نواب عراقيون يعترفون لـ«الشرق الأوسط» : العلاقة مع الناخبين شبه معدومة

مواطنون يشكون: إنهم لا يمثلون سوى أنفسهم

TT

يصف بعض السياسيين العراقيين من ان الدورة البرلمانية الحالية التي مضت عليها ثلاث سنوات «مشوهة» بسبب اعتمادها أنظمة انتخابية ساهمت في توسيع الهوة بين شرائح المجتمع وأججت روح الصراع والاقتتال بين بعضها بعضا. من جهتهم، يتساءل المواطنون: ماذا تحقق لنا؟ وأي المشاكل حلت؟ وهل انتخبنا فعلا من يمثلنا؟

وقال سهيل الجاف، مسؤول الفرع الخامس للحزب الكردستاني في جنوب العراق «لم نشهد أية زيارة قام بها عضو برلماني عن الكتلة الكردية لأي محافظة في الجنوب»، مشيرا إلى أنهم كناخبين كانوا يتطلعون إلى مثل هذه الزيارة «لا لأجل رؤية الناب بل وكما يعلم الجميع أن الناخب عندما يعطي صوته لشخص أو لجهة فانه بالمقابل يتطلع إلى أن يحصل على شيء مهم وهو إيصال مشكلته الحصول على بعض الأمور كالتعيين وما شابه وهذا ما لم يحصل». وأضاف الجاف «قد تكون علاقة النائب بالشارع الكردي في اقليم كردستان جيدة، لكن في بغداد والمدن الأخرى فانها غير موجودة، على الأقل إذا لم يكن بمقدورهم المجيء بسبب الأوضاع، كان من المفترض دعوتنا لنذهب إليهم في أي مكان يرغبونه، وحتى هذه الخطوة لم يبادروا بها، وفيما لو أجريت الانتخابات القادمة، ومدى استعداد أكراد الجنوب لانتخاب ذات القوائم، بين انه ومن خلال لقائه المستمر بهذه الشريحة «أؤكد أن هناك تحفظات كثيرة عندهم ولو أجريت مرة ثانية أنا من سيتردد مئات المرات في انتخاب ذات القوائم، لكن إذا أجريت بالقوائم المفتوحة ربما سأدلي بصوتي لشخص واحد دون القائمة حال رأيته يستحق ذلك». الدكتور محمود عثمان النائب عن القائمة الكردية، أكد «أن الناخبين صوتوا لقوائم مغلقة ولم يصوتوا لشخوص وهنا لا اعتقد انه أي الناخب رشح الذي يريده وإنما رشح قائمة بكاملها ولهذا نسعى لتطبيق نظام القوائم المفتوحة لأنها ستكون أكثر فاعلية بهذا الاتجاه، ثانيا أنا في رأيي أن البرلمان ومن في داخله لم يكن في المستوى المطلوب في حل مشاكل الناس وإنهاء معاناتهم وتطلعات الناخبين لم تتحقق، وهنا كان عمل البرلمان وانجازاته غير ايجابية، وهذا ما انعكس سلبا على العلاقة بين الشارع والأعضاء». كلام الجاف لم يختلف عما تحدث به المواطن حمزة محمد حسن الذي أضاف أن هناك متغيرات كثيرة ستطرأ على توجهات الناخبين في الجولة المقبلة وقال «من خلال اتصالي بأصدقائي وأبناء جلدتي دائما نسمع عن انهم يشعرون بالخذلان والندم لترشيحهم تلك القائمة أو هذا الحزب لأن جميع من يمثلونهم أو على أساس أنهم سيمثلونهم لم يمثلوا سوى أنفسهم فتجدهم يتصارعون في جلسة نقاشية عن رواتبهم التقاعدية أو زيادات أو مزيد من الامتيازات، لكن لم نشهد مرة أن قام عضو برلمان بزيارة منطقته الانتخابية أو وضع ممثلا عنه فيها لاستقبال شكاوى الناس أو مطالبهم».

عضو البرلمان العراقي عن حزب الفضيلة (شيعي) الدكتور باسم شريف، أوضح أن هذه القضية «متفاوتة ولا يمكن تعميمها على جميع أعضاء البرلمان، والعدد الأقل منهم هو من قام بنشاطات اجتماعية ولقاء من يمثله، على اعتبار أن البعض الآخر لا يمثلون مناطق بل أتوا للبرلمان عبر ترشيحهم داخل قوائم مغلقة». وبين شريف «أن بعض البرلمانيين هم أصلا غير ساكنين بالعراق وعوائلهم وسكنهم خارج العراق، هنا أصبح أمر العراق كله لا يعنيهم، والبقية الأخرى يسكنون في المنطقة الخضراء وليس في مناطقهم».

المواطنه زمن المقدادي من ديالى بينت انها تشعر بأن العلاقة مع النائب البرلماني عن منطقتها «سيئة للغاية، حيث أنها في واد وعضو البرلمان في وادي آخر وقد ندمت شديد الندم لأنني أدليت بصوتي له وأصابتني خيبة أمل كبيرة حيال ذلك، لأنه بعد أن فاز ذهب ليجلس في المنطقة الخضراء تاركا وعوده التي وعد بها ناخبيه وبالقلم العريض».