أمير الرياض يرأس اجتماع اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود

«أبراج الجامعة» باكورة المشروعات بتكلفة 500 مليون ريال

TT

رأس الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أول من أمس، الاجتماع الأول للجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود.

وناقش الاجتماع عدة موضوعات كان من بينها وثيقة الوقف التي أعدتها جامعة الملك سعود بالاستفادة من التجارب العالمية وبالتحديد من أحد الخبراء بجامعة هارفرد إلى جانب عرض المرحلة الأولى من برنامج (أوقاف الجامعة) الذي يطمح إلى أن يكون رافداً لموارد الجامعة المالية؛ وتمكين الجامعة من تحقيق المزيد من الإبداع والتميز في البحث والتطوير وبناء مجتمع المعرفة.

وقد بارك الأمير سلمان بن عبد العزيز برنامج (أوقاف الجامعة) وأثنى عليه وعده أحد البرامج الرائدة الإستراتيجية.

من جانب آخر أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان أن برنامج (أوقاف الجامعة) يأمل أن يكون لديه مبلغ 25 مليار دولار خلال 20 سنة قادمة بهدف تعزيز موارد الجامعة الذاتية، وتمويل برامج البحث والتطوير التقني، واستقطاب وتحفيز وتكريم الباحثين والمبدعين والموهوبين والمتميزين ورعايتهم، ودعم المستشفيات الجامعية في علاج الأمراض المزمنة، وتمويل معامل الجامعة الخارجية، وتعزيز أعمال البر والتكافل الاجتماعي ومساعدة الأيتام والأرامل من منسوبي الجامعة، وزيادة الاستفادة من موارد الجامعة.

وكشف أن جامعة الملك سعود تعكف حالياً على دراسة وتطوير عدة مشروعات في مواقع مختلفة تستهدف عدة شرائح، منها ما هو موجه لقطاع الأعمال، ومنها ما هو موجه للأبحاث والتطوير، ومنها ما هو ذو طابع خدمي صحي وآخر تجاري، مشيرا إلى أن قيمة تلك الأوقاف تقدر بنحو 25 مليار دولار. وأوضح أن باكورة تلك المشروعات عبارة عن وقف متعدد الاستخدامات باسم (أبراج الجامعة) تقدر تكاليفه بـ 500 مليون ريال على أرض تزيد مساحتها على 180 ألف متر مربع في موقع متميز في مدينة الرياض. ولم يخف أن الجامعة استطاعت حتى الآن جمع أكثر من 150 مليون ريال لهذا المشروع.

وأكد أن جامعة الملك سعود أدركت حاجة مجتمعنا الماسة إلى سلوك منهج علمي متميز في مجال التعليم العالي لمواجهة المتغيرات العالمية السريعة والعمل على تشجيع البحث العلمي والتعاون مع القطاع الصناعي والحكومي من خلال نهج إبداعي فكري وتقني ومنهجي، يمكن أن يستقطب أساتذة وطلاب قادرين على الأداء والابتكار في مجالات العلوم والتقنية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والتجارية والصناعية استجابة لمتطلبات التنمية وحاجات المملكة المستقبلية.

ورأى مدير جامعة الملك سعود أن إنشاء مشروعات متميزة تنتهج أفضل الأساليب المتطورة يتطلب رصد مبالغ كبيرة بصفة مستمرة حتى يكون لدى الجامعة نخبة من الأساتذة والطلبة وتتوفر لديها أيضاًَ أفضل المناهج والبرامج التعليمية كما الحال بالنسبة للجامعات العالمية المرموقة. وقال «إن رصد واستمرارية توفر المخصصات المالية اللازمة للجامعة يقوم بدور أساسي في مستوى التعليم وتخصصاته لتتمكن الجامعة من أداء رسالتها».

وكشف أن الجامعة بصدد تطوير خطة إستراتيجية للمشاريع التي تنوي تنفيذها داخل المدينة الجامعية وخارجها من خلال بناء شراكات استراتيجية مع مطورين متخصصين تسهم الجامعة بمواردها لدعم المشروعات فيما يتولى المطورون إنشاء تلك المشروعات المتوافقة مع احتياجات وخطط الجامعة بما يضيف قيمة نوعية للمدينة الجامعية وممتلكات الجامعة ويحقق عوائد مجزية تسهم بدعم أنشطة الجامعة.

وأشار الدكتور العثمان إلى أن برنامج الأوقاف يهدف إلى تعزيز الموارد المالية الذاتية للجامعة والمساهمة في الأنشطة التي تدعم البحث والتطوير أسوة بالجامعات العالمية المرموقة لتحفيز الإبداع والتميز، وتمويل برامج البحث والتطوير، وتعزيز اقتصاديات المعرفة لتحقيق التنمية المستدامة، واستقطاب الباحثين المتميزين والمبدعين والموهوبين ورعايتهم، وزيادة الاستفادة من موارد الجامعة البشرية وبنيتها التحتية، إضافة إلى دعم مستشفيات الجامعة في علاج الأمراض المزمنة، وتمويل معامل الجامعة الخارجية في كل من سنغافورة والصين وفرنسا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة وألمانيا، والقيام بأعمال البر الأخرى.

وبين أن الاستثمارات المستهدفة حاليا لخدمة برنامج أوقاف الجامعة تنقسم إلى مرحلتين قصيرة المدى أولاها تتمثل في تحديد مشروع أبراج الجامعة، فيما خصصت للمرحلة الثانية مساحة نصف مليون متر مربع باستثمارات تصل إلى نحو 3 مليارات ريال ضمن وادي الرياض للتقنية.

وقال «تلك استثمارات نوعية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات (اَي سي تي) حيث بدأ بالفعل في ذلك من خلال تحالف استثماري (كونسورتيوم) سوف يعلن عنها خلال الأشهر القليلة المقبلة».

وعبر عن تشرف البرنامج بلجنته العليا للأوقاف برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا للأوقاف التي تضم عددا من الأمراء ورجال المال والأعمال، مشيرا إلى أن جميع الأعضاء المشاركين في هذه اللجنة سبق أن تبرعوا للجامعة في برامجها التطويرية.

وأكد أن الجامعة حينما حددت الرقم 25 مليار دولار لم تفكر أن تجمعه في يوم وليلة إنما وضعت لها خطة طويلة المدى على مدار 20 سنة. وقال «حتى تكون جامعة الملك سعود رائدة ينبغي أن تكون ميزانيتها لا تقل عن 5 مليارات سنويا».

وأشار إلى أن الجامعة قامت بالتوقيع مع أكثر من 82 جامعة ومركز بحوث عالميا في أكثر من 13 دولة متقدمة إلى جانب الارتباط مع 14 عالما فائزا بجائزة نوبل وبباحثين متميزين مثل البروفسور مجدي يعقوب في مجال القلب والبروفسور كازانوفا من فرنسا. وأفاد أن حجر الأساس لأول برج من الوقف سيوضع في الأسبوع الأول من رمضان القادم، مفيدا أنه تم الحصول على 15 في المائة من التمويل في أول اجتماع.