المتحدث باسم السيستاني ينفي وجود «قوائم المرجعية».. ومصادر تؤكد

التيار الصدري: أي فشل سيحسب على المرجع ومقلديه.. والمجلس الأعلى: نرحب بالمنافسين

TT

فيما تحدثت مصادر عراقية مطلعة عن قيام عدد من وكلاء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بإعداد قوائم انتخابية للمشاركة في الانتخابات المحلية المقبلة المزمع إجراؤها في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، نفى المتحدث الرسمي باسم السيستاني تلك الأنباء. وأبدى عراقيون تذمرهم من تدخل الاطراف الدينية في العملية السياسية وقالوا «لن نكرر خطأنا بانتخابهم مرة اخرى».

وكانت مصادر مقربة من علي الصافي، كبير وكلاء السيستاني في البصرة وعضو مجلس النواب السابق، قالت لـ«الشرق الاوسط» في وقت سابق ان وكلاء المرجع الشيعي في المحافظة أعدوا قائمة انتخابية للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، وان القائمة جاءت بعد سلسلة لقاءات تمت في جامع «الأبلة» الكبير ضمت أشخاصا وصفهم بالمستقلين الموالين للمرجعية من الحاصلين على شهادات جامعية.

غير ان حامد الخفاف، المتحدث الرسمي باسم السيستاني، نفى بشكل قاطع تشكيل المرجعية قوائم انتخابية. وقال الخفاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من بيروت إن «المرجعية على مسافة واحدة من الجميع وليس لها قوائم انتخابية».

من جهته، قال الشيخ حميد المعلة، القيادي البارز في المجلس الاعلى الاسلامي، أحد أبرز الاحزاب الشيعية في العراق إن هناك حديثا عن تشكيل قوائم تسمى بـ«قوائم المرجعية» في مناطق متعددة. وقال «نسمع وجود وكلاء للمرجعية يحاولون ان ينزلوا بقوائم يقولون انها قوائم المرجعية». غير ان المعلة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المرجعية «لم تصرح (بتشكيل قوائم خاصة بها) ولن تسمح بزج اسمها على شكل قائمة وبهذه الطريقة التي بدأنا نسمع بها مؤخرا». وأضاف «اعتقد انه أمر لا تعرفه المرجعية وهو أمر لم يصدر عن الوكلاء».

وأوضح المعلة لـ«الشرق الاوسط» أن «من حق المرجعية ان تشارك في العملية السياسية او توجه او ترشد العملية.. وان من وظائف المرجعية هي ارشاد الناس الى ما يهمهم ويصلح احوالهم وبالتأكيد باعتبار الانتخابات حقا مشروعا ومقدسا ويترتب عليه تشخيص قادة المجتمع، فهي أمر عظيم ومن حق المرجعية ان توجه الناس لها، وحسب الرعاية الابوية للمرجعية فانها تحث على الانتخابات ولكنها لا تقول انتخبوا فلانا، لكنها قد تشير او تلمح الى جهة ما، وفي الاغلب تترك الامر الى تشخيص الناس انفسهم».

وعند سؤاله حول مدى تأثير «قائمة المرجعية» على بقية القوائم الانتخابية المنافسة الاخرى ومدى النجاح الذي من الممكن ان تحققه في انتخابات مجالس المحافظات، قال المعلة ان المجلس الاعلى «ليس ضد اي مشارك يريد ان يدخل حلبة المنافسة وفقا للشروط القانونية الخاصة بقانون انتخاب مجالس المحافظات والمفوضية العليا المشرفة على الانتخابات». من جهته، اكد عقيل عبد الحسين عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري، أن «كلاما يدور في الأوساط العامة عن اشتراك بعض وكلاء المرجعيات في الانتخابات القادمة». وقال عبد الحسين لـ«الشرق الأوسط» ان «الوكلاء الاصليين للسيد السيستاني لا يمكنهم الاشتراك في الانتخابات لأن ذلك يعد نقطة تحول كبيرة في السياسة العراقية التي لن يدخل بها مرجع كبير كالسيستاني لأن أي فشل في العمل السياسي سيحسب على هذا المرجع ومقلديه في كل مكان». وأشار الى انه من الممكن ان يؤدي الوكلاء الاصليون دورا آخر كدعم بعض القوائم. وكان ثلاثة من وكلاء السيستاني قد شاركوا في الانتخابات النيابية الاولى التي اجريت في اوائل 2005 لانتخاب مجلس النواب العراقي المؤقت الذي أوكلت له مهمة كتابة الدستور العراقي الدائم. وانسحب هؤلاء من الانتخابات النيابية الثانية التي جرت في اواخر العام ذاته.

الى ذلك، أثارت تقارير مشاركة وكلاء المرجعيات في الانتخابات حفيظة عدد من العراقيين.

وقال خالد داود (40 عاما)، وهو من الناخبين الذين صوتوا لقائمة الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات البرلمانية السابقة، لـ«الشرق الاوسط»، «لن أكرر الخطأ الذي ارتكبته سابقا عندما أعطيت صوتي وأصوات عائلتي للاحزاب الدينية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الآن من فوضى وخراب وقلة فرص العمل وسوء الخدمات والفساد، هذه المرة الامر مختلف تماما سأمنحه لمن يستحقه من المستقلين الذين لا يرتبطون بحزب أو جهة معينة». ويرى الحاج خير الله الجندي، 66 عاما، ان التصويت في الانتخابات القادمة لنفس الاشخاص والاحزاب يعتبر «خيانة عظمى للعراق» لأنه وعلى حد تعبيره «لم يجلبوا لنا الخير وانما جلبوا معهم الصراعات واعمال العنف والفوضى والتفرقة والفقر والعوز وغيرها من السلبيات التي ألقت بظلالها على حياة الناس».