مصادر إسرائيلية تتوقع تبادل أسرى خلال أيام

شقيق سمير القنطار لـ «الشرق الأوسط» : جاهزون لاستقباله ونحضّر لاحتفالات كبيرة

TT

توقع عدد من الصحف الاسرائيلية الصادرة أمس اتمام عملية تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله في الايام القريبة المقبلة، وهو أمر لم ينفه حزب الله في اتصال مع «الشرق الاوسط» من لندن أو يؤكده. وقال مسؤول في الحزب ان الامين العام السيد حسن نصر الله لم يعط اذنا بالحديث عن هذا الموضوع بعد. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أمن اسرائيلية، «ان اسرائيل أبلغت حزب الله عبر وسطاء ألمان بأنها ستكون على استعداد للافراج عن مقاتلين لبنانيين مقابل جنديين اسرائيليين أسرتهما الحزب عام 2006». ووصف مصدر أمني اخر العرض بأنه عرض نهائي لا يقبل التعديل لحزب الله بعد أن خلص تحقيق عسكري الى أن أحد الجنديين أو كلاهما قد لا يكون نجا من الكمين الذي نصب لهما يوم 12 يوليو (تموز) 2006 والذي تعرض فيه رتلهما لإطلاق نار كثيف.

ونقلت صحيفة «جروساليم بوست» عن راديو الجيش الاسرائيلي ان اوفر ديكيل، المكلف من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بالتفاوض في قضية الجنديين المختطفين لدى حزب الله منذ صيف العام 2006، كان في رحلة في الخارج لوضع اللمسات الاخيرة على عملية التفاوض مع حزب الله. وتوقعت الاذاعة ان تشمل صفقة التبادل عميد الاسرى سمير القنطار وأربعة سجناء لبنانيين آخرين. ونقلت وكالة الاسوشييتد برس عن مسؤول في حكومة اولمرت ان اسرائيل ستبادل قنطار بالجنديين الإسرائيليين المختطفين إيهود جولدفاسير وإلداد ريجف.

وقال بسام القنطار، شقيق الاسير سمير القنطار، في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من لندن ان عائلة القنطار «جاهزة لاستقبال سمير»، وانها «غير قلقة بل مرتاحة» و«لديها الثقة الكاملة بأن المقاومة ستصنع حرية سمير القنطار». وأضاف ان هناك تحضيرات واسعة للاحتفال بعودة القنطار، بدءا باحتفالات مركزية وصولا الى بلدته في عبيه، الواقعة قرب عاليه. والقنطار هو درزي من بلدة عبيه الواقعة في جبل لبنان وكان عضوا في الجبهة الشعبية، وهو حزب يساري كان يقاتل الى جانب حزب الله حتى منتصف الثمانينات ضد اسرائيل. وأسر القنطار بعد تنفيذه عملية ضد اسرائيليين في العام 1979.

وأشار بسام الى ان شقيقه «غير طامح بمنافسة أحد في السياسة» بعد خروجه من اسره، في اشارة الى الزعيم الدرزي في الجبل وليد جنبلاط. وقال ان سمير سيكون لديه «انشغالات أخرى» ولن يطرح نفسه منافسا على الساحة السياسية.

وقالت مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الاحمر دوروثيا كريميستاس في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من لندن، ان المنظمة الدولية لا تتدخل عادة بالمفاوضات السياسية، انما تكون حاضرة في عملية تبادل الاسرى اذا طلب منها. وأكدت ان ايا من الطرفين، حزب الله او اسرائيل، لم يعلما المنظمة حتى الان بحصول اي عملية تبادل، مشيرة الى انهم قد يقرروا اعلامها قبل وقت قصير جدا. وأشارت الى ان الصليب الاحمر أبلغ عن عملية تسليم الاسير اللبناني لدى اسرائيل نسيم نسر الاسبوع الماضي قبل وقت قصير من عملية التبادل، وتوجهت لجنة الى الحدود وتحدثت مع نسر قبل اطلاق سراحه للتأكد من ان العملية تتم بإرادته.

وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية قد توقعت في عددها الصادر أمس، ان تتخذ إسرائيل قرارا في الأيام القريبة المقبلة بخصوص صفقة التبادل. ونقلت أمس عن مسؤولين إسرائيليين ضالعين في الاتصالات مع الوسيط الألماني في المفاوضات مع حزب الله، جرهارد كونراد، قولهم إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية سيتخذ قرارا بخصوص هذه الصفقة في الأيام القريبة المقبلة. ويعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعاته عادة يوم الأربعاء من كل أسبوع.

يذكر أن مجلة «دير شبيغل» الألمانية ذكرت قبل أسبوعين أن كونراد يعتقد ان الجنديين الإسرائيليين الأسيرين في عداد الموتى. كما أن تقريرا إسرائيليا قدر أن أحد الجنديين على الأقل في عداد الموتى، جراء إصابتهما بجروح تتراوح بين الخطيرة والحرجة خلال عملية أسرهما. كذلك قالت كرنيت جولدفاسير، زوجة أحد الجنديين الأسيرين، في الأيام الأخيرة، إنها ليست متفائلة حيال مصير زوجها.

كذلك نقل عدد من التقارير الاسرائيلية أمس أن أولمرت يعتزم الاجتماع بعائلة الطيار الإسرائيلي المفقود منذ العام 1986 رون أراد غدا الثلاثاء. ورجحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن يبلغ أولمرت عائلة أراد بأن حزب الله ليس قادرا على تزويد إسرائيل بمعلومات حول مصير أراد، ولذلك فإنه لا توجد جدوى بعد الآن من احتجاز القنطار كرهينة مقابل معلومات كهذه. وسبق أن وصف مسؤولون اسرائيليون القنطار بأنه «ورقة مساومة» لإعادة رون أراد.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنه بعد إطلاق سراح القنطار لن تتوفر مبررات أخرى لدى حزب الله لتنفيذ عمليات لأسر جنود إسرائيليين آخرين. ورأت هذه المصادر أنه لو أطلقت إسرائيل سراح القنطار ضمن عملية تبادل الأسرى مع حزب الله في عام 2004 لما أقدم الحزب على تنفيذ الهجوم في عام 2006 وأسر الجنديين. وقالت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي إنه في حال لم يتمكن حزب الله من توفير معلومات حول مصير أراد، فإن القنطار سيتحول من رهينة إلى تهديد دائم على الجنود الإسرائيليين عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية.