أولمرت وباراك يتبادلان الاتهام بشأن المماطلة في عملية اجتياح غزة

رئيس الوزراء قد يواجه اليوم تمردا في أوساط نواب حزبه حول تأخير الانتخابات التمهيدية لاختيار بديل له

فلسطينيون ينتظرون دورهم لعبور حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية امس (ا. ب)
TT

تبادل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاتهامات مع وزير دفاعه اولمرت حول المماطلة في تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة، في محاولة لوقف الصواريخ الفلسطينية ضد البلدات الاسرائيلية المحيطة بغزة.

في غضون ذلك فقد يواجه اولمرت تمردا في اوساط نواب حزب «كديما» الذي يتزعمه، للضغط عليه من اجل الإسراع في الخروج من المسرح السياسي الاسرائيلي. وقد يشهد هذا التمرد حسب صحيفة «جيروزاليم بوست»، الاجتماع الذي سيعقده النواب من اجل اطلاق عملية الانتخابات التمهيدية الداخلية لاختيار زعيم بديل للحزب. يذكر ان اولمرت قبل يوم الاربعاء الماضي مترددا، اطلاق عملية بيروقراطية طويلة في الحزب، يرجح ان تقود الى انتخابات تمهيدية، تقود في النهاية الى وضع حد لحياته السياسية.

وخلال الجلسة الأسبوعية للحكومة امس، رد أولمرت على اتهامات باراك بأن الصراعات داخل حزب«كديما» وقرار اجراء الانتخابات التمهيدية، يقف وراء تأجيل اجتياح غزة، بالقول إن «وزير الأمن (الدفاع) هو الشخص الوحيد الذي يعيق الحملة على غزة». في الوقت نفسه قال انه يستحسن لو ان العنف في غزة يتوقف بهدنة «ولكن اذا ما تبين على الارض تواصل اعمال الارهاب، فان الحكومة تعرف كيف توقفها بوسائل اخرى». وتابع القول «ليس ثمة شيء آخر ولا اعتبارات أخرى بما فيها السياسية، ستؤجل هذا القرار. وما قيل في هذا الموضوع، كان غير ضروري». وكان باراك في حديثه هذا أمام أعضاء حزب العمل، الذي يتزعمه، مساء يوم الجمعة الماضي، قد أثار عاصفة في إسرائيل، ورد عليه حاييم رامون، وهو نائب لأولمرت، بوصفه بـ«قليل الأدب».

وخلال جلسة الحكومة امس قال أولمرت «القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر والخاص بعدم تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة في هذه المرحلة والسعي بدلا من ذلك للتوصل الى اتفاق تهدئة لم تعتره أي اعتبارات سياسية خارجية». وأضاف «ان التصريحات الأخيرة بهذا الشأن (تصريحات باراك) لا تستند الى أي أساس وينطبق عليها المثل المعروف.. لسانك لا تذكر به عورة الناس فكلك عورات وللناس ألسن».

وردا على أولمرت قال مساعدون لباراك ان وزير الدفاع يبذل اقصى ما لديه للتوصل الى وقف لاطلاق النار، من اجل ضمان عودة الجندي الأسير جلعاد شليط سالما الى اهله. ونقل عن مصدر مقرب من باراك «اننا لا نستطيع ان نكرر غلطة رون اراد (الطيار الذ ي اسقطت طائرته فوق لبنان ولا احد يدري مصيره منذ 16 اكتوبر (تشرين الاول) 1986). علينا ان نستنفذ كل الخيارات الممكنة من اجل اعادة شليط الى بيته». وتابع القول ان «وزير الدفاع قال غير مرة ان عملية عسكرية هي مسألة حتمية، ولكن علينا ان نحدد الموعد بحرص ليناسب الفرص على الارض».

الى ذلك قالت الإذاعة الاسرائيلية، أن اتفاق التهدئة الذي وافقت عليه إسرائيل يشمل ثلاثة مراحل آخرها فتح معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وأوضحت، أن المرحلة الأولى تشمل وقف إطلاق النار من الجانبين وفتح معظم المعابر الإسرائيلية ـ الفلسطينية. وتبدأ المرحلة الثانية بعد ثلاثة أيام من التهدئة وتشمل مفاوضات مكثفة بوساطة مصرية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، والمرحلة الثالثة تشمل فتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة، إضافة الى تأكيدات مصرية حول ضبط حدودها مع غزة ووقف إدخال السلاح، وهذا المراحل كان قد كشف عنها الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد ازمة «كديما» وحسب ما جاء في «جيروزاليم بوست» فان اولمرت كان قد اشترط ان تأخذ عملية وقتا طويلا وان لا يحدد موعدا للانتخابات التمهيدية قبل 17 يوليو (تموز) المقبل وهو موعد استجواب موريس تالانسكي وهو الشاهد الرئيسي في فضيحة الفساد التي اعترف فيها تلانسكي في تحقيقات سابقة بدفع مبلغ 150 الف دولار لأولمرت.

غير ان تهديد باراك بالتصويت مع نواب حزبه الـ18 لصالح مشروع قرار تقدم به سيلفان شالوم من حزب الليكود بتبكير موعد الانتخابات الى نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، اثار الرعب لدى العديد من نواب «كديما» الذين من المرجح ان يفقدوا مقاعدهم وفقا لاستطلاعات الرأي. وينوي هؤلاء طرح طلبهم بألا ينتظر الحزب حتى 17 يوليو للانتخابات التمهيدية، في اجتماع النواب المفترض اليوم مع لجنة التوجيه، الذي يتوقع ان يشرح فيه مستشارو الحزب القانونيون لماذ يجب ان تكون العملية طويلة.