تواصل شركة اعمار المدينة الاقتصادية، العمل على مدى 24 ساعة يومياً، من خلال تنفيذ المشاريع في المدينة، والتي يصفها مسؤولو الشركة بأنها تسير حسب الخطة الزمنية المحددة، حيث يتم تطوير المدينة على مراحل.
وتتركز أهداف المرحلة الأولى على إنشاء البنية التحتية وشبكة الطرق الرئيسية، وتطوير المرحلة الأولى من إنتاج «الوادي الصناعي» بمساحة قدرها 6.8 مليون متر مربع، وتطوير قرية البيلسان السكنية بمساحة قدرها 2.5 مليون متر مربع، بالاضافة الى تطوير المرحلة الأولى من منطقة المنتجعات بمساحة 4.6 مليون متر مربع، والبدء بتشغيل الميناء البحري خلال عام 2009، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل رئيسية خلال السنوات الأربع الأولى، اضافة الى تسليم الأراضي الصناعية والوحدات السكنية والتجارية مع نهاية العام الجاري.
وبين عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، أن مسيرة العطاء تتواصل على طريق التنمية والتحديث لمناطق البلاد، مشيراً إلى أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، هي إحدى ثمار رؤية خادم الحرمين الشريفين المستقبلية الطموحة، والتي بدأت مشاريعها ترى النورَ على أرض الواقع تباعاً، وَفقاً للجداول الزمنية التي سبقَ الاتفاق عليها مع الشركة المطورة.
ولفت إلى أن ذلك تم بفضل الرعاية والدعم والتوجيه السديد من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بتشجيع كلّ ما من شأنه المساهمة في تطوير مناطق السعودية كافةً، وتحقيق الرفاهية لأهلها، وتفعيل دَور القطاع الخاص المحلي والأجنبي، كي يسهم في تنمية البلاد والمجتمع.
وبين ان ذلك تحقق على الرغم من تحديات مبادرة المدن الاقتصادية الكبرى، كمنتجٍ جديد محليا وعالمياً، من خلال ما يقوم به القطاع الخاص بتحمل جميع تكاليف بناء المدينة بكل مرافقها وبنيتها التحتية، وجذب الاستثمارات لها، والتي جعلت الكثيرين يتخوفون من أن لا ترى هذه المدن النور على حد وصفه.
وتابع أنه اليوم يطلع على المشاريع في رابغ، وغدا في المدينة المنورة، وبعدَه في جازانَ وحائل. وأكد انه بناء على رؤية خادم الحرمين الشريفين فإن مشروعَ مدينة الملك عبد الله الاقتصادية يركز في المقام الأول على بناء الإنسان، ولذلك يتمّ العمل على إيجاد منظومة متكاملة من المؤسسات التعليمية والتدريبية المرموقة عالميا، تم استقطابها للاستثمار في المدينة، حيث قامت شركة إعمار المدينة الاقتصادية بتقديم خمسة آلاف منحة دراسية، لأبناء وبنات محافظة رابغ لتأهيلهم للعمل في مشاريع المدينة. وأكد أنه تم الانتهاء من دراسات بيئية شاملة لضمان عدم وجود أية تأثيرات سلبية لمشاريع المدينة على البيئة العامة وصحة الساكنين في المدينة، حيث وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس أمس، لمركز حماية البيئة، بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية. وأكد أن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية استطاعت في فترة قصيرة جذبَ استثماراتٍ نوعية تجاوزت 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار) حتى هذا اليوم، لتشكلَ نواة لمصانع ومراكز تصديرٍ لمنتجات مادية وفكرية يحتاجها العالم بأسره على حد تعبيره.
وأفاد بأن شركة اعمار المدينة الاقتصادية حققت عددا من الانجازات، حيث استطاعت الانتهاء من وتشغيل مركز المبيعات بـ«مدينة الملك عبد الله الاقتصادية»، وهو مبنى متكامل على مساحة 4 آلاف متر مربع لاستقبال المستثمرين، ويضم ثلاث شقق نموذجية، وتجهيز مركز مبيعات متكامل رئيسي بمدينة الرياض، وإنشاء طريق الخدمة الرئيسي من مدخل المدينة إلى مركز المبيعات بطول 17 كيلومتراً، وإنشاء البوابة الرئيسية التي يبلغ ارتفاعها 32 متراً، وعرضها 150 متراً وإنشاء سياج للضلع الشرقي من حدود الملكية.
كما تم الانتهاء في إنشاء عدد من الوحدات السكنية، من خلال ابراج سكنية مختلفة، وبناء فلل المنتجعات، وتنفيذ أعمال الحفر والإنشاءات للقنوات المائية، وإنشاء ثلاث فلل نموذجية تشمل أعمال التصميم الداخلي والتأثيث، وإنشاء 16 برجاً للوحدات السكنية ضمن قرية البيلسان، وبناء الهياكل الإنشائية لأربعة أبراج كمرحلة في منطقة البوليفارد ضمن قرية البيلسان. وفي مجال الاعمال نفذت الشركة، الأعمال الإنشائية في المرحلة الأولى من مجمع الأعمال، الذي يتكون من خمسة مبان، وتوجد فيه مكاتب الهيئة العامة للاستثمار في «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» ومكاتب «شركة إعمار المدينة الاقتصادية»، وتنفيذ الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية من مجمع الأعمال، والإنتهاء من كافة أعمال الهيكل الإنشائي بأول برج بمجمع الأعمال، الذي يتضمن مكاتب شركة إعمار.
وتم تنفيذ أعمال إنشاء مبنى الإدارة والمسجد ومجمع سكن العاملين والمرافق في المنطقة الصناعية، وتنفيذ أعمال الردم والتسوية، وتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة ألومنيوم الإمارات الدولية «إيمال إنترناشونال»، المشروع المشترك بين كل من شركة «مبادلة» للتنمية وشركة دبي للألومنيوم المحدودة «دوبال»، لإنشاء مصهر ألومنيوم.
ونفذت شركة اعمار المدينة الاقتصادية، ثلاثة مداخل رئيسية للمدينة تربطها بالطريق السريع جدة المدينة المنورة، وإنشاء الطريق الرئيسي بين البوابة الرئيسية وقرية البيلسان السكنية، بطول 15 كيلومترا، والبدء بتنفيذ الطريق الساحلي الممتد بطول 13 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب، إضافة إلى أعمال البنية التحتية الضرورية.
وتفاوض شركة اعمار المدينة الاقتصادية عددا من الشركات المتخصصة لإنشاء محطة لتحلية المياه بطاقة 70 ألف متر مكعب في اليوم، باستخدام التناضح العكسي، ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي باستخدام نظام الأغشية الحيوية العازلة للبكتيريا بطاقة إنتاجية تصل إلى 30 ألف متر مكعب يومياً. وذكرت الشركة أن المفاوضات وصلت مراحل متقدمة مع نهاية السنة المالية، كما تم الانتهاء من اختيار المستثمر الذي سيقوم ببناء وتشغيل محطة التبريد المركزية، وتم وضع خطة لضمان توفير خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي وخدمات الاتصالات السريعة في المشروع مع نهاية العام الجاري، وذكرت الشركة أنها تجري حالياً مفاوضات نهائية مع مقاولي أعمال البنية التحتية، بحسب الجدول الزمني المحدد حرصاً على توفير أهم المرافق الخدمية لسكان «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» لتكون جاهزة بنهاية العام الجاري.