إسرائيل: التهدئة بدأت.. وهنية: نقترب من نهاية ناجحة تبدأ من غزة وتنتهي في الضفة

حماس طلبت أسبوعين لإقناع التنظيمات المسلحة بالهدنة وإسرائيل طلبت تغيير اسم الاتفاق إلى «ترتيبات في غزة»

TT

وصلت المفاوضات التي تجريها حركة حماس مع اسرائيل، حول التهدئة ووقف النار بين الجانبين، برعاية مصرية الى نقطة حاسمة، ففيما أكدت اسرائيل ان التهدئة بدأت بالفعل منذ مساء السبت، قال اسماعيل هنية القيادي بحركة حماس، ان المحادثات في القاهرة تقترب من نهاية ناجحة، تحقق المطالب الفلسطينية. وأضاف بانها «تهدئة متزامنة ومتبادلة تبدأ بغزة ثم تنتقل الى الضفة الغربية». وتحدث مسؤول فلسطيني على دراية بجهود الوساطة المصرية عن صدور إعلان قريب جدا بشأن وقف اطلاق النار او فترة التهدئة. وقالت مصادر اسرائيلية مطلعة إن الاعلان الرسمي يحتاج الى أسبوعين اضافيين، لأن حماس طلبت هذه المدة لكي تستطيع السيطرة على التنظيمات المسلحة الأخرى المشاركة في اتفاق التهدئة. وقالت هذه المصادر ان اسرائيل طلبت ان يتم تغيير اسم الاتفاق من «تهدئة» الى «ترتيبات في غزة»، لأن التهدئة اسم منفر في اسرائيل ويلقى معارضة شديدة داخل الحكومة والمجتمع. وحسب هذه المصادر فإن اسرائيل تمتنع عن القيام بأي نشاط عسكري في قطاع غزة، بحرا وجوا وبرا، باستثناء حالة خطف جندي أو محاولة تنفيذ عملية عسكرية فلسطينية مفاجئة. وبالمقابل تمتنع حماس وجميع التنظيمات الفلسطينية المسلحة عن القيام بأية عملية عسكرية، لا قصف الصواريخ والقذائف المدفعية ولا العبوات الناسفة ولا أية عملية أخرى، طيلة ستة شهور قابلة للتمديد. وبالمقابل يتم فتح المعابر بين قطاع غزة واسرائيل وتمرير البضائع والمواد الغذائية والأدوية ومواد البناء وغيرها. أما معبر رفح فيعاد فتحه في المرحلة التالية، مع التقدم في مفاوضات تبادل الأسرى. وسيسافر عوفر ديكل، مسؤول ملف الأسرى الاسرائيلي، الى القاهرة ليبدأ المفاوضات غير المباشرة مع حماس حول الموضوع. وحسب المصدر الاسرائيلي فإن هناك تقدما أيضا في هذا الملف. وقال مارك ريجيف، المتحدث باسم اولمرت، «نعطي فرصة جادة للغاية لمبادرة المصريين. هذه هي النتيجة المفضلة من وجهة نظر الحكومة». لكن ريجيف كرر القول بأن الجيش الاسرائيلي يستعد في حالة فشل المسار المصري، وقال ان حكومته لن تتورع عن شن هجوم على غزة اذا اقتضت الضرورة ذلك بغض النظر عن المشاكل السياسية في الداخل. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الخلاف بين الموقف الإسرائيلي وموقف حماس تمحور حول اشتراط الإسرائيليين حل قضية الجندي شاليط مقابل فتح معبر رفح، واستطاع الوزير عمر سليمان أن يقنع الجانب الإسرائيلي بفصل قضية شاليط عن التهدئة، مع وعد بأن تكون هي القضية المحورية الأولى بعد إعلان التهدئة. كما أقنع سليمان وفد حماس بقبول فك الحصار تدريجيا وفقا لجدول زمني حيث تفتح أولا المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل وبعد ذلك يتم تشكيل لجنة من الجهات المعنية الموقعة على اتفاق 2005 لفتح معبر رفح في أسرع وقت ممكن.

وكانت هناك أيضا موضوعات خلافية أخرى منها رغبة حماس فك الحصار فورا بعد إعلان التهدئة في حين اشترطت إسرائيل فتح المعابر التي تربط قطاع غزة بإسرائيل لإدخال المواد الخام بعد ثلاثة أيام من التهدئة. كما تضمن موضوع التهريب نقاشات مهمة حيث طلبت إسرائيل أن تتعهد حماس وكذلك مصر بمنع التهريب. وقال هنية أمام حشد في غزة «المباحثات التي تجري في مصر بشأن التهدئة ستصل الى النهاية.. النهاية التي تأتي بما يشتهيه الشعب الفلسطيني من رفع الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان». وأضاف «نحن متمسكون بمطالبنا رفع الحصار فتح المعابر ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني.. تهدئة متزامنة ومتبادلة تبدأ بغزة ثم تنتقل الى الضفة الغربية». وبعد بضع ساعات قالت حماس التي سيطرت على قطاع غزة منذ عام انها اطلقت صاروخا على مدينة عسقلان الاسرائيلية ما ادى الى اصابة اسرائيلي بجروح طفيفة.

وغادر رئيس وفد حركة حماس الى المفاوضات القاهرة عائدا الى دمشق، من دون إعلان موقف نهائي للحركة من العرض الاسرائيلي الذي تسلمه المسؤولون المصريون الاسبوع الماضي. وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية ان وفد حماس في الخارج برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق غادر القاهـرة بعد ظهر أمس «عائدا الى دمشق» بعد زيارة التقى خلالها رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان وعددا آخر من المسؤولين المصرييــن.

واضافت الوكالة ان الوفد اطلع خلال اللقاء مع سليمان على «الرد الاسرائيلي بشأن جهود التهدئة التي تبذلها مصر بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وذلك تمهيدا لاعلان حركة حماس موقفها النهائي بهذا الصدد». ولم يغادر بعد وفد حماس الذي جاء من قطاع غزة وضم القيادي في الحركة خليل الحية. وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن من المتوقع أن يتم تطبيق اتفاق التهدئة في غضون أيام، بعد ان سلم مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان وفد حركة حماس ردوداً على التساؤلات التي طرحتها بشأن الجدول الزمني لمراحل التهدئة. وقال مسؤول رفيع المستوى من حركة حماس إن وفد الحركة سيعود إلى القاهرة اليوم أو غدا لتسليم المسؤولين المصريين رد الحركة النهائي على التهدئة، مؤكدا «أننا قريبون جدا من التوصل لاتفاق على التهدئة في قطاع غزة مع الإسرائيليين بجهود مصرية».