العمارة: تحضيرات لعملية أمنية عراقية ـ أميركية كبرى لملاحقة «خارجين عن القانون»

انتشار واسع للجنود في وسط المدينة وعند مداخلها.. والتيار الصدري يعرض «التعاون»

دبابة وعربات عسكرية تتوجه الى مدينة العمارة حيث شرعت القوات الامنية بتنفيذ حملة امنية أمس (أ.ف.ب)
TT

انتشرت قوات أميركية وعراقية داخل مدينة العمارة على بعد نحو 365 كلم جنوب بغداد، أمس، استعدادا لتنفيذ عملية واسعة لملاحقة «خارجين عن القانون»، حسبما افادت مصادر أمنية. وأكدت المصادر ان قوات اميركية وعراقية تمركزت على الطرق الرئيسة ومداخل المدينة فيما بدأ انتشار واسع للجنود في المدينة.

وقامت قوات الأمن العراقية بتوزيع منشورات في العمارة ذات الغالبية الشيعية، صباح أمس تطالب الاهالي بالبقاء في منازلهم لضمان أمنهم وعدم التدخل لدى وقوع اشتباكات، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وجاء في أحد المنشورات التي حملت صورة جندي عراقي يحمل سلاحه، أن «قوات الامن العراقية تنفذ حاليا عمليات في منطقتكم لملاحقة الخارجين عن القانون».

من جانبه، قال السرجنت بروك مورفي المتحدث باسم القوات الاميركية في بغداد «لضمان أمن العملية لا نتحدث عما يدور وما سينفذ من عمليات. انها عملية خططت وتنفذ من قبل العراقيين» من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأكد ضابط في شرطة العمارة، فضل عدم كشف هويته، أن «قوات أميركية وعراقية تنتشر في العمارة بانتظار البدء بتنفيذ خطة أمنية واسعة». وأضاف ان «العملية ستستهدف الخارجين عن القانون».

كما أشار الميجور توم هولوي المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة (جنوب العراق) الى ان «قوات الامن العراقية مستمرة في تنفيذ عمليات في جميع مناطق عمليات القوات البريطانية»؛ في إشارة الى المناطق التي تولت القوات البريطانية مسؤوليات أمنية فيها، ومنها العمارة.

بدوره، قال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري، إن «معلوماتنا تشير الى تنفيذ عميلة أمنية في العمارة»، مبديا استعداد التيار للتعاون مع القوات الامنية العراقية.

ونفذت قوات عراقية بمساندة الجيش الاميركي عملية «صولة الفرسان» في البصرة، على بعد 550 كلم جنوب بغداد، نهاية مارس (آذار) الماضي، باشراف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لملاحقة «مجرمين وخارجين عن القانون» بينهم عناصر من التيار الصدري. وتشير التقارير الى فرار عدد كبير من عناصر ميليشيا جيش المهدي الشيعية التي لوحقت في البصرة ومدينة الصدر ببغداد، الى محافظة ميسان وكبرى مدنها العمارة، المتاخمة للحدود مع ايران.

وأعلن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اول من امس، تشكيل «مجموعة خاصة» من جيش المهدي تتولى «مقاومة الاحتلال الاميركي»، فيما وصفها ناطق باسمه بأنها بمثابة «تحديد نشاطات جيش المهدي». وكان الصدر قد أمر في منتصف اغسطس (آب) 2007 بتجميد جميع نشاطات جيش المهدي على خلفية الاشتباكات التي وقعت في كربلاء والتي اسفرت عن مقتل 52 شخصا واصابة اكثر من 300 من الزوار الشيعة الذين قدموا لإحياء ذكرى ولادة الإمام المهدي.

وحسب مصادر امنية، فان «مستشفيات العمارة وضعت في حالة طوارئ». وأعربت أمل سلمان (48 عاما) الأم لخمسة اطفال، عن قلقها بالقول «كل من اعرفهم قلقون لاحتمال وقوع عملية عسكرية طويلة قد تؤدي لوقوع ضحايا كثيرين». وأكدت «اشتريت الكثير من المواد الغذائية ومياه الشرب تحسبا لاحتمال فرض حظر تجوال او وقوع اشتباكات مسلحة». من جانبه، قال محمد كريم كاظم (54 عاما) وهو من سكان وسط العمارة «أتمنى ان تسير العملية بنجاح من دون وقوع خسائر وضحايا من المدنيين». وتوجه عدد كبير من الأهالي الى الأسواق التي مازالت بحال طبيعي، لشراء مواد غذائية تحسبا من انطلاق العملية وصعوبة الحصول عليها.