العاهل الأردني يؤكد ضرورة خروج الشرق الأوسط من دائرة الخطر

سجال بين عمرو موسى وبيريس حول السلام

TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة أن يخرج الشرق الأوسط من دائرة الخطر. وقال إن الخطوة الأهم في هذا الاتجاه هي تحقيق السلام من خلال إيجاد تسويةً شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي.

وأضاف العاهل الأردني فى كلمته أمام المؤتمر الرابع للحائزين على نوبل فى مدينة البتراء الأثرية «سيكون من الخطأ الكبير تفويت الفرص المتاحة هذا العام لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل آمنة ومعترف بها في منطقة موحدة تنعم بالسلام، لذلك، فإن العمل باتجاه تحقيق السلام والتقدم، يجب أن يحظى بدعمنا بصورة كاملة».

وأضاف «ان العملية السياسية العالمية ليست المنبر الوحيد للتغيير، ففي الوقت الذي تركّز فيه العناوين الرئيسية للأخبار في أيامنا هذه على النزاع والجدال، يبقى الجانب الفعلي الجدير باهتمامنا هو الحاجة إلى تغيير حياة الناس على الأرض». من جهة أخرى نشب سجال أمس بين الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، حول نوايا الجانبين في إحلال السلام، وذلك خلال إحدى جلسات مؤتمر الحائزين جائزة نوبل، المنعقد في مدينة البتراء الأردنية الاثرية.

فبعد أن تحدث بيريس عما وصفه برغبة إسرائيل في بناء سلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، ظهرت ملامح الغضب على وجه موسى، ثم غادر القاعة فتبعه وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير، وعاد الرجلان بعد دقائق حتى انتهى بيريس من كلمته، ليعتلي أمين عام الجامعة العربية منصة الخطابة للرد عليه. في حديثه اعتبر بيريس أن غياب القرار الفلسطيني وتشتيته بين حماس وفتح يؤخران تسوية القضية الفلسطينية. وقال بيريس ان عملية السلام ما كان لها ان تبدأ من دون (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات، وما كان لها ان تستمر بوجوده.

ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «الوقوف والإعلان صراحة أن بلاده مستعدة للتوصل إلى سلام مع إسرائيل». وتساءل لماذا لا يتقابل الأسد مع قادة إسرائيل وجها لوجه. وزاد «إذا أردت سلاما لماذا تؤجله؟».  وبعد أن اعتلى موسى منصة الخطابة وصف بيريس بأنه «استاذ في الكلام»، وتساءل عن السلام الذي تروج له إسرائيل، في وقت تواصل بناء «المستوطنات، وتغيير الطابع الطبوغرافي والديموغرافي للأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية»، وقال «ننتظر لنرى أي مبادرة إسرائيلية، لقد عرضت 22 دولة عربية سلاما مقابل الأرض، وحتى الآن لا يوجد جواب».

وقال إن العرب «فشلوا في فهم إسرائيل، إلى أين تأخذهم، وأين تأخذ مبادرة السلام ببناء المستوطنات»،  وأردف «أنه لا يمكن استغفال العرب، والضحك عليهم بالكلام».

ورد بيريس بأن إسرائيل سحبت جيشها من غزة قبل سنتين، وأخلت المستوطنات في هذا القطاع، لكن إطلاق النار ما يزال مستمرا من غزة، وطلب من العرب زيارة إسرائيل وتقديم مبادرتهم رسميا إلى الكنيست، معتبرا أن اسرائيل سترد إيجابا إن قدم العرب ضمانات بوقف استهدافها من غزة. وفي رده قال موسى «أوقفوا بناء المستوطنات إذن».

واستدرج كل من موسى وبيريس تصفيقا حارا من جانبي الحضور عربا وأجانب وإسرائيليين.

وشكر بيريس الملك عبد الله الثاني راعي مؤتمر البتراء، على جهوده في الوصول إلى تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزّة.

وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الرئيس السنغالي عبد الله واد، قد ألقى كلمة في مستهل الجلسة.

ووزع واد كتيبا يحمل صورته بعنوان «النهايات، ما قبل التاريخ، محادثات البتراء حول السلام، أفريقيا والعالم».