متمردو تشاد يعلنون الاستيلاء على مدينة شرق نجامينا.. وباريس تقول إنها لن تتدخل

قوة أوروبية تضع وسائل استطلاع لتأمين حماية اللاجئين من دارفور

TT

استولى متمردو تشاد في شرق البلاد على مدينة ام دام (600 كلم شرق نجامينا، 120 كلم جنوب غرب ابيشي)، متوغلين بشكل اضافي غرب تشاد. وقال مصدر عسكري تشادي ان «المتمردين هم فعليا في ام دام، لكن هذه المدينة خالية من القوات العسكرية». وعلق مسؤول تشادي رفيع على ان «المتمردين يتحاشون المواجهة ويستولون على المدن الخالية من انتشار عسكري لممارسة دعاية اعلامية». وفي نفس الوقت، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في ابيجان ان بلاده «لن تتدخل بعد اليوم» في النزاع التشادي بين الرئيس ادريس ديبي والمتمردين الذين عاودوا خلال الايام الاخيرة هجومهم على نجامينا.

وقال علي جيدي، الناطق باسم التحالف الوطني، في اتصال هاتفي من ليبرفيل لوكالة الصحافة الفرنسية، «استولينا على المدينة ظهراً، ولم تبد القوات الحكومية مقاومة كبرى». واضاف «هدفنا ليس الاستيلاء على مدن وانما ازالة العراقيل على طريق نجامينا. لن نبق فيها. هدفنا هو نجامينا»، مؤكدا ان ليس بإمكانه اعطاء حصيلة عن ضحايا المعارك.

وتبعد ام دام 110 كلم شمال غرب جوز بيضا التي احتلها المتمردون لفترة وجيزة السبت، وتقع على الطريق الرئيسي المؤدي الى جوز بيضا نحو الغرب. وأصبح على المتمردين إذا كان هدفهم الوصول الى نجامينا، سلوك طريقين محتملين انطلاقا من ام دام، احدهما في الشمال مرورا بام ادجر وآخر في الجنوب مرورا بمنغالمي. وقال جيدي «عددنا كافٍ من اجل الاستيلاء على نجامينا».

من جهته، أعلن رئيس التحالف الوطني، الجنرال نوري، ان المتمردين موزعون ويتحركون على عدة مجموعات، مذكرا بأن «الهدف النهائي هو نجامينا». ولم يرد الجيش التشادي رسمياً بعد على اعلان المتمردين لكن مصادر عسكرية أكدت صباحا ان مجموعات متمردة اتجهت شرقاً ونحو الحدود السودانية. وجاء في بيان للقيادة العامة للقوة الأوروبية في تشاد وافريقيا الوسطى ومقرها في مون فاليريان بالقرب من باريس، ان «جنودا آيرلنديين تابعين للقوة الاوروبية (يوفور) ومنتشرين لحماية مخيمات اللاجئين والنازحين في الجبل، اربعة كيلومترات الى شمال غرب جوز بيضا، فتحوا النار» أول من امس.

وأوضح البيان ان الجنود الأوروبيين كانوا «وسط تبادل لإطلاق النار بين مجموعة مسلحة غير معروفة والجيش التشادي النظامي». واضاف البيان ان الجنود «ردوا بإطلاق عيارات تحذيرية، ولم يقع ضحايا في صفوفهم». وقال ايضا ان «وسائل استطلاع برية وجوية نشرت لمراقبة تطور الوضع وتأمين حماية المخيمات». واكد البيان ان «بعض العمال الانسانيين أُجْلُوا بناءً على طلبهم بسيارات هولندية الى مخيم الكتيبة المتعددة الجنسية التابعة للقوة الاوروبية في جوز بيضا الذي تتولى قيادته ايرلندا». واشار الى ان «هذا الحادث يشير الى التعقيد الذي تواجهه عملية (يوفور) ويظهر اهمية وجود قوة دولية محترفة لمواجهة التحدي». وكان المتمردون التشاديون، الذين يؤكدون «تقدمهم» نحو نجامينا، قد استولوا لساعات على مدينة جوز بيضا. ولكن وزير الاعلام التشادي محمد حسين أعلن ان الجيش التشادي «يطارد مرتزقة فارين يعملون لصالح السودان». وقال ان «رتلاً من المرتزقة نفذ عملية استيلاء على جوز بيضا قبل ان يفر نحو الشرق حيث تطاردهم قوات الدفاع والامن».