مصدر أمني عراقي: عشائر صلاح الدين سلمت للقوات الأميركية 500 من أبنائها

قال لـ«الشرق الاوسط»: إن الجيش الأميركي وعد بدمجهم في المجتمع

عراقيون غالبيتهم نساء يستقلون عربتي «ستوتة» في مدينة الصدر ببغداد (أ.ف.ب)
TT

كشف مصدر امني عراقي رفيع في محافظة صلاح الدين عن قيام العشائر العراقية هناك بتسليم القوات الأميركية اكثر من 500 من ابنائها الذين يعتقد انهم كانوا يقاتلون مع تنظيم «القاعدة».

وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في تكريت امس، ان «شيوخ العشائر العراقية في حدود محافظة صلاح الدين قرروا بدء صفحة جديدة، والعمل على تأكيد مبدأ المصالحة الوطنية، قاموا بتسليم اكثر من 500 من ابنائهم الذين يشك في انهم كانوا يقاتلون ضمن تنظيم القاعدة للقوات الاميركية، التي وعدت بعدم اعتقال هؤلاء وانما اخضاعهم لبرامج تأهيل واندماج في المجتمع العراقي».

وكان الجيش الاميركي قد اعلن امس ان اكثر من 500 من المقاتلين الذين حملوا السلاح بوجه القوات الاميركية والعراقية شمال بغداد انضموا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية الى عملية المصالحة الوطنية. واوضح الجيش، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية امس، ان «ما مجموعه 506 متمردين في قضاء بلد (70 كم شمال بغداد) انضموا الى عملية المصالحة مع الحكومة العراقية، وسلكوا طريقا مغايرا»، مشيرا الى ان «عملية القاء السلاح بدأت منذ 22 مايو ( ايار)» الماضي.

وقال اللفتنانت كولونيل بوب ماكرثي قائد القوات الاميركية في المنطقة، «نبحث عن طرق لاعادة دمج هؤلاء بالمؤسسات الحكومية، بعد احساسهم بانهم اهملوا في السابق». واضاف «انها خطوة مهمة في اعادة بناء علاقتهم مع المجتمع، وعودتهم الى عائلاتهم ومنازلهم ومشاركتهم بشكل فاعل في مستقبل العراق». واكد ان «المسلحين ابلغوا عن مخابئ اسلحة عدة في المناطق التي كانوا ينشطون فيها في محافظة صلاح الدين»، التي كانت من معاقل المسلحين من العرب السنة. وافاد البيان بان «هؤلاء اختاروا الانخراط في اطار المصالحة الوطنية، ووقعوا تعهدات بوقف اطلاق النار، والمثول امام المحاكم العراقية في حال نسبت اليهم جرائم». واكد تحديد موعد لمثول 160 منهم امام المحاكم، لكن تبين انهم غير مذنبين، مشيرا الى ان خطوة المسلحين السابقين مهمة كونها تأتي قبل اشهر من انتخابات مجالس المحافظات المقرر اجراؤها مطلع اكتوبر(تشرين الاول).

من جهته، قال المصدر الامني العراقي من تكريت، ان «بعض الذين تم تسليمهم قد يكونون مطلوبين للقضاء العراقي، وعليهم اثبات براءتهم»، مشيرا الى ان «هناك من رفض تسليم نفسه وسيتم القبض عليهم بالقوة».

وعبر المصدر عن «امنيتهم في محافظة صلاح الدين بعدم اعتقال من سلمته العشائر، ذلك اننا نمر بتجربة قاسية مفادها ان كل من دخل معسكر بوكا (في ام قصر) وكوبر (في مطار بغداد الدولي)، او غيرها من المعتقلات العراقية وخرج من هذه المعسكرات وقد تحول الى ارهابي وقاتل من الدرجة الاولى».