مهرجان لتكريم منظمات وناشطين في مجال المجتمع المدني في كردستان

افتتحه نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم بكلمة أكد فيها التصدي للعنف ضد المرأة

TT

انطلقت في مدينة اربيل باقليم كردستان العراق صباح أمس فعاليات المهرجان الاول لتكريم المنظمات المدنية والشخصيات الناشطة الكردية الناشطة في مجال تكريس دعائم المجتمع المدني باقليم كردستان، وجرى خلال المهرجان الذي رعاه نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان تكريم سبع من المنظمات الكردية وثلاث من الشخصيات الاجتماعية التي كانت لها اسهامات فاعلة في مجال بناء المجتمع المدني في الاقليم خلال العام المنصرم.

وفي مستهل اعمال المهرجان الذي حضره عدد من وزراء الحكومة العراقية ونواب البرلمان العراقي وعدد من الدبلوماسيين الاجانب المعتمدين لدى حكومة الاقليم، افتتح بارزاني معرضا كبيرا ضم نتاجات ومطبوعات اكثر من 40 منظمة غير حكومية عاملة في مجال بناء المجتمع المدني في كردستان وبعدها القى كلمة مطولة اشاد فيها بدور منظمات المجتمع المدني في ارساء قواعد واسس المجتمع المدني المنشود في الاقليم، وقال «ان تكريم نخبة من المنظمات والشخصيات المتميزة يعني تكريم كل الجهات التي تعمل بعقول متفتحة وشعور عال بالمسؤولية لأداء المهام الملقاة على عاتقها في اقليم كردستان والعراق. وتابع يقول «ان حكومة الاقليم ملتزمة باسس العمل المشترك مع الشخصيات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية من اجل الارتقاء بالمستوى المعيشي والاجتماعي لسكان الاقليم وان الحكومة مقتنعة تماما بان اسهام هذه المنظمات في بناء المجتمع المدني ضرورة ملحة واساسية اذا ما ارادت الحكومة تحقيق النجاح في سعيها لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي وحر». وخاطب رئيس الحكومة رؤساء ومسؤولي تلك المنظمات قائلا «بوسع منظماتكم اداء المهام التي قد تعجز الحكومة ومؤسساتها عن القيام بها، وان منظماتكم قادرة على خلق بيئة نقية ومؤاتية لخلق مجتمع مدني متحضر». وأكد ان حكومته ستواصل دعمها اللامحدود لكل منظمات المجتمع المدني التي تمثل القطاع الثالث في المجتمع الى جانب القطاعين الخاص والعام، مؤكدا ان علاقات التعاون بين الحكومة مع القطاعات الثلاثة اثمرت عن بلورة وصياغة مسودة مشروع قانون المجتمع المدني في اقليم كردستان، الذي سيحال الى البرلمان لاقرارها قريبا، مشددا على اصرار حكومته لضمان حقوق المرأة الكردستانية قائلا «لا يحق لأي رجل مهما كان موقعه ان يلحق الاذى الجسدي بالمرأة في كردستان، وينبغي ان تتمتع المرأة بنفس حقوق الرجل في جميع مفاصل ومناحي الحياة»، مشيدا بجهود اللجنة العليا لحكومة الاقليم المكلفة مناهضة العنف ضد المرأة في الاقليم والتي قال ان جهودها اسفرت عن تقليص وتحجيم اعمال العنف الممارسة ضد النساء في كردستان بشكل ملموس خلال العام الحالي قياسا بالسنوات الماضية وفقا لآخر احصائية رسمية في هذا المضمار، وتابع «ان حكومة الاقليم تساند اية منظمة مدنية تعمل من اجل ضمان الحقوق المشروعة والمساواة بين الرجل والمرأة وتأمين حياة رغيدة لهما في المجتمع الكردستاني».

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» قال رئيس حكومة الاقليم «ان المجتمع الكردستاني صار يخطو باتجاه المجتمع المدني والدليل على ذلك هو الزيادة الملموسة في عدد منظمات المجتمع المدني ونوعية انشطتها ومن خلال تقييمي الشخصي لفعاليات تلك المنظمات حتى قبل انطلاق المهرجان استطيع الجزم بان هذه المنظمات بوسعها ممارسة دور فاعل وايجابي في جعل المجتمع الكردستاني اكثر مدنية وتحضرا، وستقدم حكومة الاقليم المزيد من الدعم لهذه المنظمات لاسيما بعد موافقة البرلمان الكردستاني على قانون المجتمع المدني».

من جهته، قال جورج منصور وزير الاقليم لشؤون المجتمع المدني «ان تنظيما مثل هذا المهرجان الذي هو الاول من نوعه يعكس مدى اهتمام حكومة الاقليم بالانشطة التي تظهر حالة التحضر والتمدن السائدة في المجتمع الكردستاني في جميع مجالات الحياة»، واضاف في كلمة له بالمناسبة ان وزارته تعمل بجد لدعم منظمات المجتمع المدني وتفعيل دورها في المجتمع الكردستاني في جميع المجالات، من خلال دعم شريحة الشباب التي تعتبر محرك المجتمع وخلق فرص العمل لها وحل مشاكلها الى جانب دعم الشريحة النسوية. وقال منصور وهو شخصية مسيحية مستقلة ويمثل قطاعا كبيرا من المواطنين المسيحيين في حكومة الاقليم في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» ان وزارته تنفذ عملا تكامليا مع منظمات المجتمع المدني في الاقليم، مؤكدا انها لا تتدخل مطلقا في شؤون تلك المنظمات او املاء ارادتها عليها بل تعمل معها من اجل تنظيم حركة هذه المنظمات في اقليم كردستان باعتبارها تحتاج الى المزيد من الدعم والمساندة.