جولتا تفاوض جديدتان في يوليو.. والأسد «على الطاولة نفسها» مع أولمرت في قمة باريس

مصادر إسرائيلية: المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية تنتقل إلى البحث في المضامين

TT

اتفقت سورية واسرائيل على الارتقاء في المفاوضات غير المباشرة بينهما، من البحث في الأمور التقنية حول أسلوب المفاوضات الى البحث في المضامين. وأعرب الاسرائيليون عن اعتقادهم بأنه في غضون أقل من شهر، يحتمل أن تصبح المفاوضات مباشرة. وعلى الرغم من النفي السوري، مازال الاسرائيليون مقتنعين بإمكانية نجاح الجهود الفرنسية لاجراء لقاء قمة بين الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت.

وكانت جلسات المفاوضات الأخيرة التي تمت في نهاية الأسبوع واستمرت حتى أول من أمس في اسطنبول قد انتهت باتفاق الطرفين على تحديد موعدين قريبين لاستمرار المفاوضات وبدء الخوض في القضايا الكبيرة التفاوضية، مثل الحدود والأمن والمياه والعلاقات المستقبلية ووضعية هضبة الجولان بعد نقلها الى السيادة السورية وغيرها.

وبحسب هذه المصادر، فقد طلب الوسيط التركي من الحكومة السورية أن ترفع المستوى التمثيلي للمفاوضين ليصبح بمستوى الوفد الاسرائيلي، من الناحية الوظيفية أو تطعيم المفاوضين بوزير من كل طرف. ولكن الحكومة الاسرائيلية تطمح بإعطاء زخم أكبر للمفاوضات، بحيث يعقد لقاء قمة قريب بين الأسد وأولمرت.

وقال مصدر اسرائيلي مقرب من المفاوضين، توربوبتش وتورجمان أمس في باريس، ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يسعى لعقد لقاء كهذا في 13 يوليو خلال مؤتمر دولي في باريس وان كلا من أولمرت والأسد وافقا على حضور المؤتمر وان الجهود مستمرة لإقناع الأسد بالموافقة على لقاء. وعلى المستوى التركي، اعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان ان الجانبين الاسرائيلي والسوري خرجا «مرتاحين للغاية» من سلسلة المحادثات غير المباشرة الجارية بينهما برعاية تركيا على ان تعقد جولتان جديدتان في يوليو.

وقال باباجان خلال مؤتمر صحافي في لوكسمبورغ بعد اجتماع مع مسؤولين اوروبيين «الأهم اننا حددنا تاريخا للاجتماعين المقبلين في شهر يوليو وخرج الطرفان من هذه المفاوضات (غير المباشرة) مرتاحين للغاية من المنحى الذي اتخذته» بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف «تطرقنا الى تفاصيل معقدة الى حد ما»، بدون ان يحددها.

وأوضح «المواضيع المطروحة حساسة لدى الرأي العام في البلدين ويجب ان تعالج بالدقة اللازمة».

وفي باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير امام النواب، ان الرئيس السوري بشار الاسد سيشارك «على الطاولة نفسها» مع الاسرائيليين في القمة التي ستطلق في 13 يوليو في باريس «الاتحاد من اجل المتوسط».

وقال كوشنير «ان الرئيس السوري سيكون هنا على الطاولة نفسها مع الرئيس الاسرائيلي»، بدون مزيد من التوضيحات.

ولم تؤكد سورية رسميا بعد حضور الاسد. وحتى الان تم الحديث عن مجيء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لكن لم يشر الى مشاركة الرئيس شيمعون بيريز.

واضاف كوشنير «تمت دعوة كل الدول وجميع رؤساء الدول»، في اشارة الى القمة التي ستطلق الاتحاد من اجل المتوسط والتي تعني 43 دولة اوروبية ومتوسطية.

وتابع الوزير الفرنسي خلال جلسة مساءلة في البرلمان ان «العقيد (معمر) القذافي لم يعرب عن رغبته بالمجيء حتى انه رفض (الامر) حتى الان».

