السلطة ستتوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان وواشنطن تمارس ضغوطا لمنع انعقاد الجلسة

عريقات: لماذا لا يلزم الأميركيون إسرائيل بوقفها وهم قادرون على ذلك

TT

قررت السلطة الفلسطينية اللجوء لمجلس الامن، لاستصدار قرار يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وتحديدا في القدس التي تطالب بها السلطة عاصمة لدولة فلسطين. وهو ما اغضب الحكومة الاسرائيلية التي تلقت بحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» تطمينات من الادارة الاميركية بأنها ستضغط على الأمم المتحدة لمنع عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يبحث قضية المستوطنات. ونقلت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، للرئيس الفلسطيني محمود عباس احتجاج الولايات المتحدة على التوجه الفلسطيني، مطالبة بالتراجع عنها. وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير «ان رايس انتقدت هذا التوجه، ولكننا قلنا لها، عندما توقف إسرائيل الاستيطان فإننا لن نتوجه إلى مجلس الأمن». وأضاف «إن الأميركيين يدركون ويعرفون ويقولون ان الاستيطان هو عقبة كأداء أمام عملية السلام». وتساءل «لماذا لا يلزم الأميركيون إسرائيل بوقف الاستيطان وهم يستطيعون القيام بذلك ان أرادوا». ووصلت الخلافات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الى أسوأ مراحلها منذ اطلاق المفاوضات النهائية، بعد مؤتمر أنابوليس للسلام، وذلك اثر تأكيدات اسرائيلية على لسان رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بأن الاستيطان في القدس سيتواصل وأنها ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية. واتهم عريقات اسرائيل بالابتعاد عن مرجعيات الاتفاقات الموقعة، وخريطة الطريق، ورؤية الرئيس جورج بوش والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. وقال للإذاعة الرسمية الفلسطينية ان ذلك هو سبب فشل التوصل الى اتفاق حتى الآن. وجدد عريقات «استحالة الموافقة الفلسطينية على استثناء القدس من اتفاق حل الدولتين في مراحله الأولى، وذلك ردا على اقتراح اسرائيلي بعقد اتفاق حتى نهاية العام الحالي يستثني القدس».

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد ردت على الاقتراح الاسرائيلي اول من امس، بلهجة حادة قائلة ان لا سلام بدون «القدس العربية المحتلة» واصفة عملية السلام بأنها «تحتضر». وقال عريقات «ان من يقرر مستقبل القدس هم أبناؤها وتاريخها وحضارتها وثقافتها ودينها، وكل ما ينشأ على الأرض لا يخلق حقا أو ينشئ التزاما». وأضاف «إن إسرائيل تقوض باستيطانها وتصريحاتها عملية السلام ».

وشكك عريقات في صحة كلام منقول عن رايس وهي في طريقها إلى لبنان حول «وفاة مؤتمر انابوليس». وقال «لا اعتقد أن هذه الأنباء صحيحة، لأنها تكلمت معنا بطريقة مختلفة تماما. وقالت أكثر من مرة أنها والرئيس بوش يسعيان للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي قبل نهاية العام الحالي، وأكدت التصميم على العودة مرة، ومرة أخرى حتى نصل إلى اتفاق». واستدرك يقول «إذا صحت التقارير فان ذلك يعني أن الإدارة الأميركية أدركت أن إسرائيل غير جاهزة لمتطلبات السلام».