أحزاب المعارضة الفرنسية تنتقد قرار دعوة الرئيس السوري لاحتفالات 14 يوليو

بايرو: وجود الأسد في باريس «يثير قلق اللبنانيين»

TT

أثارت الزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد الى باريس للمشاركة في القمة المتوسطية في 13 يوليو (تموز) المقبل جدلا سياسيا وإعلاميا واسعا قبل شهر من حصولها وهو جدل شبيه بالجدل الذي رافق زيارة الرئيس الليبي العقيد القذافي الى باريس العام الماضي.

غير أن الضجة الكبرى تمحورت حول الدعوة الرسمية التي وجهها الى الرئيس السوري نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، للمشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو بما في ذلك العرض العسكري التقليدي في جادة الشانزليزيه وفي الغداء الرسمي الذي سيعقبه في قصر الإليزيه.

مصادر الإليزيه حرصت أمس على التقليل من أهمية مشاركة الأسد في هذه الاحتفالات بتأكيدها أن «كل القادة المدعوين للمشاركة في إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط (وعددهم يربو على الخمسين) دعوا أيضا للمشاركة في احتفالات العيد الوطني».

وحتى الآن، لم يصدر بيان رسمي، لا من دمشق ولا من باريس، يؤكد رسميا مجيء الرئيس السوري الى فرنسا رغم ان ساركوزي كان قد رجح، وهو في بيروت، تلبية الأسد للدعوة. وأمس بلغ الجدل مستويات جديدة، إذ شنت صحيفة «ليبراسيون» اليسارية حملة شرسة على «مربع الدكتاتوريين» الذين سيحضرون إلى باريس الشهر المقبل (والذي يضم الرئيس السوري) في ما لو قبل المجيء الى باريس .

وهبت المعارضة اليسارية والوسط الى انتقاد رئيس الجمهورية. وقال فرنسوا بايرو (المرشح الرئاسي السابق ورئيس الحركة الديمقراطية) إن وجود الرئيس السوري في باريس «يثير قلق اللبنانيين» الذين لا ينظرون بعين الرضى لأن يلعب الأسد الأدوار الأولى في قمة المتوسط وفي احتفالات العيد الوطني الفرنسي.

أما الحزب الاشتراكي، فقد وصف حضور الأسد للاحتفالات الوطنية بأنه «غير مناسب». وقال بيار موسكوفيسي، وهو وزير سابق وعضو سكرتيرية الحزب، لإذاعة «فرانس انفو» إن الدعوات للمشاركة في الاحتفالات «توجه (عادة) لأصدقاء فرنسا» ولذا فإن دعوة الرئيس الأسد «تعكس تألبا في الرأي والسذاجة وغيابا للمناقبية، ولا أريد الاستعجال (في تطبيع العلاقات مع سورية) بحيث نتناسى مسؤولياتها في لبنان».

أما برتراند دولانويه، عمدة باريس وأحد أبرز القادة الاشتراكيين، فقد أعلن أنه «لا ينصح» ساركوزي بدعوة الأسد الى الاختفالات الوطنية. وتترافق انتقادات اليسار مع «امتعاض» أميركي من مسارعة باريس للانفتاح على دمشق، وهو ما عكسته في الأيام الأخيرة تصريحات مسؤولين أميركيين، آخرهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي كانت في فرنسا أمس للمشاركة في المؤتمر الدولي حول أفغانستان. غير أن المصادر الفرنسية تعزو العجلة لدور دمشق في تسهيل التوصل الى اتفاق الدوحة وانتخاب العماد سليمان، ولكن أيضا الى المعطى الإقليمي الجديد المتمثل بالمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل في تركيا. وتعزو الأوساط السياسية في باريس المسار الجديد بين دمشق وباريس لرغبة ساركوزي في إنجاح قمة المتوسط التي يوليها الأهمية القصوى باعتباره صاحب المشروع وأحد أكثر المتحمسين لتحقيقه.