موسى: تأخر تأليف الحكومة بسبب «مماطلة» اللبنانيين و«طبيعتهم»

أكد أن الصعوبات ليست مستحيلة ولا عقبات يتعذر التغلب عليها

موسى والسنيورة في لقاء في السراي الحكومي (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

زالت «دهشة» الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لعدم تأليف الحكومة اللبنانية، وذلك بعد مضي اقل من 24 ساعة على وصوله الى لبنان بهدف حضور حفلة زفاف كريمة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الصغرى ميساء، وهي مناسبة استغلها موسى لإجراء اتصالات سياسية شدد بعدها على ان موضوع تأليف الحكومة «لبناني بحت ولا يحتاج الى تدخل أو وساطة عربية».

واذا كانت دهشة موسى قد زالت بعد سماعه «توضيحات»، فان عتبه بقي قائماً على «كل اللبنانيين» متهماً اياهم بانهم هم من «يؤخر ويماطل وهذه طبيعتكم»، كما قال للصحافيين.

وكان موسى زار بري امس، وقال بعد اللقاء: «من الطبيعي ان يكون حضوري أساسا لتهنئة الرئيس بري بالمناسبة السعيدة (زواج كريمته)، ومن الطبيعي ايضا ان نتكلم عن تطورات تشكيل الحكومة والانتهاء من تنفيذ اتفاقية الدوحة. وفي الحقيقة هناك إمكانات كبيرة في هذا الامر والنقاش كان إيجابيا ونرجو ان تجير كل الظروف لتحقيق ما نريد في وقت قريب ان شاء الله». واشار الى «اتصالات ناشطة تجري» قائلا «بالأمس التقيت فخامة رئيس الجمهورية واليوم دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب والجميع يتحدث في الاتجاه نفسه والتوجه الايجابي»، رافضاً اعطاء «تفاصيل في هذا الامر وهو امر داخلي بحت، ونحن نتابعه وفي الصورة تماماً».

ونفى موسى وجود مساع يقوم بها كأمين عام للجامعة في هذا الموضوع وقال: «هناك متابعة وكلام ايجابي، ولكن المساعي والتشكيل وابتغاء الاتفاق على كل هذه الامور هي امور لا أتدخل فيها». واضاف رداً على سؤال عن امكان طلب مساعدة عربية لتذليل الصعاب «لا، هذه مناقشات تجري عند كل تشكيل للوزارة، فالوزارة دائما يأخذ تشكيلها أسبوعاً أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر ونحن مازلنا في هذا الإطار الزمني».

وكان موسى قد زار السراي الكبير وعقد لقاء مع الرئيس المكلف فؤاد السنيورة قال بعده: «لمست من الرئيس السنيورة تصميما على اتصالاته المستمرة مع رئيس الجمهورية للمضي قدما في موضوع تأليف الحكومة والتغلب على ما هنالك من عقبات. ليس هناك من عقبات لا يمكن التغلب عليها، كل العقبات يمكن التغلب عليها طالما ان المصلحة مصلحة لبنان واستقراره. وأنا اعتقد ان على الجميع ان يتعاونوا بالكامل مع الرئيسين سليمان والسنيورة لتيسير الأمور، وهي ليست صعبة ولا مستحيلة، واعتقد انه يمكن حلها». ونفى ان يكون اتفاق الدوحة اعطى رئيس الجمهورية حقيبة الداخلية فقط، وقال: «اتفاق الدوحة لم يتدخل ولم يتعرض لتوزيع الحقائب، الصحيح هو ان الروح العامة كانت تتحدث عن وزير داخلية محايد فقط». وسئل:هل طلب منك المسؤولون اللبنانيون أي مساعدة في هذا الملف؟. فأجاب: «انا لم اعرض المساعدة، ولا طلبت مني، ولكن تكلمنا بكل صراحة لما تربطنا من صراحة وصدق بصفتي أمينا عاما للجامعة العربية. وسأنقل هذه الانطباعات إلى كل القيادات العربية والى اللجنة العربية بصفة خاصة والى سمو أمير قطر لأنه الرئيس المضيف والقوة الرئيسية في اتفاق الدوحة».

قيل له: هناك من يربط تأليف الحكومة باللقاء السعودي ـ الايراني؟ فأجاب: «من يقول بذلك يبالغ كثيرا. فما علاقة الصراعات الإقليمية بمن يكون وزيرا للعدل في لبنان مثلا. يجب الا تربطوا هذه الأمور باجتماعات خارجية، المسؤولية لبنانية والمسؤول هذه المرة سيكون مسؤولا لبنانيا عن تحريك الأمور او إعاقة الأمور. البرلمان فتح، ورئيس الجمهورية انتخب، وسورية تعاونت، فمن الذي يعطل؟». سئل:إذا من يعطل؟. أجاب: «أنتم من يؤخر ويماطل، هذه هي طبيعتكم».

وزار موسى ايضاً وزارة الخارجية، والتقى وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة المستقيلة فوزي صلوخ وقال رداً على سؤال حول تركيز الصحف على «دهشته وأسفه وعتبه» لعدم تشكيل الحكومة حتى هذه الساعة، «كلا لم تختف كل هذه الامور، انما زالت فقط اسباب الدهشة، اما العتب فمازال قائماً»، مشيراً الى ان هذا العتب هو «على كل اللبنانيين».