الجدل حول العراق يهيمن على زيارة بوش الرسمية الأخيرة إلى لندن

فوضى في مطار هيثرو وغلق مقر الحكومة البريطانية لحماية الرئيس الأميركي

الملكة إليزابيث الثانية تشرح للرئيس الأميركي جورج بوش تاريخ قصر «ويندسور» حيث استقلبته امس؛ ويبدو خلفهما زوجة بوش لورا وزوج الملكة الأمير فيليب (أ.ف.ب)
TT

هيمن الجدل حول بقاء القوات الاجنبية في العراق على بدء زيارة جورج بوش الاخيرة لبريطانيا كرئيس للولايات المتحدة التي بدأت أمس وتنتهي ظهر اليوم. ويتناول بوش موضوع العراق بالاضافة الى الملف النووي الايراني وازمة الغذاء وارتفاع اسعار النفط في محادثاته الرسمية مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اليوم، بعد لقائهما مع زوجتيهما على حفل عشاء خاص امس.

واثير موضوع العراق في لقاء صحافي نشر امس حمل عنوان «بوش يحذر رئيس الوزراء البريطاني براون من خطة خفض القوات في العراق»، ليسارع البيت الابيض في نفي لاستخدام بوش لغة «تحذير». واجرى بوش لقاء مفصل مع صحيفة «ذا اوبزيرفر» البريطانية نشر امس جاء فيه انه على بريطانيا عدم تهديد النجاحات التي حققها التحالف في العراق عبر انسحاب مبكر لقواتها من هذا البلد. ولكن البيت الابيض اعترض على تفسير الصحيفة لاقوال بوش. واعتبر مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان «المفهوم القائل بان الرئيس قد يكون وجه تحذيرا لرئيس الوزراء براون سخيف». وبحسب الصحيفة فان الرئيس الاميركي اقر بانه هناك ضغوط على الولايات المتحدة كما على بريطانيا من اجل القيام بمثل هذا الانسحاب لكنه قال «ردنا هو انه يجب الا يكون هناك جدول زمني». وبحسب صحيفة «الاوبزيرفر» فان بوش عبر «عن ثقته بان غوردن براون وكما سأفعل انا، سيستمع الى قادتنا لضمان ان التضحيات التي قدمت حتى الان لن تذهب هدرا من جراء انسحاب ما». وفي المقابلة، دافع بوش مجدداً عن قرار خوض حرب عام 2003 في العراق على اساس امتلاك بغداد اسلحة دمار شامل، قائلاً: «لن ندرك، ولم يدرك غيرنا، بان «الرئيس العراقي السابق صدام حسين شعر بأنه مضطر للتظاهر بامتلاك اسلحة دمار شامل، اعتقدنا بانه من المؤكد وجود اسلحة الدمار الشامل». ولكنه اردف قائلاً انه على كل حال «مازلت ادافع بقوة عن هذا القرار»، مضيفاً: «العالم افضل من دون صدام (حسين) في السلطة». وحتى قبل هبوط الطائرة الرئاسية الاميركية في لندن حرص محيط الرئيس على نفي ما نشرته الصحيفة البريطانية. وقال مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي ستيفن هادلي ان «ليس هناك أي خلاف بيننا، بين الرئيس ورئيس الوزراء غودرن براون حول هذه المسألة. نقطة على السطر».

وكانت وسائل الاعلام البريطانية هذا الاسبوع ذكرت ان براون قد يعلن قريبا جدولا زمنيا نهائيا لسحب الجنود البريطانيين المتبقين في جنوب العراق والبالغ عددهم نحو اربعة آلاف. وشدد هادلي على ان بوش وبراون اتفقا على ان اي سحب للقوات «يجب ان يأتي كنتيجة لتقدم محرز على الارض، بناء على نصائح عسكريينا، وليس بناء على جداول زمنية عشوائية». بدورها نفت رئاسة الحكومة البريطانية اي خلاف في وجهات النظر وقالت ناطقة باسم براون لوكالة الصحافة الفرنسية «ليس لدينا اي خلاف مع الولايات المتحدة بشأن سحب قوات ولم نحدد ولن نحدد اي جدول زمني». وتابعت: «كما قال رئيس الوزراء، فان (اي انسحاب) سيكون محكوما بالظروف على الارض». واوضح ستيفن هادلي ان المباحثات بين بوش وبراون ستتركز على سبل تعزيز العقوبات المفروضة على ايران بعدما رفضت تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما اعتبره الرئيس الاميركي أول امس موضوعا «طاغيا» على جولته الراهنة. واوضح المستشار ان العقوبات «تشكل التزاما واضحا بما فيه الكفاية وامرا مجمعا عليه في اوروبا». وبحسب لندن وواشنطن فان المباحثات ستتناول ايضا مسألة الاحتباس الحراري وحال الاقتصاد العالمي والجهود المبذولة راهنا في سبيل وضع اتفاق دولي لتحرير التجارة. وشهدت العاصمة البريطانية تشديدات امنية واسعة أمس، حيث انتشر 1200 شرطة اضافي للضمان سلامة الرئيس الاميركي. ووصل بوش مع زوجته لورا ظهر امس الى مطار هيثرو الذي عانى المسافرون منه من ساعات من تأخير الرحلات. واغلق احد المدرجات في مطار هيثرو كي تقوم الشرطة وقوات امن خاصة بفحص المدرج قبل وصول موكب 7 طائرات للرئيس الاميركي. واعلن المطار ان بعض الرحلات تعاني من تأخير 7 ساعات لغلق احد المدرجات لساعات عدة. ومن المتوقع ان تستمر المشاكل في مطار «هيثرو» حتى ظهر اليوم عندما يسافر بوش للتوجه الى ايرلندا الشمالية حيث ينهي جولته الاوروبية.

وقرر الوفد الاميركي استخدام مطار هيثرو، بدلاً من قاعدة عسكرية عادة ما تستخدم لاستقبال الرئيس الاميركي لضمان سلامته، لقربه من قصر ويندسور (شرق لندن) حيث استقبلت الملكة اليزابيث الثانية وزوجها الامير فيليب الرئيس بوش وزوجته لتناول الشاي سوياً. وتناول بوش وزوجته لورا العشاء في مقر الحكومة واقامة رئيس الوزراء «10 داونينغ ستريت» مساء امس وسيتوجه مجدداً صباح اليوم لاجراء محادثات مع براون. ويذكر انه سيلتقي برئيس الوزراء البريطاني السابق وصديقه الحميم توني بلير صباح اليوم، اذ سيتناولان الافطار سوياً.