المرجعية والسياسة

TT

لم يكن للمرجعيات الشيعية دور بارز في العملية السياسية في العراق ابان النظام العراقي السابق، الذي قاد دولة علمانية لم يحظ العامل الديني فيها بدور بارز.

ومن المعروف ان هنالك أربعة مرجعيات شيعية عليا في العراق وعلى رأسهم آية الله علي السيستاني وكذلك محمد سعيد الحكيم ومحمد اسحاق الفياض وبشير النجفي. وظهر دور تلك المرجعيات الشيعية بشكل واضح للعيان في اعقاب الاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003، عندما حثت العراقيين على المشاركة في الانتخابات النيابية التي جرت بعد الغزو الاميركي للعراق. واظهر السيستاني دعمه لقائمة الائتلاف العراقي الموحد التي ضمت نخبة من ابرز الاحزاب الشيعية في العراق منها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية.

ويقول خبراء في شؤون المرجعيات انه يحق للمرجعيات المشاركة في العملية السياسية او التوجيه او الارشاد اليها. وشارك في الانتخابات النيابية الاولى التي جرت في يناير (كانون الثاني) 2005 ثلاثة من وكلاء السيستاني. ورشح هؤلاء الوكلاء وهم: علي الصافي في البصرة، واحمد الصافي في كربلاء وحبيب الخطيب في الكوت، انفسهم من خلال قائمة الائتلاف العراقي الموحد.

وقالت مصادر مقربة من ممثل للسيستاني لـ«الشرق الاوسط» إن مشاركة الوكلاء في الانتخابات النيابية الاولى جاءت لأهمية مجلس النواب الذي سيتم انتخابه لانه اضطلع بمهمة صياغة الدستور العراقي الدائم الذي «يرسم الهوية السياسية والاجتماعية والثقافية للشعب العراقي». ولم يشارك هؤلاء الوكلاء في الانتخابات النيابية الثانية التي جرت أواخر العام ذاته والتي أسفرت عن تشكيل مجلس النواب الدائم الحالي لانتفاء الحاجة باعتبار انه تمت صياغة الدستور. ويرجح مراقبون أن دخول الوكلاء في قائمة للمنافسة في الانتخابات المحلية المقبلة قد يأتي «لتقديم خدمات افضل للمواطنين» لاسيما مع الانتقادات الحادة التي وجهتها المرجعيات الى مجلس النواب العراقي والأحزاب السياسية، فضلا عن مجالس المحافظات بسبب تردي الخدمات وتدهور الوضع الأمني. وقال أحد ممثلي السيستاني في النجف إن النواب لم يقدموا شيئا يذكر للشعب العراقي، كما دعا آخر الى تقليل رواتبهم.

وتقول الدكتورة آمال كاشف الغطاء لـ«الشرق الاوسط» رئيسة مركز الثقلين للدراسات الاستراتيجية، وعضو سابق في مجلس النواب، إن للمرجعيات دورا تاريخيا في العملية السياسية في العراق لاسيما في العهد المالكي. وأضافت كاشف الغطاء أنه يحق للمرجعيات المشاركة في العملية السياسية «لكن السيد السيستاني لا يريد ان يزج نفسه في موضوع السياسة ونسمع منه ان السياسة يجب ان يمارسها السياسيون، والمراجع يقيمون أعمال السياسيين».