الخصومات اخترقت العائلات المتزاوجة والعصبيات حولت الأحياء إلى خطوط تماس

«الشرق الأوسط» ترسم «خريطة اجتماعية» لبلدتي سعدنايل وتعلبايا

TT

تتمركز بلدتا سعدنايل وتعلبايا في نقطة استراتيجية مهمة في منطقة البقاع الاوسط على طريق شتورا ـ بعلبك، وتقعان بين مدينتي زحلة وشتورا. سعدنايل التي يتجاوز عدد سكانها العشرة آلاف نسمة تعتبر مركز ثقل الموالاة في المنطقة فرغم انتساب عدد قليل من اهاليها إلى حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي (المواليين لسورية) وحدها صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيس كتلة تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، والرئيس فؤاد السنيورة ترفع في شوارعها.

وتتجاور بلدة تعلبايا لجهة شتورا والتي يبلغ عدد سكانها من الناخبين السنة والمسيحيين حوالي ثلاثة آلاف مسجلين على لوائح الشطب. لكنها شهدت في اواخر السبعينات هجرة اليها من مناطق قمّل، التويتي حزرتا، مناطق بعلبك، البقاع الغربي، فاصبح عدد سكانها يتجاوز الـ 12 الف نسمة بمن فيهم الوافدون من هذه المناطق. وتتجاور تعلبايا مع بلدة جلالا التي يسكنها آل زعيتر الذين وفدوا من مناطق بعلبك، ما احدث فرزا سكانيا حول البلدة الواحدة الى احياء منها شارع الاستقلال وشارع الوحدة.

شارع الوحدة الذي يبعد عن الطريق الدولية عند مدخل سعدنايل من تعلبايا ويقع على مقربة من المدافن المسيحية والاسلامية تحول الى خطوط تماس وهو يشهد توترا ليلا شبه دائم ويهدأ نهارا عندما يتدخل الجيش اللبناني بقواه العسكرية المؤللة مما جعل من المنطقة والمنطقة المحاذية لها على الطريق الدولية امتدادا من طرف شتورا حتى اطراف زحلة (لمسافة 3 كلم) منطقة توتر شبه دائم تقطع خلاله الطريق الدولية والحواجز الطيارة وعمليات التفتيش والتدقيق بالهويات.

والحال ان الطريق الدولية تتحول في كل مناسبة امنية متوترة هدفا لاطلاق النار والقنص ولم تنفع محاولات التهدئة التي يقوم بها الجيش اللبناني بالتراضي بين ابناء المنطقة اذ لا تلبث الهدنة الامنية ان تسقط بعد ساعتين او ساعة ونصف من التوصل عليها لتصبح المنطقة مسرحا للاشتباكات بمختلف انواع الاسلحة، فالطرفان مسلحان ويتراشقان بمختلف انواع الاسلحة عند اول انتكاسة ولم تنفع بينهما صلات القربى والرحم حيث هناك اكثر من مائة زيجة سنية ـ شيعية، وشيعية ـ سنية.

وبالرغم من الاحداث المؤلمة وخطوط التماس في اكثر من شارع في تعلبايا لم يحدث حتى الان اي تغيير ديمغرافي، فالكل على موقفه والحل الاوحد هو للسلاح ما لم تنفع المعالجات الامنية ويتفق السياسيون.

وكان الوضع الامني قد تفجر ليل امس الاول على محاور سعدنايل ـ تعلبايا بمختلف انواع الاسلحة والقذائف الصاروخية والرشاشة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الـ«ب 7» ولم تصمد هدنة تقررت ليلا لاكثر من ساعة ونصف الساعة ليعاود المسلحون نشاطهم حتى الخامسة والنصف فجرا ليعود الجيش اللبناني ويتدخل بعدها بقوة بالاليات والدبابات العسكرية وفوج المجوقل والمغاوير ففرض هدنة امنية ساد الهدوء الحذر من بعدها وفتحت الطرق بجميع الاتجاهات بما فيها الطريق الدولية التي قطعت عند محاور بلدتي بر الياس المرج وطريق شتورا ـ بعلبك التي قطعت في منطقة سعدنايل.