فرنسا وسورية تتفقان على تعزيز علاقاتهما وتحثان اللبنانيين على تنفيذ اتفاق الدوحة

بمناسبة تسلم الأسد رسالة من ساركوزي

الموفد الرئاسي الفرنسي، كلود غيان، ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يلوحان للمراسلين الصحافيين في دمشق أمس (أ ب)
TT

تسلم الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حملها مبعوثا الرئاسة الفرنسية كلود غيان الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية، وجان دافيد ليفيد المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، اللذان اجتمعا مع الرئيس الأسد بحضور وزير الخارجية وليد المعلم، ومعاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة، والسفير الفرنسي بدمشق.

وقال بيان رئاسي سوري إنه جرى خلال «اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط لا سيما في لبنان وعملية السلام وبخاصة على المسار السوري ـ الإسرائيلي ومبادرة مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط». وكانت القمة العربية المصغرة في طرابلس بليبيا قد أثارت تحفظات على هذا المشروع المزمع إطلاقه في مؤتمر للقادة سيعقد باريس في 13 الشهر المقبل، علما أن مصادر سورية مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الموضوع لم يكن الرئيسي بين الموضوعات التي تم بحثها، وأضافت أن المباحثات شملت العلاقات بين البلدين و«الأسس التي يجب أن تقوم عليها».

ووصف البيان الرئاسي المحادثات بأنها كانت «مفيدة وبناءة وعكست اتفاق وجهات نظر الطرفين إزاء ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية السورية ـ الفرنسية بما يخدم مصالح البلدين، وأهمية مواصلة بذل الجهود والتعاون والتنسيق بينهما لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة». وأضاف أن الجانبين الفرنسي والسوري «أكدا ضرورة استمرار حث اللبنانيين على تنفيذ اتفاق الدوحة». ووصل المبعوثان إلى دمشق صباح أمس الأحد، وبعد لقائهما بالرئيس الأسد تابعا مباحثاتهما في وزارة الخارجية مع الوزير وليد المعلم.

واعتبرت الأوساط السياسية هذه الزيارة «مبادرة فرنسية لتحسين العلاقات مع سورية»، التي شهدت فتورا منذ بداية العام على خلفية الأزمة في لبنان. وكان الرئيس الفرنسي قد وجه دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة المتوسطية ولحضور الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي الذي يتزامن مع القمة. وفي بيروت اعتبر الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل، في مقابلة نشرتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية أمس أن فرنسا «تسرعت بعض الشيء» بمعاودة الاتصالات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقال الجميل للصحيفة «الفرنسية» إن الفريق الجديد (الحاكم في باريس) ربما تسرع بعض الشيء في تقييمه للوضع»، معتبرا ان «السياسة الواقعية يجب ألا تتعارض مع الالتزامات التقليدية (الفرنسية) حيالنا». وأضاف انه قبل استقبال الأسد في باريس «نود من فرنسا ان تحصل على ضمانات حقيقية من جانب سورية في ما يتعلق بسلوكها في لبنان».