وأكد كوشنير ان «الاخرين سيكونون هنا»، مضيفا ان «الرئيس السوري سيكون هنا في هذا اليوم. نأمل طبعا ان يتحدث الناس في ما بينهم».

وقال ايضا «حتى الان، لايزالون يتخذون مواقف عدائية احيانا الواحد من الاخر، لكن المرحلة جيدة لأننا شهدنا اخيرا انتخاب رئيس لبناني، وهذا الأمر تحقق بفضل السوريين خصوصا، اضافة الى اعلان (موضوع) المفاوضات بين الاسرائيليين والسوريين».

واضاف كوشنير «نرحب بان يتكلم السوريون مع الاسرائيليين. في ذلك اليوم (13 يوليو) سيكون ممكنا ان يتم الامر اذا ارادوا». واوضح انه سيستقبل نظيره السوري وليد المعلم في الرابع من يوليو «تحضيرا لذلك».

وفي دمشق، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده ساهمت بقوة في إنجاح اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيزور العاصمة الفرنسية باريس مطلع يوليو المقبل تحضيرا لزيارة محتملة للأسد لفرنسا في وقت لاحق من الشهر نفسه.

واعتبر المعلم أن إصرار سورية على نجاح اتفاق الدوحة جاء لعدة اعتبارات، منها اهتمامها باستقرار لبنان، وضرورة اتفاق اللبنانيين فيما بينهم «وتقدير سورية لدولة قطر ومواقفها الداعمة لسورية في معظم الأحداث والمواقف التي جرت في المنطقة في السنوات الأخيرة».

وعن مفاوضات السلام غير المباشرة التي اختتمت جولتها الثانية أمس بين إسرائيل وسورية في اسطنبول، قال المعلم إن هذا الموضوع «يحتاج إلى ناحيتين أساسيتين من الجانب الإسرائيلي، أولاً الجديّة، وثانياً قدرة الحكومة الإسرائيلية على الوفاء بالتزاماتها».

وقال نواب في مجلس الشعب السوري (البرلمان) لوكالة الأنباء الألمانية إن المعلم أكد، خلال عرض سياسي شامل قدمه مساء أمس الاثنين في المجلس، أن «بعض الدول الأوروبية كانت قدمت مبادرات باتجاه سورية من أجل الشروع في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بالتزامن مع تركيا أو قبلها بفترة قصيرة، ولكن سورية كنوع من الوفاء منها لتركيا فضلت أن تكون الوساطة عبر تركيا كبلد جار وصديق».

وأوضح أن إسبانيا وألمانيا كانتا قد أعربتا عن استعدادهما لـ«رعاية مفاوضات غير مباشرة بين سورية وإسرائيل لكن الخيار السوري كان تجاه تركيا».

واعتبر المعلم في حديثه أمام أعضاء البرلمان أنه «إذا كانت إسرائيل تريد اللعب على عامل الزمن من خلال هذه المفاوضات غير المباشرة، فإن السوريين أيضاً يجيدون استثمار لعبة الوقت».

وأضاف المعلم أن «الترتيبات الأمنية لن تكون على حساب طرف دون آخر مع إسرائيل، بل ستكون متبادلة».

وأعلن أنه يعتزم زيارة العاصمة الفرنسية باريس يومي الثالث والرابع من يوليو المقبل «في إطار التشاور مع العاصمة الفرنسية في عدة قضايا مطروحة في المنطقة، وكذلك في العلاقات الثنائية والتباحث في مشروع الاتحاد المتوسطي».

كما سيبحث الوزير السوري مع المسؤولين الفرنسيين ترتيبات الزيارة المحتملة للرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا واجتماعات زعماء حوض المتوسط .

وكانت مصادر متطابقة سورية وفرنسية قد كشفت عن أن دمشق أعطت إشارات إيجابية بخصوص تعيين سفير لها في باريس، خاصة بعد زيارة موفدين فرنسيين إلى سورية مطلع الأسبوع الجاري ولقائهما الرئيس الأسد. وقالت المصادر إنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك سفير سوري في باريس قبل زيارة الأسد المرتقبة .