كشف النقاب في تل أبيب أمس، ان حزب الله سيسلم اسرائيل تقريرا عن جهوده لتحصيل معلومات حول مصير الطيار الاسرائيلي المفقود رون أراد، قبل إتمام صفقة تبادل الأسرى الجديدة معه.
وقال مصدر اسرائيلي رفيع، ان حزب الله كان قد تعهد خلال صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع اسرائيل (سنة 2004)، ببذل جهود غير عادية للحصول على معلومات تساعد على معرفة مصير الطيار الاسرائيلي رون أراد، الذي وقع في أسر حركة «أمل» في لبنان ثم تسلمه الايرانيون واختفت آثاره. وفي حينه وعدت اسرائيل بالمقابل بإطلاق سراح أحد أقدم الأسرى العرب في السجون الاسرائيلية، اللبناني سمير قنطار. وقد أبلغ حزب الله اسرائيل بأنه فشل في تحصيل معلومات جديدة. وخلال المفاوضات الأخيرة لصفقة تبادل أسرى، التي من المفترض ان يتم فيها اطلاق سراح الجنديين الأسيرين، ايهود غولدفاسر والداد ريجف، اتفق على أن يقدم حزب الله تقريرا خطيا يفصل فيه ماهية الجهود التي بذلها، ليثبت انها كانت جهودا صادقة ومخلصة، بحسب تعبير الناطق الاسرائيلي. ويتواجد المفاوض الاسرائيلي الأساسي حول ملف الأسرى، عوفر ديكل، في ألمانيا حاليا بانتظار الحصول على التقرير حتى يطرحه على الطاقم الخاص بمتابعة قضية الأسرى في الحكومة الاسرائيلية ويرئسه رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، شخصيا. والغرض من هذا التقرير هو ايجاد التبرير الاسرائيلي الداخلي لاطلاق سراح سمير قنطار. فحسب المعلومات المتوفرة عن الصفقة، سيتم اطلاق سراح غولد فاسر وريجف مقابل قنطار وأربعة أسرى من حزب الله وعشر جثث لشهداء حزب الله. كما ستسلم اسرائيل لحزب الله خريطة ألغام في الجنوب اللبناني. وبسبب فشل حزب الله في جلب معلومات عن أراد، أصرت اسرائيل على ان لا تتضمن الصفقة اطلاق سراح أي أسير فلسطيني.
وكان أولمرت قد دعا عائلة الطيار الأسير الى مكتبه، أمس، لكي يعتذر لأفرادها عن اضطراره لإطلاق سراح سمير قنطار، بالرغم من ان حزب الله لم يجلب معلومات اضافية عن مصير ابنهم. ولكن عائلة أراد رفضت الاستجابة للدعوى وقال ناطق عنها: «لا نريد أن نسمع منه شيئا. فقد أهمل قضية ابننا ولن نتعاون معه في التغطية على تقصيره تجاه طيار أسير». وتجدر الاشارة الى ان المعلومات الاسرائيلية تفيد بأن الصفقة لم تنجز بعد وقد تستغرق عدة أيام أو عدة أسابيع.
وفي لبنان، اكد النائب ميشال عون الحليف حزب الله ان صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب الله على وشك الانجاز. وقال عون للصحافيين: «نعرف ان ملف الاسرى قيد الانجاز والاتفاق على اطلاق سراحهم»، لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
كذلك، قال الياس صباغ محامي القنطار لراديو الجيش الاسرائيلي امس ان كل المؤشرات تشير الى قرب التوصل لاتفاق ولكنه حذر قائلا انه لم يسمع أي شيء رسمي بعد.