أولمرت ينوي التنافس للاستمرار في الحكم حتى لو تم تبكير موعد الانتخابات

باراك يمهل «كديما» حتى 25 الحالي لتحديد موعد لاختيار البديل ويهدد بالسعي لحل الكنيست

TT

كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، انه حتى في حالة اضطراره الى تبكير موعد الانتخابات المقبلة بسنتين (من نهاية عام 2010 الى نهاية العام الجاري)، فإنه ينوي التنافس داخل حزبه (كديما) ليكون مرشح الحزب لرئاسة الحكومة مرة أخرى. وانه رغم التحريض الواسع عليه بسبب تحقيقات الشرطة معه في الحصول على أموال بطريقة غير قانونية، فإنه واثق من الفوز، لأن الأسابيع القريبة المقبلة ستوضح حقائق تقنع الجمهور بأنه بريء من الشبهات.

وجاءت هذه المعلومات في وقت نشر فيه استطلاع رأي مشجع لأولمرت ظهر فيه ان 32% من المواطنين في اسرائيل مقتنعون بأن التحقيقات ضده في الشرطة ناجمة عن تحريض من اليمين الاسرائيلي المعارض، وأن هدفه الحقيقي هو الانتقام من أولمرت على مسيرة السلام التي يخوضها مع السلطة الفلسطينية وسورية. ويعبِّر رجالات أولمرت عن الثقة البالغة بأن هذه النسبة سترتفع أكثر وأكثر مع التقدم في التحقيقات، عندما يبدأ محامو أولمرت في الظهور في المحكمة ومناقشة الشاهد الرئيسي في القضية، موريس تالينسكي. وكان رئيس حزب العمل، ايهود باراك، قد منح حزب «كديما» وقادته ما اعتبره «مهلة أخيرة» قبل التصويت على حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات العامة. وقال باراك في كلمة أمام كتلة حزب العمل البرلمانية، أمس، انه معنيٌّ بالاستقرار في الحكم ولا يرمي الى توريط اسرائيل في انتخابات جديدة قبل سنتين من موعدها، ولذلك يقترح على حزب «كديما» ان يختار قائدا بديلا عن أولمرت في غضون أسبوعين. وهدد بالتصويت على تبكير موعد الانتخابات في 25 يونيو (حزيران) الجاري، إذا لم يحدد حزب «كديما» موعدا للانتخابات الداخلية خلال هذه المدة.

يذكر أن تبكير موعد الانتخابات يعني ان تتحول حكومة أولمرت الى حكومة انتقالية حتى الانتخابات، وسيظل أولمرت على رأسها، وهي حكومة ذات صلاحيات عادية، وما يميزها انه لا يجوز لأعضائها أن يستقيلوا من مناصبهم. لكن المراقبين لا يتوقعون الوصول الى مثل هذا الوضع. ويرون ان «كديما» سيقرر خلال الأسبوعين القريبين موعدا للانتخابات الداخلية، مما يؤجل مسألة حل الكنيست. وكما تبدو الصورة حاليا، فإن «كديما» سيقرر اجراء الانتخابات الداخلية في سبتمبر (أيلول) المقبل. ويتوقع أولمرت أن يستطيع خلال هذه المدة تثبيت براءته من الشبهات ويرسخ في أذهان الجمهور ان التحقيقات ضده ناجمة عن مؤامرة مفتعلة من اليمين الاسرائيلي المعادي للمسيرة السلمية. فإذا نجح في ذلك، تتحول الكراهية ضده الى تأييد وتعاطف. ويستطيع عندها أن ينافس على رئاسة الحزب ويفوز ومن ثم يخوض الانتخابات العامة من مركز قوة، أو يقنع الكنيست بألا يحل نفسه وتبقى الانتخابات بموعدها.

بيد ان خصوم أولمرت داخل حزبه وفي اليمين يعتبرون هذه التقديرات وردية أكثر من اللازم. ويرون ان عهد أولمرت انتهى، وما عاد له أي أمل في العودة الى الحكم في انتخابات عامة. ونقل على لسان وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، ان «كديما» ملزم بالاصغاء لأصوات الجمهور في ضرورة وضع حد للحكومة الحالية. وقالت ان على الحزب أن يسرع في الاستفادة من التجربة وتغيير قيادته في انتخابات ديمقراطية سريعة من أجل الحفاظ على حكم «كديما».

وفي هذه الأثناء اتضح ان حزب الليكود لمح إلى استعداده لتأجيل طرح مشروعه لتقديم موعد الانتخابات من يوم الأربعاء المقبل الى 25 يونيو الجاري بناء على طلب حزبي العمل وشاس (لليهود الشرقيين المتدينين). جدير بالذكر ان استطلاع رأي نشر أول من أمس دل على ان نسبة مؤيدي اجراء انتخابات مبكرة تراجعت هذا الأسبوع، الى 45% (61% قبل ثلاثة أسابيع)، وهذا يخدم مصلحة أولمرت. واتضح ان 88% من مصوتي اليمين يريدون انتخابات مبكرة، ولكن ثلثي مصوتي حزب العمل وثلاثة أرباع مصوتي كديما» غير معنيين. ويقول 64% ان أولمرت لا يستطيع في الوضعية الحالية ادارة مفاوضات سلام تتعلق بمصير اسرائيل.