هنية يعد بـ«مفاجآت» في حال ما إذا جرى الحوار من دون شروط

كشف عن تلقيه ردا شفويا على رسالة إلى ساركوزي.. وحماس تنفي تلقيها دعوة للحوار

TT

وعد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية بـ«مفاجآت»، في حال انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني من دون شروط. واعتبر ان استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام يقفان على رأس أولويات حكومته. وشدد هنية على ضرورة أن يتناول الحوار الوطني الملفات كافة، و«أن يتفق على كل التفاصيل قبل الوصول إلى توافق، وتابع أن الأمن هو الذي فجر الأوضاع في الساحة الفلسطينية، ويجب أن يحظى برعاية واهتمام، وأن توضع أسس لإعادة هيكلة المؤسسة الأمنية، وكذلك أي اتفاقات مطلوب لها ضمانة مباشرة ومطلة على التنفيذ الدقيق والأمين، وأن تستمر الرعاية العربية لأي اتفاق حتى بعد التوقيع عليه». وشدد على أن هناك عشرة مبادئ تحكم توجهات حركة حماس على صعيد الحوار اهمها: وحدة الضفة والقطاع، ووحدة النظام السياسي، واحترام الخيار الديمقراطي وقواعد اللعبة الديمقراطية والالتزام بنتائجها، واحترام الشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها. واضاف «يجب احترام القانون الأساسي الفلسطيني والالتزام به، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن التدخلات والمحاصصة الفصائلية، والالتزام باتفاقي مكة 2007 والقاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني 2006، وبحث الاحداث التي انتهت بسيطرة حماس العسكرية على غزة في 2007، والتمسك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ما دام الاحتلال قائماً، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير على قاعدة الانتخابات الحرة وبمشاركة كافة القوى والأطياف والشخصيات في الداخل والخارج». وأعرب هنية عن أمله في ان يتم التوصل إلى وفاق وطني قبيل انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في يناير (كانون الثاني) المقبل، مضيفاً «في ما يخص إمكانية التوصل لمصالحة وطنية قبل نهاية ولاية الرئيس أبو مازن، هذا ما نتمناه وما نسعى إليه، ونحن حريصون عليه، لكن إذا لم تحصل وانتهت المدة بالتأكيد سيكون لنا موقف»، رافضاً الكشف عن ماهية هذا الموقف الذي قد تتخذه حماس حال انتهاء ولاية الرئيس عباس من دون التوصل إلى توافق وطني، مكتفياً بالقول: «لكل حادث حديث، والسياسة تحفل بالمتغيرات». وحول الحديث عن جلب قوات عربية إلى غزة، قال هنية: «الحديث عن القوات العربية في الإعلام، ولا أعتقد أن أحداً يفكر من الدول العربية في إرسال قوات، هذا أمر غير موجود على الأجندة العربية، ونحن لا نقبل بها»، مستثنياً من ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرات العربية في إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية من خلال إرسال بعض الخبراء. وكشف هنية النقاب عن رسالة بعث بها للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ستتولى بلاده الاتحاد الأوروبي قريبا المقبلة، حاثا اياها على الاضطلاع بدور أكبر على صعيد القضية الفلسطينية، مبيناً أنه تلقى ردود شفوية على الرسالة. وفي حديث مع الصحافيين الليلة قبل الماضية انتقد هنية ترك اوروبا المجال لأميركا للهيمنة على الملفات السياسية المتعلقة بالمنطقة، معتبراً أن «المنطقة ستكون أفضل بدون إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش».

الى ذلك نفت حركة حماس أن تكون قد تلقت أي دعوة لحضور حوار وطني مع حركة فتح. وتعقيباً على ما نشر أمس حول تحديد نهاية الشهر الجاري كموعد لعقد جلسات الحوار الوطني في القاهرة، قال سامي ابو زهري الناطق الرسمي باسم الحركة، ان حماس التي ترحب بالحوار لم تتلق أي دعوة في هذا الشأن من أي جهة، مطالباً في الوقت ذاته بتدخل عربي سريع من أجل استغلال حقيقة أن فتح وحماس معنيتان بالحوار وتنظيمه بأسرع وقت ممكن. في غضون ذلك، سلمت حركة فتح حركة حماس قائمة بأسماء معتقليها المحتجزين في قطاع غزة، بواسطة الفصائل الفلسطينية، التي تنتظر قائمة مماثلة من حماس من المفترض ان تكون قد سلمتها امس من اجل اطلاق سراح كل طرف لمعتقلي الطرف الآخر. وقال صالح زيدان أحد قياديي الجبهة الديمقراطية لـ«الشرق الأوسط» تسلمنا قائمة من فتح، وننتظر قائمة من حماس اليوم (امس)» وبحسب زيدان «فالقوائم ستضم اسماء جمعيات ومؤسسات مغلقة، ينتظر ان يعاد السماح لها بالعمل».

وفي الوقت الذي لم يحدد فيه موعد لانطلاق الحوار الفلسطيني الداخلي، الا ان زيدان قال انه اتفق مع كل الاطراف، على ان يجري الحوار بالقاهرة، وان يكون شاملا، وتحت مظلة الجامعة العربية. واكد زيدان ان هدف الحوار هو تنفيذ اتفاق وثيقة الوفاق الوطني واعلان القاهرة والمبادرة اليمنية. ويعتقد زيدان بأن الحوار سينطلق فعلا قبل نهاية الشهر الجاري بحسب الترتيبات. ولهذا الغرض تعمل الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني على عقد مؤتمر شعبي الاربعاء القادم «للضغط على مراكز القرار في فتح وحماس من اجل تسريع بدء الحوار» كما قال زيدان. وانتقد أبو زهري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، التصريحات التي ادلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، في ختام لقائه امس مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي قال فيها إن الكرة في ملعب حماس بشأن قضية الحوار، مشدداً على أن الحركة تمسكت بالحوار منذ البداية، في الوقت الذي كان عباس هو الذي يرفضه.