الأسد: المفاوضات مع إسرائيل واتفاق الدوحة يدعوان للتفاؤل بمستقبل المنطقة

قال إن التزام سورية بالإصلاح الاقتصادي لايزال يخضع للاختبار

الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الحالية إلى الهند (إ.ب.أ)
TT

عبر الرئيس السوري بشار الأسد عن تفاؤله باتفاق الدوحة وبدء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بخصوص السلام، وقال «إن المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، واتفاق الدوحة الذي تم التوصل إليه مؤخراً والذي شكل خطوة ملموسة لتحقيق المصالحة الوطنية في لبنان، يدعونا على التفاؤل بمستقبل منطقتنا». مؤكدا أن «السلام والاستقرار هما فقط اللذان يمكن أن يضمنا التنمية المستدامة والرخاء الطويل الأمد في منطقتنا والعالم».

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الأسد الذي يقوم بزيارة دولة إلى الهند خلال مأدبة غداء أقامها يوم أمس اتحاد غرف التجارة والصناعة على شرفه، عقب جلسة حوار بين رجال وسيدات الأعمال السوريين واتحادي غرف تجارة وصناعة الهند بعنوان: «التعاون الاقتصادي والصناعي بين سورية والهند». وحول سياسة الإصلاح والتحرير الاقتصادي في سورية، قال الأسد «إن التزامنا بالإصلاح والتحرير الاقتصادي لازال يخضع للاختبار نظراً للتحديات التي تواجه منطقتنا وبيئتها الديناميكية»، مؤكدا «إن الحروب المتعاقبة والصراعات المستمرة التي لازالت تتسبب في قدر كبير من المعاناة الإنسانية والعنف، من شأنها فقط أن تزيد من تصميمنا على تحقيق السلام والاستقرار». وقال الأسد «إن سورية تقوم ببناء البيئة الملائمة للأعمال لتتمكن من مسايرة الاقتصاد العالمي» بما يعني «إحداث تغييرات رئيسية وبسرعة مستدامة، وإحداث الإصلاحات اللازمة لاقتصاد ديناميكي ومزدهر». ودعا الأسد إلى «استكشاف الفرص في بناء مشاريع مشتركة وغير ذلك من أشكال التعاون في المجالات الرئيسية بما في ذلك تطوير البنية التحتية وإنتاج الطاقة والتعدين إضافة إلى فرص التعليم والتدريب في مجال تقنية المعلومات». وخلال الاستقبال الرسمي الذي أقيم للرئيس الأسد وعقيلته والوفد المرافق في قصر اشتراباتي بهافان الرئاسي في العاصمة الهندية نيودلهي، وصف الأسد العلاقات بين سورية والهند بأنها «قديمة وتاريخية». وقال إن «زيارته للهند تأتي لتعميق هذه العلاقات وتتوقع سورية من الهند أن تعزز دورها الايجابي بالنسبة لقضايا المنطقة». وكان في الاستقبال رئيسة الهند براتي بها باتيل ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ووزراء الخارجية والطاقة والتنمية الريفية والنفط والغاز الطبيعي وحاكم دلهي وعقيلة رئيس الوزراء الهندي وعدد من كبار المسؤولين الهنود. وأشار الرئيس السوري إلى «التعاون المشترك في مختلف المجالات بين البلدين متوقعا زيادة حجم التبادل التجاري وإقامة المزيد من المشروعات الاقتصادية المشتركة».

وبعد الاستقبال قام الأسد صباح أمس بزيارة ضريح الزعيم الهندي الكبير المهاتما غاندي ووضع إكليلاً من الزهور على الضريح. وبعد الوقوف دقيقة صمت قام بنثر الزهور على الضريح ثم سجل كلمة في سجل الشرف وتسلم هدية من القائمين على الضريح.

وبدأ الأسد بإجراء مباحثات دبلوماسية قبل ظهر أمس مع عدد من المسؤولين والسياسيين في الهند، حيث التقى مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في مقر الاجتماعات الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء في حيدر أباد في نيودلهي. وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال تشجيع وحماية الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي والتعاون المشترك في المجال الزراعي والقطاعات ذات الصلة.

كما التقى الأسد في مقر إقامته وزير الخارجية الهندي برناب موكرجي الذي صرح عقب اللقاء «أن سورية تلعب دوراً مهماً جداً في المنطقة وتعمل على حل التوتر في الشرق الأوسط» واصفا العلاقات السياسية القائمة بين سورية والهند بأنها «ممتازة» مؤكداً نية الهند في «تفعيل التعاون الاقتصادي بين الدولتين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية».

واستقبل الرئيس الأسد وعقيلته في مقر إقامته زعيم المعارضة لال كاريشا ادفاني ورئيسة حزب المؤتمر الحاكم سونيا غاندي.

وكان الرئيس الأسد وعقيلته وصل إلى نيودلهي مساء اول من امس في زيارة دولة إلى الهند. ويرافقهما وفد رسم يضم وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين والدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة والدكتور عماد صابوني وزير الاتصالات وأحمد عرنوس معاون وزير الخارجية.

ويتضمن برنامج الزيارة اليوم زيارة المركز الوطني للمعلوماتية ولقاء موسعا مع ممثلي وسائل الإعلام الهندية ثم التوجه إلى مدينة بنغالور حيث يقوم غدا بزيارة وكالة الفضاء الهندية وشركة انفوسيس ومعهد اي اي تي ومعهد اي اي ام . من جانبها زارت عقيلة الرئيس أسماء الأسد معهد العلوم الاجتماعية في نيودلهي واستعرضت هناك التجربة السورية والهندية في مجال التنمية الريفية. كما ستزور نادي الصحافيات الهنديات. كما تزور في وقت لاحق أحد مشاريع التمويل الصغيرة المميزة.