مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»: تحرك واشنطن لحل قضية مزارع شبعا بدأت بمبادرة مصرية

TT

كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تفاصيل تحريك ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ـ وهما المنطقتان القابعتان تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى الآن ـ باتجاه الحل، ودور كل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ونظيرها المصري أحمد أبو الغيط في ذلك.

وبحسب المصادر فإن أولى خطوات الطريق إلى الحل بدأت بحديث وزير الخارجية المصري مع رايس خلال زيارته لواشنطن في شهر أبريل (نيسان) الماضي أي قبل اتفاق الدوحة، وأثناء ذلك قال أبو الغيط لرايس «حل قضية مزارع شبعا سيساهم في انفراج أزمة لبنان»، فسألته رايس: «ما هو الجديد»؟ فرد قائلا «ينبغي على إسرائيل أن تعيد مزارع شبعا كي يكتمل السلام مع لبنان بعد خروجها من الجنوب، ومصر ترى أهمية تسليم إسرائيل هذه الأراضي المحتلة إلى الأمم المتحدة بصرف النظر عن ملكيتها إلى لبنان أو سورية». واتفق أبو الغيط مع رايس على استمرار المسعى والجهد دون إعلان عن التحرك في هذا الموضوع.

وأشارت المصادر إلى «أن لقاء أبو الغيط ورايس في واشنطن تبعه بعد أسبوع لقاء آخر جمع وزير الخارجية المصري ببعض السفراء الأوروبيين حول نفس الموضوع، كما تم فتح الملف مرة أخرى أثناء زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لمنتجع شرم الشيخ حيث ذكّر أبو الغيط، رايس بموضوع مزارع شبعا.ولفتت المصادر إلى أن أبو الغيط وجه رسائل شفهية إلى عشرة وزراء خارجية في أوروبا عقب اتفاق الدوحة. ثم كرر أبو الغيط مسعاه خلال انعقاد الاجتماع الاوروبي ـ المتوسطي في الجزائر مطلع الشهر الحالي خاصة مع وزيري خارجية فرنسا وإسبانيا. وبحسب المصادر فإن وزير الخارجية المصري لمس تجاوبا وقبولا لمنطق جلاء إسرائيل عن مزارع شبعا وكفرشوبا وضرورة تسليمهما إلى الأمم المتحدة.. وتساءل الوزيران حول فرص تجاوب إسرائيل.. لتتجه الأنظار مرة أخرى إلى وزيرة الخارجية الأميركية لإقناع إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي اللبنانية.

وكشفت المصادر عن أن قضية مزارع شبعا وكفرشوبا كانت على طاولة حديث الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني خلال لقائيه معهما على هامش مشاركته في الاجتماع الأخير لقمة الفاو في روما، وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الفرنسي أعرب عن اتفاقه التام مع النهج المصري، ووعد ببذل جهد في هذا الأمر، كما أبدى برلسكوني ترحيبه بالطرح المصري.