القذافي يعلن تغيير تاريخ استقلال ليبيا ويربطه بمناسبة توليه الحكم

انتقد دعم أوباما لإسرائيل واتهمه «بالجهل» وحذره من «عقدة النقص»

القذافي يلوح لحشد من الليبيين قبل خطابه في طرابلس الليلة قبل الماضية (ا.ف.ب)
TT

وضع الزعيم الليبي معمر القذافي تاريخا جديدا لإعلان استقلال بلاده، واعتبر في خطاب ألقاه مساء أول من أمس في طرابلس بمناسبة مرور 38 عاما على إخلاء القواعد الأميركية من ليبيا، أن الاستقلال الحقيقي لليبيا ليس كما هو معروف عام 1953، وإنما اعتبارا من يوم قيام الثورة التي أطاحت نظام حكم الملك السابق إدريس السنوسي في الأول من سبتمبر (أيلول) 1969.

وشن القذافي، الذي كان يتحدث للمرة الأولى من خلف زجاج مضاد للرصاص، هجوما حادا على رجالات العهد الملكي السابق خاصة مصطفى بن حليم رئيس الوزراء الليبي السابق، الذي اتهمه بالخيانة والتبعية لأميركا. وقال القذافي إن الاستقلال الحقيقي لليبيا هو قيام الثورة التي جعلت الليبيين، على حد تعبيره، يتمتعون بالحرية والكرامة والكبرياء بفضل الضباط الذين تمكنوا منذ 38 عاما من إجلاء وطرد القواعد والقوات الأميركية.

وكشف أنه تم منعه من دخول القاعدة الأميركية في مطار طرابلس عندما كان مجرد ضابط في الجيش الليبي، مشيرا إلى أن «معاهدة إقامة القواعد الأميركية في البلاد، التي وقعها النظام الملكي السابق، أرجعت ليبيا التي كانت تتمتع في ذلك الوقت باستقلال مزيف إلى الاحتلال العسكري المباشر للولايات المتحدة». ورأى أن العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة كان يمكن لها أن تبقى ودية لولا سوء التصرف من الطرفين الليبي والأميركي الذي أدى إلى تصعيد الموقف ودخول البلدين في مواجهات لعدة سنوات. وحمل القذافي مسؤولية تلك المواجهات إلى ما وصفه بالقرارات الفردية وغير الديمقراطية التي أصدرها الرئيس الأميركي (آنذاك) رونالد ريغان، لكنه عاد ليؤكد مجددا أن العلاقات بين ليبيا وأميركا عادت إلى طبيعتها بعد أن استخلص الطرفان الدروس وعادت الشركات النفطية الأميركية إلى السوق الليبي. وتطرق القذافي لانتخابات الرئاسة الأميركية، منتقدا عزم المرشح الديمقراطي باراك أوباما، اعتبار القدس عاصمة أبدية للإسرائيليين و«دعم التفوق العسكري الإسرائيلي من غزة إلى إيران وتجاهله لحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم والمشتت».

وأعرب القذافي عن خيبة أمله من مواقف أوباما وحذر من أن تنتابه عقدة النقص لكونه أسود البشرة. وأضاف: «الخوف كل الخوف هو أن الأسود يشعر بالنقص، وهذا شيء خطير، لأنه إذا شعر بأنه أسود وليس له الحق في أن يحكم أميركا، فهذه (هي) المصيبة الكبيرة لأن هذا الشعور يجعله أبيض من البيض ويبالغ في اضطهاد السود واحتقارهم بشكل أسوأ من البيض». وتابع: «تصريحات أخينا الكيني الأميركي الجنسية اوباما تدل على انه إما يجهل السياسة الدولية ولم يطلع على منطق الصراع في الشرق الأوسط، أو هذه كذبة على اليهود في حملته الانتخابية». وأضاف إن اوباما تحاشى الحديث عن ترسانة الأسلحة النووية الإسرائيلية لان «أمامه مصير (الرئيس الأميركي الراحل جون فيتزجيرالد) كنيدي الذي قرر أن يفتش مفاعل ديمونة وأصر على تفتيشه ليتأكد من أنه يصنع أسلحة ذرية أم لا ورفض الإسرائيليون، وأخيرا أصر هو على التفتيش، وهكذا قتل كنيدي بسبب مفاعل ديمونة وإصراره على تفتيشه».

واعتبر القذافي أن السياسة الخارجية الأميركية وضعف الدولار يقفان وراء ارتفاع أسعار النفط، وقال إن العملة الأميركية سجلت انخفاضا حادا وأثرت بالتالي على ارتفاع أسعار المحروقات، إضافة إلى المضاربات والضرائب وكذلك الحروب في العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها من المناطق. وحول أزمة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم، قال القذافي إن هذه الأزمة ناتجة عن «تحويل غذاء الإنسان كالفاصوليا والصويا والأرز والذرة إلى وقود حيوي لحاملات الطائرات والصواريخ».

على صعيد آخر، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية إنه يتعين على الحكومة الليبية تبرئة 11 ناشطاً سياسياً وأن تخلي سبيلهم، بعد أن أدينوا بناء على اتهامات سياسية الدوافع. وكانت محكمة أمن الدولة قد حكمت في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي على الرجال بالسجن لمدد تتراوح بين 6 و25 عاماً. وقالت المنظمة في بيان، إن هؤلاء الرجال هم جزء من مجموعة اعتقلت في فبراير (شباط) من العام الماضي، إثر التخطيط لتنظيم مظاهرة في ذكرى مقتل 11 شخصاً لقوا مصرعهم أثناء مصادمات بين المتظاهرين والشرطة قبل عام.