ألمانيا: روبوت يغوص تحت عمق 6000 متر

يعول عليه في البحث عن الذهب والبلاتين في قيعان المحيطات

TT

دشن معهد «جيومار» الألماني لعلوم البحار أول روبوت غواص من نوعه قادر على الغوص في المياه بعمق 6000 متر. ويرتبط الروبوت بالسفينة الأم «ماريا سانت ميريان» بواسطة كابل من الألياف الزجاجية يزيد طوله عن 6500 متر.

والغوص في أعماق المحيطات ليست الخصلة العالمية الوحيدة في روبوت «روف 6000ROV »، لأنه أسرع من أي روبوت آخر في الغوص. واستعرض المعهد في مدينة كيل(شمال) الروبوت أمام جمهرة من الصحافيين والمهتمين بينهم رئيس وزراء ولاية شليسفج هولشتاين بيتر هاري كارستنزن. وتم تقديم الروبوت أمس الاثنين كجهاز يعول عليه مستقبلا في البحث عن السفن والطائرات والمدن الغارقة، وفي أعمال البحث عن المعادن النادرة في قيعان البحار والمحيطات. وذكر كولن ديفي، رئيس مشروع «روف6000» أن ROVهي مختصرRemote Operating Vehicle.

ويبلغ وزن عربة الغوص الإلكترونية 3,5 طن، طولها 3,5 متر وعرضها2,4 متر. وتمت تجربة عربة الأعماق روف 6000 في اكتوبر 2007 في جنوب الأطلسي لسبر غور أسرار منطقة بركانية في قاع المحيط على عمق 4000 متر. واستخدم الروبوت تحت عمق 5000 متر لتصوير مناطق الملوحة الحامضية في أعماق بحر الشمال.

وتحدث ديفي عن مرحلة جديدة في تاريخ علم البحار تبدأ مع استخدام «روف 6000» لكشف الأعماق. وأوضح أن بلوغ هذا العمق تحت الماء يعني الكشف عن أسرار 90% من مياه المحيطات والبحار العميقة التي كان بلوغها على البشر مستعصيا. ويمكن أن يستخدم الروبوت في «خزن» ثاني أوكسيد الكربون في الأعماق، في كشف المزيد من أسرار البيئة الحيوية في الأعماق المظلمة أو في البحث عن المعادن الثمينة في القيعان.

ويستخدم الروبوت جهازا صوتيا لكشف بيئة قيعان البحار في الظلام بقطر 800 متر حوله، كما أنه مزود بكاميرات الرؤية في الظلام وإرسال الصور الواضحة إلى السفينة الأم بسرعة كبيرة. وزود المهندسون عربة الأعماق الإلكترونية بأجهزة لتحليل التربة والماء على غرار المركبات الفضائية التي هبطت على القمر. ويمكن في ضوء هذه التحليلات معرفة مدى تركيز المعادن الثمينة، وخصوصا الذهب والبلاتين، في قيعان البحار. وشهد العقد الأخير من السنين محاولات عديدة للكشف عن المعادن الثمينة في قيعان البحار واستثمارها. وساهم الجيولوجيون الألمان من دائرة العلوم الجيولوجية والمواد الاتحادية في هذه الأبحاث بالقرب من جزر فيجي ونيوزيلندا. ونجح الباحث الألماني اولريش شفارز ـ شامبرا، من الدائرة المذكورة، بتحليل المواد المستخلصة من قيعان المنطقة ونشر النتائج في نهاية الشهر الماضي. وذكر العالم الجيوكيمياوي شفارز ـ شامبرا أن نماذج الصخور من أعماق المحيط قرب جزر تونجا تحتوي على نسبة 45 مغم من الذهب لكل طن من الصخور، وتعتبر نسبة 2,5 مغم ذهب لكل طن من الصخور في الجبال كافية لاستثمار المنطقة كمنجم للذهب.