مصر: المرحلة الأولى للتهدئة تصبح سارية المفعول ابتداء من الساعة 6 صباح غد

أبوهاشم والحية سلما رد حماس والقاهرة تأمل التزام الطرفين مؤكدة استمرار جهودها لتنفيذ باقي المراحل

TT

أعلنت مصر أمس، أن الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) وافقا على المرحلة الأولى للتهدئة، على أن يبدأ تنفيذها اعتباراً من الساعة السادسة من صباح غد. وصرح مصدر مصري رفيع المستوى «أنه في إطار الجهود المصرية المتواصلة لدعم القضية الفلسطينية وفى ضوء الرؤية المتكاملة التي طرحتها مصر لمعالجة الوضع الراهن، وافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على المرحلة الأولى من هذه الرؤية، والمتمثلة في بدء تهدئة متبادلة ومتزامنة في قطاع غزة أولا اعتباراً من الساعة السادسة صباح الخميس الموافق 19/6/2008».

وأكد المصدر «أن مصر تأمل بالتزام الجانبين ببذل كل الجهد لإنجاح التهدئة، وتؤكد مواصلة جهودها مع الأطراف المعنية حتى يتم تنفيذ باقي مراحل الرؤية المصرية».

إلى ذلك قالت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة لـ«الشرق الأوسط»: «إن حركة حماس سلمت مصر اليوم (أمس) ردها النهائي على مشروع التهدئة فى قطاع غزة»، وأضافت المصادر «أن مصر ستقوم بإطلاع الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وقيادات التنظيمات والفصائل الفلسطينية على مشروع التهدئة الذى تم التوصل إليه».

وكان كل من جمال أبو هاشم، وخليل الحية، عضوا القيادة السياسية لحركة حماس، قد عادا إلى القاهرة أمس بعد زيارة لدمشق ضمن وفد حماس، الذي كان يزور القاهرة قبل يومين برئاسة الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفد حماس عقد اجتماعا مطولا في دمشق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وباقي أعضاء المكتب امتد حتى ساعات الفجر الأولى من يوم أمس انتهوا فيه إلى الموافقة على العرض الإسرائيلي للتهدئة الذي نقله لهم الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عندما التقى معهم صباح يوم السبت الماضي في القاهرة. من جانبه أكد المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، أن اتفاق التهدئة يتضمن وقفا متبادلا لإطلاق النار ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وفتح المعابر وفق آليات محددة، في ما شدد على أن مشروع الاتفاق بشكل عام يفصل بين قضيتي التهدئة، والجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن قضية شاليط ستكون محل حوار منفصل تجريه القاهرة مع كل من حماس وإسرائيل قريباً.

وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن المرحلة الأولى تشمل وقف إطلاق النار بين الجانبين، يعقبه بيوم أو يومين فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة لمدة أسبوع، على أن يتزامن تنفيذ المرحلة الأولى مع بدء حوار غير مباشر بالقاهرة حول شليط، وإذا حدث تقدم في هذه المفاوضات تبدأ المرحلة الثانية من التهدئة وتشمل فتحا جزئيا لمعبر رفح لـ(يوم أو يومين من كل أسبوع)، وزيادة المواد الغذائية والسلع التي ستدخل إلى قطاع غزة.

وتابع المصدر قائلاً «أما إذا تم التوصل لاتفاق نهائي في قضية شليط، فسيبدأ تنفيذ المرحلة الثالثة والنهائية من التهدئة التي تشمل فتح معبر رفح على مدار الساعة، وفقاً لاتفاق المعابر 2005، ورفع الحصار تماماً عن غزة».

من ناحية أخرى، علمت «الشرق الأوسط»، أن القاهرة ستستضيف حواراً فلسطينياً ـ فلسطينياً تحت مظلة جامعة الدول العربية بعد نحو 3 أسابيع، وأنه حال نجاح الحوار الذي اقترحت مصر ضم بعض الدول العربية إليه، ستتشكل لجنة عربية تقوم بالذهاب إلى غزة للإشراف على تسليم المقار الأمنية للسلطة الفلسطينية.

وقال قيادي في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» إن مصر والدول العربية التي قد تشارك في جلسات الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، ستُفَاجَأ بموقف حماس الذي سيكون مرناً أكثر مما يتصوره الجميع، ـ على حد تعبير القيادي الحمساوي ـ، الذي أكد أيضاً أن الحركة في سبيل إنجاح الحوار ربما تذهب في موقفها إلى حد القبول بحكومة يرأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) نفسه».