حمد والبرغوثي لـ«الشرق الأوسط»: الحسم العسكري أضر بالقضية.. وصوت الرصاص كان أعلى من صوت العقل

قادة الصف الثاني في حماس مارسوا ضغوطاً كبيرة للعودة إلى الحوار

TT

خلال عام من الانقسام الفلسطيني، بعد سيطرة حماس على قطاع غزة عسكريا، في 14 يونيو (حزيران) من العام الماضي. لم تتوقف اصوات المطالبة بانهاء حالة الانقسام والقطيعة بين الفصيلين الاكبر حماس وفتح. التي وضعت الفلسطينيين تحت 3 سلطات، اسرائيلية وفتحاوية وحمساوية، بدون وطن او سيادة. وخوفاً من تعميق هذا الانقسام، دفعت قيادات في التنظيمين الاكبر، باتجاه المصالحة وعودة الحوار، ولو «من تحت الطاولة» برغم قناعاتهم بصعوبة الوصول الى حل. وفي فتح كان هناك تباين مستمر في المواقف حتى في العلن. لكن حماس بدت كأنها موحدة، على قلب رجل واحد، حتى في قضية الحسم العسكري. لكن بعض قياداتها في الحقيقة، وتحديدا اولئك الذين ينتمون للصف الثاني لم ينقطعوا عن مواصلة الضغط على قيادتهم من اجل العودة بالأمور الى ما قبل السيطرة على القطاع. وقال غازي حمد، الناطق السابق باسم الحكومة المقالة في غزة، وأحد مستشاري رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية لـ«الشرق الاوسط» «صوتي، وصوت آخرين لم يتوقف وشكل ضغطاً اتى بثماره اخيراً». واضاف «حسم الامور بالقوة سبب خسارة كبيرة واضر بالقضية». وبحسبه، فبعد عام من الانقسام بات الكل مقتنعا بالعودة الى طاولة الحوار». ولا يرى حمد انه ورفاقه، دفعوا ثمن المجاهرة برأيهم احياناً، في واقع صعب وحزبي. وقال «كنا نمارس ونقول قناعاتنا. انا وغيري من قيادات حماس كنا ننادي بالحوار ونتحدث داخلياً عن ضرورة ذلك». وتابع «نحن نعرف انه لا يمكن الوصول الى تهدئة ورفع للحصار وسط هذا الانقسام والوضع المأساوي، ونحن قلنا قبل ذلك، خيركم من يبدأ بالسلام». وقال محمد البرغوثي، أحد قيادات حماس، وكان وزيرا للعمل في حكومتين سابقتين، واحدة شكلتها حماس، والثانية كانت حكومة الوحدة الوطنية، لـ«الشرق الاوسط» انه مع رفاقه الوزراء وبعض المحسوبين والقريبين من حماس مارسوا ضغوطاً كبيرة على الحركة خلال عام، من اجل انهاء الانقسام والعوة الى الحوار. ويذكر البرغوثي انهم خلال المعارك الطاحنة بين مقاتلي فتح وحماس قبل سيطرة الاخيرة، هددوا بالاستقالة غير مرة من مناصبهم في حال استمر الاقتتال. وأبلغوا رئاسة الوزراء في غزة في حينه بنيتهم تقديم الاستقالة النهائية قبل ساعات من اقالة الرئيس الفلسطيني لحكومة الوحدة التي كان يرأسها هنية. واضاف «قلنا لهم انكم في حماس وفتح على حد سواء لم تحترموا هذه الحكومة (حكومة الوحدة). وبحسب البرغوثي، فان هذا الضغط على قيادة حماس لم ينقطع قط، وحتى بعد دعوة الرئيس الفلسطيني للحوار. وتابع «كنا نتصل بهم دائما.. احيانا نسدي لهم النصح واحيانا ننتقد بقسوة». ويبرر البرغوثي استمرار حالة الانقسام برغم الضغوط التي مارسوها، بقوله، «ان صوت الرصاص كان اعلى من صوت العقلاء». ويحِّمل الوزير السابق حركتي فتح وحماس والرئيس الفلسطيني مسؤولية هذا الانقسام، الذي يرى فيه، انه «أفقد القضية الفلسطينية التعاطفَ الدوليَّ، كما اضعف المشروع الوطني الفلسطيني، تاركا غزة والضفة مكشوفتي الظهر لأي استباحة اسرائيلية». وقالت منى منصور (عضو المجلس التشريعي عن حماس وزوجة جمال منصور، القيادي المعروف في الحركة الذي اغتالته اسرائيل) لـ«لشرق الاوسط» يجب «العودة الى الحوار ونحن لم نتوقف عن الضغط باتجاه عودة الحوار، وانهاء الانقسام». ورغم ان منصور ترى بان اصواتهم لم تكن عالية بما يكفي، الا انها تقول انها ورفاقها في حماس مارسوا ضغوطا متواصلة ولو عبر الهاتف احيانا من اجل الدفع نحو المصالحة. واضافت «كنا نريد دائما كسر الحاجز الجليدي، واعتقد ان بدء الحوار كفيل بذلك. محملة الرئيس الفلسطيني مسؤولية تأخير بدء الحوار». ومثل منصور، تحدث قياديون من الصف الثاني في حماس امضوا سنوات في السجون الاسرائيلية لـ«الشرق الاوسط» وعبروا عن رفضهم للسيطرة بالقوة على قطاع غزة، متمنين عودة الامور الى ما كانت عليه.