ضغوط لترتيب لقاء بين أولمرت والأسد في باريس وبدء مفاوضات مباشرة

مصادر إسرائيلية: دور سورية الإيجابي في لبنان وفلسطين ومع حزب الله.. يفتح آفاقا للتوصل إلى اتفاق حول «شبعا»

TT

تمارس اسرائيل وفرنسا ضغوطا مكثفة على سورية لكي تنتقل بالمفاوضات غير المباشرة الدائرة في العاصمة التركية أنقرة الى مفاوضات مباشرة، افتتاح هذه المفاوضات بلقاء علني بين الرئيس السوري، بشار الأسد، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، يعقد في فرنسا باشراف الرئيس نيكولا ساركوزي.

وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أمس أن الموفدين الإسرائيليين إلى أنقرة، قدما اقتراحا بعقد لقاء بين أولمرت والأسد على هامش المؤتمر المزمع عقده في باريس الشهر المقبل، كبداية لانطلاق المفاوضات المباشرة العلنية. ودعا الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيرس، الرئيس السوري الى التجاوب مع هذا الاقتراح قائلا: «إذا كان الرئيس السوري جادا فعلا في التوجه نحو السلام، فعليه ان يقدم على خطوة درامية تكسر الحواجز النفسية بين الطرفين». واقترح ان تجرى المفاوضات اما في القدس او دمشق. وذكر بيرس بزيارة الرئيس المصري السابق، أنور السادات، الى اسرائيل في سنة 1977، وقال ان هذه الزيارة هي التي حطمت الحواجز النفسية التي سببتها الحرب في ذلك الوقت وأدت الى موافقة الاسرائيليين على التخلي عن سيناء والمستوطنات اليهودية فيها. وقال ان لقاء كهذا يمكن أن يعقد في اسرائيل أو في سورية، وليس بالضرورة في بلد أوروبي.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان أمس ان سورية واسرائيل اللتين اختتمتا محادثات سلام غير مباشرة تريدان مواصلة محادثاتهما واتفقتا على اللقاء بصورة دورية. وأفاد بيان الوزارة «جرت المحادثات في أجواء بناءة وايجابية». ويمثل إسرائيل في المحادثات مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي يورام طوبوبتش وشالوم ترجمان. والهدف من جلسة المفاوضات غير المباشرة هو إعداد أجندة عمل محتملة لاجتماع «مباشر» محتمل الشهر المقبل، حسب مصادر اسرائيلية. وكانت الجولة السابقة من محادثات السلام بين الطرفين انهارت في يناير (كانون الثاني) عام 2000 بسبب نزاع بشأن مستقبل مرتفعات الجولان السورية.

وأكدت مصادر اسرائيلية رفيعة، أمس، ان الرئيس ساركوزي يبذل جهودا كبيرة في هذا الاتجاه. وقد أرسل مبعوثين من طرفه الى سورية قابلا الرئيس الأسد وعرضا عليه الفكرة. وكان من المنتظر أن يستقبل ساركوزي، في ساعة متأخرة من مساء أمس، مبعوثين اسرائيليين في قصر الأليزيه، للتباحث في الموضوع. والمبعوثان الاسرائيليان هما المفاوضان الرئيسيان مع سورية، يورام طوبوبتش، مدير طاقم رئيس الوزراء، وشالوم تورجمان، المستشار السياسي. وأشادت مصادر اسرائيلية، أمس، بالدور الايجابي الذي تقوم به سورية هذه الأيام في المنطقة. واشارت الى ان سورية تساهم بشكل كبير في التوافق الداخلي في لبنان وتساهم في المفاوضات الجارية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني حول صفقة تبادل الأسرى. وبفضل جهودها أصبح قريبا جدا التوصل الى اتفاق يتم بموجبه اطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الخمسة، وفي مقدمتهم سمير قنطار، وعشر جثث لمقاتلين من حزب الله، مقابل الجنديين الاسرائيليين الأسيرين، ايهود غولدفاسر والداد ريجف. وقال والد الأسير ريجف، أمس، للاذاعة الاسرائيلية ان المفاوض الرئيسي باسم اسرائيل، عوفر ديكل، أبلغه قبل أسبوعين ان التوصل الى صفقة بات قريبا جدا.

وقالت هذه المصادر ان اسرائيل اقتنعت أخيرا بصدق حزب الله عندما أبلغها بأنه لم يستطع الحصول على معلومات جديدة حول مصير الطيار الاسرائيلي الأسير منذ 21 سنة، رون أراد، والذي كانت اسرائيل تصر على الحصول عليها كشرط لاطلاق سراح قنطار. ولكنها عندما اقتنعت بصدق حزب الله قررت اكمال الصفقة. وذكرت مصادر عسكرية ان الجيش يؤيد هذه الصفقة، لأنه باطلاق سراح قنطار لا تعود هناك ذريعة لدى حزب الله بأن يسعى لاختطاف جنود اسرائيليين.

وأضافت هذه المصادر ان دخول سورية الى خط المفوضات مع حزب الله فتح آفاقا واسعة للتوصل الى اتفاق حول مزارع شبعا وان اسرائيل وافقت على الانسحاب حتى آخر شبر منها، شرط أن يغلق عندها الملف اللبناني تماما ويتعهد حزب الله بوقف الحرب مع اسرائيل. كما أشارت هذه المصادر الى ان سورية تلعب دورا ايجابيا منذ أكثر من سنة في المفاوضات الجارية بين اسرائيل وحماس حول التهدئة. وقالت ان سورية نقلت الى اسرائيل مباشرة عدة رسائل من حماس.