بعد عام من حُكم حماس.. ركود تجاري وسياحي على حدود مصر مع غزة

رئيس وفد أمني مصري للقطاع: انقسامات الفلسطينيين مخطط إسرائيلي

TT

منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على قطاع غزة، وعودة الوفد الأمني المصري من هناك، منتصف العام الماضي، تعيش منطقة الحدود بين مصر والقطاع، والتي تمتد لمسافة 14 كيلومترا، أجواء مضطربة يعمها ترقب أمني وركود اقتصادي وسياحي، مع استمرار الإغلاق شبه التام لمعبر رفح الحدودي، الذي كان رئة حياة يتنفس منها الفلسطينيون، بدلا مما أحدثه الحصار الإسرائيلي من انسداد، وإغلاق المعابر الأخرى التي تربط القطاع بإسرائيل. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» حذر رئيس آخر وفد أمني مصري كان موجوداً حتى هيمنة حماس على قطاع غزة، اللواء برهان جمال حماد (المتقاعد حالياً)، من خطوة استمرار الانقسام بالأراضي الفلسطينية، قائلا بمناسبة الذكرى الأولى لسيطرة حماس على غزة: «ما زلت أرى أن الانقسامات الفلسطينية ما هي إلا مخطط إسرائيلي ينفذه الفلسطينيون دون أن يدروا».

وطوال عام، أي منذ الرابع من يونيو (حزيران) 2007، تغيرت ملامح الحدود الفاصلة بين الأراضي المصرية والفلسطينية، وبخاصة بعد تفجير آلاف الفلسطينيين في يناير (كانون الثاني) الماضي الجدار الحديدي الذي كان يفصل بين الجانبين، وقيام السلطات المصرية بإقامة جدار جديد من الاسمنت والحجارة من المنتظر تزويده بأجهزة مراقبة حديثة. ويقول سليمان علي، 45 عاما، صاحب متجر برفح المصرية: «الدوريات على الحدود أصبحت مكثفة.. كان يوجد حد فاصل من الأسلاك الشائكة إضافة لسور خرساني لا يزيد ارتفاعه عن متر واحد فقط، الآن يوجد سور أعلى وإجراءات أشد». ويعزز مخاوف الجانب المصري، تهديدات يطلقها قياديون حماس من حين لآخر بالقيام بمسيرات عند معبر رفح للمطالبة بفتحه. وربما لهذا السبب زوّدت مصر أيضاً من عدد نقاط التفتيش ومن عدد أفراد الأمن هناك، ونشرت يوم الجمعة الماضي مئات من شرطة مكافحة الشغب وعشرات العربات الأمنية على امتداد حدودها مع غزة، من النقطة رقم 1 على البحر المتوسط وحتى العلامة الدولية رقم 7 بمنطقة تسمى «الدهينية».

وقال عبد الحميد بركات، 25 عاما، وهو من سكان رفح المصرية: عندما أحاول شراء بعض احتياجاتي من مدينة العريش، فإن عليَّ المرور بأكثر من خمسة حواجز أمنية.. كثيراً ما يتم إنزالنا من سيارات الأجرة وتفتيشنا والتدقيق في الهويات بحثا عن أي فلسطينيين.

وأوضح مصدر أمني مصري قائلا: لا توجد تهديدات حالية باقتحام الحدود من جانب الفلسطينيين .. أفراد الأمن الموجودين على يقظة تامة وفي حالة استعداد دائم ويقومون برصد أي تحركات غير طبيعية.

لكن سكانا بمدينة رفح يتخوفون من أن يؤدي اقتحام جديد من جانب الفلسطينيين للحدود المصرية إلى نفاد سلع وبضائع وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بحسب يوسف الرميلي، المتحدث باسم قبيلة الرميلات بقرية الطايرة المجاورة للحدود الدولية، والذي أردف..«لم نجد ما نأكله خلال اقتحامهم الحدود في يناير.. الأسعار ارتفعت والسلع اختفت حتى حليب أطفالنا لم نجده».