الاتفاق على إنهاء ملف الاعتقال السياسي بعد وقف الحرب الإعلامية

الشاعر : الاتصالات بين فتح وحماس بدأت وهناك لجان تشكلت

TT

قال ناصر الدين الشاعر، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق في الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة حماس، «ان الحوار بين حركتي فتح وحماس، قد يعود بداية، بطريقة غير تلك التي يتوقعها الناس، اي بدون تواريخ او اماكن محددة، وانما عن طريق اتخاذ خطوات متبادلة بين الطرفين، وعلى مراحل، تهيئ الاجواء لاتفاق ينهي حالة الانقسام». وأكد الشاعر لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاق بين الطرفين تم فعلا، بشأن انهاء حالة الاعتقال السياسي. وقال «لقد اتفقوا مبدئيا على انهاء هذا الملف، وانا سمعت من الطرفين موافقة مبدئية». واعتبر الشاعر ان هذه الخطوة إن تمت، فستتلوها خطوات لتعزيز الثقة، وبينها فتح المؤسسات المغلقة والسماح لأنصار وكوادر الطرفين بالعودة للعمل في المؤسسات بحرية كاملة.

وبحسب الشاعر، فان الاسبوع المقبل، أي بعد عودة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) غدا الى رام الله، سيشهد اتخاذ قرارات بهذا الاتجاه ستعزز الحالة الايجابية في الاراضي الفلسطينية.

وكان المئات من أنصار الطرفين قد اعتقلوا في الضفة الغربية وغزة. وأغلقت مؤسسات تابعة للحركتين، وأوقف عمل موظفين ومسؤولين. ويعتبر الشاعر ان الفصيلين بحاجة الى انهاء هذه الظواهر اولاً، من اجل تعزيز الثقة لخلق أجواء قابلة للنجاح. وبحسب مصادر رفيعة، بدأ الطرفان العمل على تشكيل لجان متخصصة لبحث ملفات صعبة وعالقة، بينها لجنة ستبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال الشاعر «ان بعض هذه الملفات عاجل، مثل تشكيل الحكومة المركزية، واعادة بناء وتفعيل دور منظمة لتحرير الفلسطينية، بينما بعضها الآخر المتعلق بقضايا ادارية وسياسية قد يحتمل التأجيل». وتسعى الحركتان عبر اتصالات مكثفة مع دول عربية، لإيجاد مظلة ترعى الحوار المفترض. وقال الشاعر «نحن بحاجة الى مظلة». ويرجح الرجل الذي كان حلقة وصل بين مؤسسة الرئاسة وحماس، ان تضطلع الجامعة العربية بهذه المهمة بتدخل مصري مباشر قائلا «ان مظلة الجامعة هي الأفضل لهذه المهمة». واضاف «نحن بحاجة الى راع يمتاز بقربه من القضية سياسيا وجغرافيا، ويكون على مسافة واحدة من كل الاطراف، ويعرف تماما ماذا يدور في الضفة وغزة». وتابع «تشكيل لجنة من الجامعة العربية مع تكليف دول مثل مصر وقطر بالمتابعة سيكون امرا مهما وفاعلا». ورفض الشاعر، تأكيد حدوث اتصالات مباشرة بين الطرفين، لكنه قال «ان الاتصالات بدأت فعلا، بغض النظر إن كانت مباشرة او غير مباشرة». وأضاف «الاطراف التقت في دكار مثلا واستمع كل منهما للآخر»، مؤكدا أنهما (حماس وفتح) يضعان الآن تصورات عملية لإنهاء حالة الانقسام والاتفاق. وردا على سؤال حول موعد مفترض لإطلاق الحوار، قال الشاعر «من غير المعروف تماماً»، لكنه لمح الى ان انطلاق الحوار قد لا يكون علنيا، قائلا «قد يكون هناك شيء من وراء ستار». ويعمل الشاعر مع مجموعة اخرى من الشخصيات الفلسطينية الفصائلية والمستقلة والاكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني لدفع مبادرة ابو مازن وتحويل الضغط على فتح وحماس، الى ضغط شعبي اكثر منه مؤسساتي. وقال الشاعر «الاسبوع القادم سنشهد تحركاً للشارع من اجل الدفع نحو المصالحة وبداية الحوار وانهاء الانقسام».