر الدور المهم في العملية التنموية من خلال توفير فرص العمل واستقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى أسواق البلاد». من جهة اخرى، بين عبد الله كامل عضو مجلس ادارة شركة اعمار المدينة الاقتصادية أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين في تطوير المدينة الاقتصادية يجعل منها إضافة مهمة، تعزز عمليات التنمية الاقتصادية في السعودية، وتعود بالخير والفائدة على المواطنين، مشيراً الى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين تعكس حرص الحكومة السعودية الرشيدة على متابعة تطورات العمل في هذا المشروع الاقتصادي العملاق، الأمر الذي يشجع شركة اعمار المدينة الاقتصادية على تنفيذه بوتيرة متسارعة ووفق أفضل معايير التميز العالمية. وأوضح فهد الرشيد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة اعمار المدينة الاقتصادية، أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين تعمل على توفير بيئة عمل نموذجية يمكن للمواطنين السعوديين الاستفادة منها في إطلاق مشاريع صناعية رائدة، بالاضافة الى أهمية المشروع في توفير العديد من فرص العمل. حضر الحفل الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمراء والوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال.