إيران تستبعد وقف التخصيب وتفتح الباب أمام «مسار دبلوماسي جديد»

سولانا: العرض نقطة بداية لمفاوضات حقيقية

خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي لدى وصوله إلى مقر الاجتماع مع القادة الإيرانيين في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

استبعدت ايران تعليق انشطتها النووية الحساسة رغم عرض القوى الست الكبرى حزمة حوافز تجارية ومزايا اخرى. لكن مصادر قالت ان المسؤولين الايرانيين وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي اتفقوا في الاجتماعات التي عقدت في طهران على مواصلة الجهود الرامية لايجاد حل دبلوماسي للمواجهة.

وقال مسؤول ايراني طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز «فتح مسار دبلوماسي جديد ... وسيكون هذا المسار اساسا لمحادثات نووية جديدة».

وقال دبلوماسي اوروبي «اتفق الجانبان على الابقاء على الاتصالات ومواصلة العمل». لكن لا يوجد ما يشير الى ان الجانبين ضيقا هوة الخلافات بشأن القضية التي تمثل لب النزاع وهي رفض ايران الانصياع لمطالب الامم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم.

وسلم سولانا في وقت سابق اليوم وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي عرضا من القوى الكبرى يتضمن حوافز تجارية وحوافز اخرى لاقناع طهران بتعليق الانشطة النووية الحساسة لكن طهران استبعدت اي تعليق لهذه الانشطة. وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية للصحافيين بعد وقت قصير من تقديم سولانا العرض، ان اي حديث عن تعليق الانشطة لن يكون «محل نقاش على الاطلاق».

واضاف «هذه القضية سواء كانت في الحزمة ام لا.. لا يمكن طرحها على طاولة التفاوض».

واجتمع سولانا ايضا مع كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيد جليلي. وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون بفرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية اذا واصلت المضي قدما في برنامجها النووي، الذي يخشون من انه يهدف الى انتاج قنابل. وقد اعلن خافيير سولانا امس ان القوى الكبرى تريد ان تعلق ايران التخصيب النووي.

وبعد تقديم حزمة الحوافز التجارية والمزايا الاخرى التي تعرضها القوى الكبرى على ايران قال سولانا «نواصل طلب التعليق خلال فترة المفاوضات وسنرى عندئذ نتيجة المفاوضات».

وأمل سولانا تلقي رد «سريع وايجابي» من ايران على عرض التعاون الذي قدمته القوى الست الكبرى مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال سولانا خلال مؤتمر صحافي في طهران «آمل ان يكون الرد سريعا وايجابيا».

وقال سولانا «اننا نقدم عرضا نريده ان يكون نقطة البداية لمفاوضات حقيقية، انه عرض يسمح لايران بناء برنامج نووي مدني حديث». وقال ان القوى الست الكبرى مستعدة للاعتراف بحق ايران في التزود ببرنامج مدني للطاقة النووية لاهداف سلمية»، مؤكدا «اننا مستعدون للتعاون مع ايران في تطوير برنامج نووي حديث يستند الى احدث انواع المفاعلات العاملة بالماء الخفيف».

واضاف «نستطيع ان نقدم الى ايران ضمانات تزويد بالوقود ملزمة قانونيا»، مضيفا «نحن نعرض تشييد مصنع لانتاج الطاقة»، من دون المزيد من التفاصيل. وكان دبلوماسي أوروبي صرح ان خافيير سولانا ومسؤولين ايرانيين اتفقوا على المضي قدما في الجهود التي تهدف الى حل النزاع بشأن برنامج طهران النووي. وأضاف الدبلوماسي الذي حضر المحادثات بين الجانبين «اتفق الجانبان على البقاء على اتصال ومواصلة العمل».

وقد اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي امس ان رد ايران على عرض الدول الست الكبرى يتوقف على «رد منطقي وبناء» من هذه الدول على عرض قدمته ايران في مايو الماضي لتسوية مشكلات العالم.

وقال متقي لدى استقباله الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية الذي سلمه عرض الدول الكبرى: «ننتظر تلقي وجهات نظر الدول الست المفصلة حول عرضنا. من الطبيعي ان يكون رد ايران على عرض الدول الست يتوقف على الرد المنطقي والبناء للدول الست على العرض الايراني»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال متقي ان «نظرة واقعية الى العرض الايراني ستسمح باجراء مفاوضات بناءة في جميع المجالات». واوضح انه «في القسم المتعلق بالملف النووي في العرض الايراني، يتم التطرق الى الالتزامات العالمية لجميع الدول، ولاسيما التاكيد على ان لا انحراف في النشاطات النووية (نحو هدف عسكري) واقامة شركات كونسورسيوم (للتخصيب) في دول عدة ولاسيما في ايران، وتشديد مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للنشاطات النووية في جميع الدول».