بوش يريد من برلسكوني انتشارا أوسع في أفغانستان وسياسة متشددة تجاه إيران

بوش في كلمته المعدة لفرنسا: خليفتي سيرث العلاقات الأكثر دينامية مع أوروبا

برلسكوني يستقبل الرئيس الأميركي قبل بدء المحادثات (أ ب)
TT

شدد الرئيس الاميركي جورج بوش لدى لقائه في روما «صديقه» سيلفيو برلسكوني على ملفي ايران وافغانستان، آملا التزاما اكبر من جانب ايطاليا في افغانستان ومقاربة اكثر تصلبا للملف النووي الايراني.

وسيعرض برلسكوني العائد لتوه الى الحكم، على الرئيس الاميركي قواعد اشتباك اكثر طواعية للكتيبة الايطالية المنتشرة في افغانستان، ونهجا متصلبا مع ايران، في ما يشكل قطيعة واضحة مع السياسة التي تبناها سلفه اليساري رومانو برودي.

واستهل بوش مشاوراته السياسية ظهرا بلقاء، تلاه غداء مع نظيره الايطالي جورجيو نابوليتانو. وكان قد دان «التشويه والدعاية» اللذين يؤثران سلبا في صورة بلاده، وذلك خلال لقائه متعهدين ايطاليين شبانا يفيدون من برنامج تبادل مع الولايات المتحدة. وكتبت صحيفة «ايل سولي ـ 24 اوري» الاقتصادية «من كابل الى طهران، تعيد ايطاليا تموضعها كحليف رئيسي لواشنطن». واضافت الصحيفة «سواء دخل باراك اوباما او جون ماكين البيت الابيض، تريد ايطاليا ترتيب امورها لتقيم مع الرئيس الجديد تلك العلاقة الخاصة التي اقامها برلسكوني مع بوش بين 2001 و2006».

وفي المقابل، يأمل برلسكوني العائد الى الحكم قبل شهر، الذي سبق ان دعم اجتياح العراق الذي قادته الولايات المتحدة في مارس (اذار) 2003، ان يحظى بدعم واشنطن للانضمام الى القوى الست الكبرى المكلفة التفاوض مع ايران حول ملفها النووي.

وتضم هذه المجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة) اضافة الى المانيا.

وفي حين كان رومانو برودي يدعو الى محاورة طهران، اعلن سيلفيو برلسكوني موقفا متصلبا، رافضا لقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال زيارته لروما الاسبوع الفائت للمشاركة في قمة منظمة الاغذية والزراعة (الفاو).

وتعزيزا لطلبها دخول نادي القوى الست الكبرى، تؤكد ايطاليا انها الشريك الاوروبي التجاري الاول لايران وستكون في عداد الدول الاكثر تضررا في حال فرض عقوبات جديدة على طهران.

واكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان روما «يمكنها التعويل على الاصدقاء الاميركيين» في هذا الملف. لكن البيت الابيض ابدى حذرا شديدا، وتساءلت مساعدة مستشار الأمن القومي جودي انسلي عن الطابع الواقعي للطلب الايطالي، الذي تعارضه برلين. وقال السفير الايطالي السابق سرجيو رومانو كاتب الافتتاحية في صحيفة «كوريري ديلا سيرا»، ان «المانيا ترفض انضمام ايطاليا الى هذه المجموعة التي تعتبرها صورة عن مجلس الامن الدولي مستقبلا».

وفي ايران قال متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية ان نهج بوش «الاحادي والعنيد لم يغير من حقيقة الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية». ونقلت الوكالة عن المتحدث محمد علي حسيني قوله «بمثل هذه التصريحات الكاذبة لا يمكن لبوش أن يصلح اخطاءه السابقة في الفترة القصيرة المتبقية من رئاسته».

وفي ما يتصل بملف افغانستان، التزمت روما اخيرا بتقليص مهلة الرد على تحرك محتمل لجنودها خارج مناطق عملياتهم من 72 ساعة الى ما بين خمس وست ساعات حدا اقصى.

في المقابل، يبدو من غير المرجح ان تزيد ايطاليا عناصر كتيبتها البالغ عددهم راهنا 2500 جندي، ينتشرون خصوصا في كابل وفي منطقة هراة (غرب) الهادئة نسبيا.

وسوف يستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم الرئيس الاميركي قبل ان يتوجه الاخير الى باريس.

ورافق وصول بوش الى روما استقبال فاتر من الرأي العام الايطالي حيث احتج نحو 2000 شخص لدى وصوله اول من امس، ووقعت احتجاجات منفصلة امس مثل مجموعة صغيرة رددت عبارة «بوش عد الى بلدك» عندما زار الاكاديمية الاميركية في روما.

وقال بوش وهو يشكو من «المعلومات المغلوطة والدعاية» بشأن الولايات المتحدة «أفضل دبلوماسية يمكن ان تنتهجها اميركا وخاصة بين الشبان الصغار هو الترحيب بهم في بلادنا. اننا شعب طيب ومنفتح ونهتم بالناس»، حسبما نقلت وكالة رويترز. وقال بوش في مقابلة مع قناة فرنسا الثالثة بثت امس عشية وصوله الى باريس في اطار جولته الاوروبية الوداعية «طبعا ثمة تأثير ايراني في العراق، لكنه اقل من الماضي وسيواصل تراجعه، في رأيي، مع التطور التدريجي للاقتصاد والمجتمع».

وكرر الرئيس الاميركي ان الخيار العسكري لا يزال واردا ضد ايران وذلك لاجبارها على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وتابع «نعم، (الخيار العسكري) لا يزال قائما، انه وارد. ولكن طبعا قلنا دائما للاميركيين اننا نريد معالجة هذه المشكلة عبر الدبلوماسية، وسنعمل على حلها دبلوماسيا». لكنه جدد التأكيد ان «على الايرانيين ان يفهموا ان كل الاحتمالات مطروحة»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وردا على سؤال عن خطر ان تشهد الولايات المتحدة تجربة مماثلة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001، اقر بوش بأن «العالم لا يزال خطيرا، ولكن ثمة سبل لجأنا اليها ستساعد الرئيس المقبل» على ضمان أمن البلاد.

من جانب اخر، وبحسب مقتطفات من خطابه الذي سيلقيه اليوم في باريس في الذكرى الستين لخطة مارشال وزعها البيت الابيض، فان بوش أكد ان خليفته سيرث علاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لم تكن ابدا على هذا القدر من «الاتساع والدينامية». ويضيف «على اوروبا واميركا ان تقفا الى جانب القادة المؤيدين للديمقراطية وملايين الاشخاص العاديين في الشرق الاوسط الذين يريدون مستقبلا يعمه الامل والسلام والحرية، في افغانستان ولبنان والاراضي المقدسة وايران وسورية والعراق».