أوباما يزور العراق وأفغانستان قبل الانتخابات.. ويضم مديرة حملة هيلاري إلى فريقه

ماكين يحذر الناخبين من الديمقراطيين وزيادة الضرائب والمرشح الديمقراطي يحذر النساء من الجمهوريين

اوباما وآل غور يلوحان لأنصارهما (أ.ب)
TT

أعلن المرشح الديمقراطي باراك أوباما، انه ينوي زيارة العراق وافغانستان قبل الانتخابات في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في محاولة لصد الهجمات المتكررة التي يشنها ضده منافسه الجمهوري جون ماكين، بخصوص مؤهلاته في السياسة الخارجية.

وقال أوباما، الذي انتقده ماكين لأنه زار العراق مرة واحدة فقط في يناير (كانون الثاني) 2006: «سندلي بإعلان حول ذلك لكني كما قلت، انني مهتم بزيارة العراق وافغانستان قبل الانتخابات».

الى ذلك، اعلن اوباما امس ضم باتي سوليس دويل مديرة حملة منافسته السابقة هيلاري كلينتون الى حملته، كرئيسة لفريق الموظفين ومستشارة له. وقال مصدر في حملة كلينتون طلب عدم ذكر اسمه، تعليقا على تأثير هذه التسمية على حظوظ هيلاري كلينتون في الترشح على تذكرة اوباما كنائبة للرئيس: «من المؤكد ان حظوظها في ان يكون اسمها على بطاقة اوباما باتت منعدمة». وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «اشك ان هيلاري هي التي اقترحت دويل عليه، خلال لقائهما في واشنطن كما اشار البعض، دويل أقيلت بعد انتخابات ايوا، حيث كان اداؤها سيئاً، ولا يمكن ان تقترح هيلاري شخصاً تسبب في هزيمتها في ايوا»، وأوضح المصدر قائلاً: «طبقاً لمعلوماتي لم تتصل هيلاري مع باتي بعد ايوا الا نادراً».

ووصفت واحدة من كبار ممولي حملة كلينتون تعيين دويل في فريق اوباما، بأنه «صفعة على الوجه» لكلينتون، وقالت سوسي تومبيكنس: «لماذا وضعوا شخصاً عديم الجدوى في هذا المنصب؟ إنه أمر محسوب من طرف فريق اوباما لإرسال رسالة مفادها بأنها (هيلاري) ليست على بطاقة الترشيح».

لكن مو اليثي المتحدث باسم حملة هيلاري كلينتون، حاول ان يعطي للأمر وجهة اخرى فقال: «ستكون باتي اضافة جديدة لحملة اوباما»، واضاف: «بعد حوالي عقدين من العمل السياسي، ستجلب معها كفاءات شبكة علاقات ستدعم كثيراً السيناتور اوباما.. لقد قالت السيناتور كلينتون ان علينا جميعاً ان نعمل من أجل انتخاب السيناتور أوباما رئيساً للولايات المتحدة».

وفي ولاية ميتشيغان، ظهر نائب الرئيس السابق آل غور لأول مرة في تجمع انتخابي مع اوباما، ليعلن تأييده للمرشح الديمقراطي، ودافع عن صغر سن اوباما وقلة خبراته، وقال: «لديه في الجانبين ما يكفي ليصبح رئيساً». وناشد آل غور ولأول مرة انصاره بالتبرع لصالح حملة اوباما. ووجه وابلاً من الاتهامات لادارة الرئيس جورج بوش، وقال: «حتى القطط والكلاب اصبحت تعرف اخطاء هذه الإدارة»، وذلك في إشارة الى مواد غذائية فاسدة للحيوانات الأليفة كانت استوردت من الصين. وتكثفت الحملة الكلامية بين المرشحين، فعاد المرشح الجمهوري الى التشديد على انتقاد اوباما لجهة ضعفه في السياسة الخارجية، وقال ماكين الذي قام بزيارة العراق ثماني مرات، ان ليس لديه شك في أن «زيادة القوات» في العراق تعطي نتائج وان مخططات اوباما لسحب العدد الأكبر من العناصر المحاربة من العراق، سيؤدي الى «فوضى وابادة». وأوضح امام صحافيين في فرجينيا «انني مقتنع بأننا على الطريق الصحيح للانتصار، وهذا الانتصار يعني عودة الاميركيين الى بلادهم، لكن بشرف الانتصار وليس بالهزيمة».

ورد اوباما الذي اعتبر زيارات ماكين الى العراق، محض دعائية، بأن الجبهة الفعلية لـ«الحرب على الارهاب» هي افغانستان، وان التدخل الاميركي في العراق كان «كارثة دبلوماسية ومالية».

وحذر أوباما النساء من ماكين الذي قام بحملة لاستقطاب اصوات النساء اللواتي خاب أملهن على اثر هزيمة كلينتون. وقال اوباما لشبكة اي.بي.سي التلفزيونية ان ماكين «لم يؤيد تقريبا كل الملفات التي تعتبر مهمة في نظر النساء». واضاف: «انتن تعرفن انه يدعم القضاة الذين يتراجعون عن قانون الاجهاض، وعارض التكافؤ على صعيد الرواتب»، مؤكدا ان ماكين «عارض جهودا لحماية النساء من بعض التمييز الذي يتعرضن له في اماكن العمل». وخلص الى القول «اعتقد ان هذه الحصيلة ليست جذابة للنساء».

وكثفت حملة اوباما ايضا انتقادها لماكين، وانتقد فريق علاقات المرشح الجمهوري بقطب نفط من تكساس يدعى كلايتون وليامز، كان اصدر تعليقات عام 1990 متهكمة وغير متعاطفة مع ضحايا الاغتصاب. وقال هاري سيفوغان الناطق باسم اوباما الى ان ماكين ألغى يوم الجمعة الماضي، حفلا لجمع الاموال في منزل وليامز، بعد التقارير الاعلامية حول تعليقات هذا الأخير عن الاغتصاب، لكنه رفض اعادة حوالي 300 الف دولار جمعها له.

كذلك هاجم ماكين اوباما في موضوع الضرائب، وبثت حملته اعلانا على نطاق واسع يقول: «هل ترغب في ان تربح 250 الف دولار في السنة؟ يجب ان تنتبه باراك اوباما يريد الزيادة في الضرائب على الدخل والتأمين الاجتماعي.. جون ماكين يريد خفض الضرائب على الاستثمار».

وقال ماكين إنه سيستعمل حق الفيتو الرئاسي، في حالة انتخابه، ضد اي قانون يزيد من الضرائب، وسيقلل الميزانية الفيدرالية (تعتمد أساساً على الضرائب). لكنه يقول في الوقت نفسه ان الكونغرس يجب ان يواصل تمويل الحرب في العراق التي فاقت تكلفتها حالياً 500 مليار دولار. في حين يدعو اوباما الى انهاء حرب العراق، من أجل توظيف تكاليفها في خلق وظائف جديدة وتمويل برامج حكومية لمساعدة الفقراء واصحاب الدخل المحدود. ويقول اوباما ايضاً ان الموارد يجب أن تأتي من رفع الضرائب على الشركات وزيادة الضرائب على اصحاب المداخيل المرتفعة، والكف عن سياسة الاعفاءات الضريبية على الاغنياء.