كرزاي يهدد بملاحقة طالبان داخل باكستان ردا على عملية «الهروب الكبير».. وإسلام آباد تحذر

مقتل 15 متمردا واستعادة 20 سجينا خلال حملة مطاردة الفارين من سجن قندهار

الرئيس كرزاي يتحدث إلى ممثلي الصحافة أمس (أ.ف.ب)
TT

في أقوى تصريحات تطلقها حكومة كابل تجاه إسلام أباد، أشار الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى أن لقوات بلاده حق الرد، وعبور الحدود إلى داخل باكستان لملاحقة العناصر المتشددة، التي تشن هجمات داخل الأراضي الأفغانية، وقال الرئيس كرزاي أمس إن بلاده ضحية للإرهاب القادم عبر الحدود مع باكستان، وتعهد بشن حرب في الأراضي الباكستانية «دفاعا عن النفس». وقال كرزاي في تصريحات للصحافيين في قصره الرئاسي الحصين، إن ثلاثة زعماء باكستانيين لطالبان هم بيت الله محسود، والملا فضل الله والملا عمر، حذروا من أنهم سيأتون إلى أفغانستان لمحاربة القوات الحكومية والدولية. وأضاف الرئيس الأفغاني «إن صبرنا ينفد، وتم إرسال آلاف الأشخاص إلى بلادنا، وتم إحراق منازلنا ومدارسنا».

وأشار الرئيس بغضب «لقد قال الملا عمر ذلك، ونحن لدينا الحق في أن نذهب لداره ونقتله هناك وغيره أينما كانوا. وفيما يتعلق ببيت الله محسود، فسوف نتحرك في العلن وسوف نقضي عليه، ويجب أن تعرف الحكومة الباكستانية أننا سنأتي ونقتله أينما كان موجودا».

وقال إنه تمت مهاجمتهم أمس، إلا أنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وأوضح انه بالنسبة للملا عمر فيجب أن يعرف ان هناك طريقا من اتجاهين لقاعدته. وقال الرئيس الأفغاني في ختام تصريحاته «سوف نصل إليهم، وسوف نهزمهم، وسوف ننتقم من كل ما فعلوه في أفغانستان على مدار السنوات الماضية». من جهة أخرى قتل 15 متمردا، وتمت استعادة 20 سجينا خلال حملة مطاردة واسعة النطاق، اطلقتها القوات الأمنية الافغانية والجنود الدوليون، بعد فرار نحو ألف معتقل في سجن قندهار (جنوب) الذي هاجمه عناصر من طالبان. من جهة اخرى، تم توقيف 20 سجينا من الفارين اول من امس، بحسب السلطات الأفغانية.

بنيران أسلحة صغيرة. وقتل أكثر من 15 من المسلحين. وتابع أنه تم العثور على مخبأ كبير للذخيرة ومواد تصنيع القنابل، خلال البحث وجرى القبض على خمسة من المشتبه بهم.

ولم يتأكد ما اذا كان الذين قتلوا أو ألقي القبض عليهم من السجناء، الذين فروا من سجن قندهار. وقندهار المعقل الرئيسي لطالبان التي أطاحتها القوات بقيادة الولايات المتحدة من السلطة عام 2001. ومساء الجمعة، اندفع انتحاري على الاقل تحت جنح الظلام بسيارته المفخخة باتجاه بوابة الدخول الى السجن، ما احدث فتحة كبيرة في جداره بحسب السلطات. واثر ذلك قامت مجموعة كومندوس باقتحام السجن بالاسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ. وأقرت السلطات بأن 40 حارسا فقط كانوا يتولون مراقبة السجن خلال الهجوم. وتمكن اكثر من 1100 معتقل من الفرار بحسب الجنرال كارلوس برانكو الناطق باسم القوة الدولية المساعدة على ارساء الأمن (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي. وفي إسلام آباد رد رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، أمس على تصريحات كرزاي بالقول إن باكستان لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية.

وقال جيلاني لشبكة «إيه آر واي وان وورلد» التلفزيونية الخاصة «لن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا».

واعتبر ان «مثل هذه التصريحات لا تساهم في تحسين العلاقات بين البلدين».

وتصريحات الرئيس الأفغاني تعتبر الأقوى بخصوص العمليات العسكرية عبر الحدود رغم انه غالبا ما يتهم إسلام آباد بعدم بذل جهود كافية لمنع عناصر حركة طالبان الأفغان ومقاتلي «القاعدة» من العبور الى افغانستان.

وتتهم باكستان من جهتها كابل والقوات الدولية بالعجز عن إلحاق الهزيمة بطالبان أفغانستان وأنها وراء انكفاء هؤلاء الى الأراضي الباكستانية واعمال العنف التي تشهدها باكستان.