الجزائر: مسلحون سابقون يسعون للقاء مع رئيس الحكومة لعرض مشاكلهم

أحد منظمي اللقاء المرتقب: مستقبل العمل المسلح مسدود

TT

يسعى حوالي 300 عضو سابق في الجماعات الإسلامية المسلحة بالجزائر، إلى عقد اجتماع كبير ودعوة رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم لحضوره، ليستمع للائحة المطالب التي رفعوها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مطلع العام الجاري. ويعد جمال زواي، أحد التائبين عن الارهاب ممن ينشط ضمن الفريق الذي يتكفل بالتحضير للقاء الكبير، الذي يُفترضُ أن يقود أشغاله قادة مسلحون سابقا، على رأسهم مدني مزراق وأحمد بن عائشة ومصطفى كرطالي، وقياديون آخرون من تيار «الانقاذ» المسلح سابقاً. ويقول زواي، 36 سنة، في لقاء مع «الشرق الأوسط» بالعاصمة إنه مصمم على لقاء رئيس الحكومة «لأضعه أمام حقيقة يجهلها، مفادها أن غالبية من يسمون التائبين لا يملكون قوت أولادهم بسبب رفض المؤسسات والإدارات العمومية والخاصة، تشغيلهم بسبب ماضيهم في العمل المسلح». وأشار إلى أنه قدم أكثر من 20 طلبَ عملٍ في المدارس والشركات، في ولاية تبسة (600 كلم شرق العاصمة) ليشتغلَ حارساً ليلياً، لكن لم ترد عليه أية جهة بسبب سوابقه القضائية حيث أدانه القضاء غيابياً بتهمة الإرهاب خمس مرات، وحكم عليه في إحداها بالسجن مدى الحياة. وسلم زواي نفسه للسلطات عام 2004، بفضل وساطة قادتها عائلته مع الجيش. واستفاد من إلغاء المتابعة القضائية، لكن أحكامَ السجنِ لا زالت تصدر في صحيفة السوابق العدلية المطلوبة في أي جهة، في حال طلب عملا بها. وكان زواي عضوا في «كتيبة أم الكماكم» (نسبة إلى جبل بتبسة)، التابعة لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً. وغادر معاقل الجماعة نهائياً بدون علم قادتها، خوفاً من تعرضه للتصفية. ورغم أن حالته الاجتماعية متدهورة، فهو يعتقد أن العيشَ في المدينة أفضل بكثير من البقاء في الجبل.

ويذكر زواي الذي كان يكنى في معقل الإرهاب (أبو الهمام)، أن رفاقه في السلاح سابقا اتصلوا به عدة مرات بعد طلاقه مع الجماعة، لإقناعه بالعودة إلى العمل المسلح. وقال: «بلَغوني رسالة عن طريق شخص، تقول إن السلطات أخلفت بوعدها تجاهي وأنني أخطأت كثيرا عندما أعطيت ثقتي للمسؤولين المحليين بأن غادرت الجبل مقابل الحصول على سكن وشغل، وبالتالي فوجودي بينهم أفضل من بقائي متسولا في البلدة، حسب رسالتهم لكني لم أعر اهتماما لذلك». ويرى زواي أن مستقبل العمل المسلح مسدود، وأن انضمام «الجماعة السلفية» إلى القاعدة (مطلع عام 2007) خطأ كبير «لأن الانتقال من الاطار المحلي إلى النشاط خارج الحدود سيجلب ضغطا دوليا على الجماعة، وسيتضاعف التنسيق الأمني بين الدول المجاورة والقوى العظمى، ضدها وسيكون ذلك بداية نهايتها». ويعتقدُ عضو الجماعة الارهابية سابقاً، أن سقوط مدنيين في العمليات التفجيرية الانتحارية التي نفذها التنظيم «يؤثر كثيراً على مصداقيته لدى ما بقيَّ من أنصاره، وأتصور أن كثيراً من الجند متذمرون من اعتماد العمل الانتحاري أسلوبا في الصراع مع السلطات، لكنهم لا يجرؤون على الجهر بذلك خوفاً من تعرضهم لتهمة العمالة لمصالح الأمن».