«القاعدة» في العراق: كتائب مشاة وإسناد ناري.. وإجراءات قبول للمتطوعين تستغرق 4 أشهر

وثائق صودرت في مقر زعيمها بالأنبار تتضمن سجلات رواتب وأخرى بمخبرين وأشرطة تصور إعدامات

TT

تكشف وثائق قالت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الاخبارية الاميركية انها حصلت عليها، المستوى العالي للتنظيم والتخطيط في شبكة «القاعدة» في العراق. وقالت «سي إن إن» على موقعها الالكتروني، انه تمت مصادرة كمية كبيرة من الوثائق الخطية واشرطة الفيديو في المقر العام لتنظيم «القاعدة» في محافظة الانبار بعد مقتل زعيم التنظيم في هذه المحافظة الواقعة غرب العراق، وكانت لفترة طويلة احد معاقل المتمردين. وحسب الشبكة التلفزيونية، فانه بعد قتل فارس أبو عزام زعيم التنظيم في الانبار قبل 18 شهرا من قبل جماعات الصحوة، التي تقاتل الى جانب الجيش الأميركي، صودرت أجهزة وملفات عائدة له وسلمتها قوات الصحوة الى الجيش الاميركي و«سي إن إن» في نفس الوقت.

وقال باتريك دريسكول المتحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد، ان «المواد المصادرة تقدم صورة كاملة للقاعدة في العراق عندما كان التنظيم في اوجه في هذا البلد». واضاف انها تكشف قبل كل شيء عن نظام متين للقيادة والتحكم وادهشني نوعا ما حجم التوثيق لكل شيء ـ سجلات الرواتب وما شابه ـ مما يدل على ان تنظيم القاعدة كان منظما وراسخا للغاية». الا ان التنظيم يتعرض لضغوط قوية حاليا بالدرجة الاولى من مئات المتمردين السابقين الذين شكلوا مجالس الصحوة ونفذوا برنامج اغتيالات فاعل للغاية ضد «القاعدة». وقالت «سي ان ان»، ان الوثائق تتضمن جداول الدفع لمئات المقاتلين، وعددا كبيرا من الاستمارات التي ملأها متطوعون. وتكشف الوثائق عن وجود كتائب للمشاة واخرى للاسناد الناري ـ الصواريخ والهاون. وتبين الوثائق ان الانضمام الى هذه الكتائب كان يتطلب من المتطوعين تعبئة استمارات. وكانت إجراءت القبول تستغرق حتى اربعة اشهر ويشمل تحقيقات معمقة حول المرشحين ويقول أبو سيف، وهو من عناصر «القاعدة» السابقين، الذي انضم لاحقا الى قوات الصحوة، انه «في حال تبين ان أحد المتقدمين كذب حول نقطة ما فانه يجلد». ويذكر أبو سيف ان احد المتقدمين اقام اربعة أشهر في منزل من ظنه احد مناصري «القاعدة» وعندما قبل أخيرا عضوا في التنظيم ودعي الى اجتماع خلية اكتشف ان مضيفه كان في الوقع عنصرا قياديا وكان يراقبه طوال تلك الفترة.

وقالت الشبكة التلفزيونية ان «القاعدة» تحفظ ايضا بشكل دقيق سجلات من كل الانواع من لوائح معارضين ينبغي القضاء عليهم ولوائح سجناء التنظيم والاحكام الصادرة بحقهم ومعلومات حصلت عليها من مخبرين داخل اجهزة الحكومة عن عدد مقاتليها الأجانب المعتقلين وارقام هواتف الاشخاص الذين اتصلوا بالاميركيين لاعطاء معلومات حول المتمردين وحتى سجلات الفحص الخاصة بسياراتها. كما تسلط وثائق أخرى الضوء على الدروس التي استخلصتها «القاعدة» من اعضائها الذين اعتقلهم الجيش الاميركي ثم افرج عنهم لاحقا. ودرست قيادة التنظيم طريقة الاميركيين في استجواب المحتجزين. واللافت في المراسلات الداخلية للتنظيم هو انه رغم ان «القاعدة» لم يكن لها موطئ قدم في العراق في عهد صدام حسين، وان نهجها لم يكن مقبولا لدى معظم عناصر الجيش السابق، الا ان الصورة تغيرت وان عناصر النظام السابق تقبلوا التنظيم، بل انهم اصبحوا يديرونه في حين تقلص دور المقاتلين الاجانب واصبح محصورا في تنفيذ العمليات الانتحارية. ورغم ان القيادة العليا كانت من الأجانب الا ان العراقيين باتوا يشغلون معظم المواقع القيادية في الانبار. ويؤكد أبو سيف ذلك بالقول «في منزلي ذات مرة كان هناك 18 مقاتلا عربيا تحت قيادة العراقي عمر حديد، رحمه الله، ولم يعترضوا (الاجانب) بل أدوا واجبهم». وحسب موقع «سي إن إن»، يبدو ان «عرقنة» التنظيم مكنته من توقع اضمحلاله قبل أن يتوقعه الاميركيون. إذ تكشف وثائق من عامي 2005 و2006 ان كبار قادة التنظيم كانوا يخشون من ان التشدد الديني والبطش يؤلبان من كانوا يتعاطفون مع التنظيم ضده. وتتضمن المواد المصادرة 80 شريط فيديو تصور عمليات إعدام بقطع الرأس لم تنشر على الانترنت بما في ذلك اعدام ثلاثة دبلوماسيين روس في يونيو (حزيران) 2006 ذبح اثنان منهما كما اظهر شريط فيما قتل الثالث بالرصاص بعدما قاوم جلاديه الذين انكشفت وجوههم وكذلك وجه المصور خلال المعمعة. وعن سبب تصوير هذه العمليات رغم ما كانت تتركه من وقع سلبي على قاعدتها من المناصرين العراقيين، يوضح ابو سيف ان عناصر التنظيم كانوا يحرصون على أن يقدموا لقادتهم ما يؤكد تنفيذ الاعدامات لضمان استمرار الدعم المالي. كما تكشف الوثائق عن خطة واسعة لمواجهة الجيش الاميركي بدءا من مطلع عام 2006 مع مرحلة ثانية اعتبارا من مارس (اذار) من العام نفسه. وحدد التنظيم اهدافا ترمي الى اضعاف العمليات الاميركية، من بينها «شبكات امداد وجسور ومروحيات ومناطق هبوطها».