رايس: المستوطنات لن تؤثر على حدود الدولة الفلسطينية.. وإسرائيل تؤكد: القدس ستبقى تحت سيادتنا

قالت لعباس إن عليه أن يضمن موافقة حماس على الاتفاقات السابقة قبل إجراء مصالحة

TT

قالت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في كل من اسرائيل والضفة الغربية، امس ان استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات قد يؤثر سلبا ويضر بمفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. إلا انها أعلنت كذلك ان انشطة الاستيطان الاسرائيلية «لن تؤثر على المفاوضات المتعلقة بالوضع النهائي» للدولة الفلسطينية وخصوصا «حدودها النهائية». وردت اسرائيل على الوزيرة الأميركية بقولها انها ستواصل بناء المستوطنات في القدس الشرقية. وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريغيف «إن بناء المستوطنات لا يلحق أضراراً بأي شكل من الأشكال بالمفاوضات مع الفلسطينيين»، مؤكدا ان «القدس هي القدس والضفة هي الضفة». وأضاف انه «امر واضح للجميع ان الاحياء اليهودية من القدس (الشرقية) ستبقى جزءا من اسرائيل في اي اتفاق للوضع النهائي».

وتأتي تصريحات الحكومة الاسرائيلية، كضربة اخرى لجهود وتطلعات السلطة الفلسطينية التي تنادي بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المفترضة. وفي لقاء جمعه برايس في رام الله، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الوزيرة الأميركية بالمساعدة في الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان، مؤكدا أن استمرار عطاءات الاستيطان «هو أكبر عقبة في طريق العملية السياسية وتعرقل الوصول إلى السلام».

وكانت رايس قد قالت للصحافيين قبل اجتماعها مع نظيرتها الاسرائيلية، تسيبي ليفني، في القدس «ستثير مسألة الاستيطان لأني قلقة جدا، ففي الوقت الذي نسعى فيه ونحتاج الى بناء الثقة بين الطرفين فان استمرار البناء والاستيطان يمكن ان يمنع تقدم المفاوضات». وجاء ذلك في الوقت الذي كانت تعلن فيه اسرائيل رسميا موافقتها على بناء 1300 وحدة سكنية في القدس الشرقية.

وفي رام الله، وبعد لقائها مع ابو مازن، عادت رايس وأكدت انها أبلغت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي انها تؤمن بان إعلانات وقرارات الاستيطان تؤثر سلبا على المفاوضات ولا تساعد على بناء الثقة وتقوضها. لكن رايس رغم ذلك عبرت عن اعتقادها بوجود فرصة للتوصل لاتفاق وتأسيس دولة فلسطينية قبل نهاية هذا العام، وقالت «ان الشعب الفلسطيني عانى الكثير ويستحق دولة فلسطينية»، معتبرة ان قضية تزايد الاستيطان هي قضية تقلق كل الدول المجاورة والاوروبية وليس فقط الفلسطينيين. لكنها في المقابل قالت «يجب ان يكون واضحا ان الولايات المتحدة تعتبر ان هذه الانشطة لن تؤثر على الوضع النهائي للمفاوضات لا سيما ما يتعلق بالحدود النهائية». ولم ير مراقبون فلسطينيون اي جديد في زيارة رايس، التي علم انها طالبت ابو مازن بضرورة ان تتمخض اي مصالحة مع حركة حماس على قبول الحركة بالاتفاقات السابقة التي تعترف بحق اسرائيل بالوجود. وهو ما ترفضه حماس. وأعادت رايس كلاما قديما حول النجاحات التي حققتها السلطة، قائلة أنها أجرت محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك للوقوف على التزامات الجانبين في خطة خريطة الطريق، والدفع قدما لتحسين حياة الشعب الفلسطيني. مشيرة إلى أن اللقاءات تركزت أيضا على المفاوضات التي تخص تأسيس دولة فلسطينية.

وفي قطاع غزة، اتهمت حماس رايس بقيادة مشروع خطير في المنطقة بحسب السياسة الخارجية الأميركية، والقائم على تعزيز الانقسامات والانشقاقات بين الشعوب والدول، حتى يتسنى لها الاستيلاء على مقدراتها وفرض سيطرتها عليها. وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريح صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه «إن رايس أول من أسس لحرب أهلية هنا في فلسطين لوأد الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني في مهده. ولذلك لا نرى في زيارتها أي خير لشعبنا، ولا نعلق أيّة أمال عليها، بل دائما تكون نذير شؤم على شعبنا».